قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الأحد ١٧/يوليو/٢٠٢٢ ١٠:٥٦ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة تتعلق بزيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط وتأثيرات الأزمة الأوكرانية على قارة أفريقيا وضرورة توفير مكان عمل أكثر ودًا للعائلات.

فصحيفة نيويورك تايمز نشرت في افتتاحيتها مقالًا حول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط تحدثت فيه عن السياسة الخارجية الأمريكية والتزامات الرئيس الأمريكي كاتفاقية باريس بشأن المناخ وإعادة الالتزام تجاه الأمم المتحدة وتجاه حلف الناتو وغيرها.

وترى الصحيفة أن الفكرة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي كمبدأ منظم للسياسة الخارجية الأمريكية يجب أن تخدم المصالح الأمريكية أو مصالح الناس حول العالم الذين يكافحون من أجل حقوقهم الديمقراطية في العيش بحرية وسلام.

وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي نجحت فيه الولايات المتحدة في بناء حصن أوروبي ضد روسيا في خضم الأزمة الأوكرانية، على الأقل في الوقت الحالي، تبقى خياراتها محدودة في الشرق الأوسط.

ووضحت الصحيفة أن زيارة الرئيس بايدن للشرق الأوسط مهمة لتعزيز السلام في المنطقة من خلال الدبلوماسية متطرقةً لتصريح الرئيس الذي قال "إن شرق أوسط أكثر أمنًا وتكاملًا يعود بالفائدة على الأمريكيين من نواحٍ عديدة"، في المقابل بينت الصحيفة أن هناك بعض الحقائق التي تم تغافلها وهي أن التضخم في أمريكا آخذ في الارتفاع وأسعار الطاقة أصبحت مُقلقة.

خلاصة القول في نظر الصحيفة أن هذه ليست اللحظة المناسبة لسياسات جديدة جريئة في الشرق الأوسط إذ أن هناك قضايا أخرى ملحة يجب على الإدارة الأمريكية أن تأخذها بعين الاعتبار كقضية تغير المناخ.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "الجارديان" النيجيرية مقالًا بعنوان: "الصراع بين روسيا وأوكرانيا: ماذا يعني ذلك لأفريقيا " بقلم "أولوافيمي أجبلوسي" استعرض فيه الأزمة الأوكرانية كيف بدأت وتطورت إلى ما وصلت عليه الآن وتأثيراتها على القارة الأفريقية.

وقال الكاتب إن هذه الأزمة تلقي بظلالها على أفريقيا. فعلى الرغم من المسافة الجغرافية، إلى أن هناك روابط مهمة بين أوكرانيا وأفريقيا، بما في ذلك أكثر من 8000 مغربي و4000 نيجيري يدرسون في أوكرانيا وأكثر من 4 مليارات دولار في الصادرات من أوكرانيا إلى أفريقيا.

ويرى الكاتب أنه على الرغم من أن بعض البلدان الأفريقية قد تستفيد من التحول في الأسواق العالمية بعيدًا عن روسيا بسبب الأزمة، فإن الآثار المحتملة قصيرة المدى على سبل العيش الاقتصادية مقلقة في حين أن الآثار المترتبة على التضامن الأفريقي والالتزام بالتعددية غير مؤكدة بشكل متزايد.

وقال الكاتب: "يشعر عدد قليل من البلدان بفرص نمو طويلة الأجل من الأزمة وعلى وجه التحديد، يمكن للغاز الطبيعي في إفريقيا أن يقلل من اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية ويمكن أن يستفيد العديد من البلدان الأخرى بالمثل من تنويع الطاقة في أوروبا، بما في ذلك السنغال، حيث تم اكتشاف 40 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي بين عامي 2014 و2017 ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في وقت لاحق من هذا العام، ونيجيريا تُعدُّ بالفعل موردًا للغاز الطبيعي المسال (LNG) إلى العديد من البلدان الأوروبية، وتشرع أيضًا مع النيجر والجزائر في خط أنابيب الغاز عبر الصحراء لزيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية".

ويرى الكاتب أنه على الرغم من هذه الاحتمالات، على المدى القريب، يمكن أن تشكل الأزمة الأوكرانية صعوبات للأسر الأفريقية والقطاع الزراعي والأمن الغذائي.

ووضح أن ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية الناجم عن الأزمة في أوروبا سيكون له تأثير مباشر على تكلفة النقل حيث إنّ خبراء الاقتصاد حذروا من أن الحرب في أوكرانيا قد تدفع أسعار النفط إلى الارتفاع وتزيد من التضخم في إفريقيا.

وأضاف الكاتب: "على الرغم من أن إفريقيا لم تتعاف تمامًا بعد من التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا، إلا أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يشكل تهديدًا رئيسًا آخر للاقتصاد العالمي مع تأثر العديد من البلدان الأفريقية بشكل مباشر".

وأكد أن الحرب أدت إلى تعطيل التعافي الواعد لأفريقيا من الجائحة من خلال ارتفاع أسعار الغذاء والوقود وتعطيل تجارة السلع والخدمات وتشديد الحيز المالي وتقييد التحولات الخضراء وتقليل تدفق تمويل التنمية في القارة.

من جانبها، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" المالطية مقالًا في افتتاحيتها حول ضرورة توفير مكان عمل أكثر ودّا للعائلات.

وقالت الصحيفة في بداية المقال إن استدامة النموذج الاقتصادي لكل دولة لا تتعلق فقط بتحقيق نمو الناتج المحلي الإجمالي على المدى القصير إذ يعاني النموذج الاقتصادي للعديد من الدول من نقص التركيز على القضايا طويلة الأجل، بما في ذلك التميز التعليمي واستدامة سوق العمل وأهمية تدابير رفاهية الأسرة لمساعدة العمال على تحقيق توازن مناسب بين العمل والحياة.

وتطرّق المقال لأهمية توجيه الاتحاد الأوروبي المتعلق بالتوازن بين العمل والحياة ودخل حيز التنفيذ في العام 2019 بهدف تحسين الوصول إلى الإجازة العائلية وترتيبات المرونة، مؤكدةً أن هذا التوجيه يعد منطقيًا لحماية جميع العمال من خلال إدخال تدابير إلزامية لرفاهية الأسرة.

ووضحت الصحيفة أن البحث في علم النفس التنموي وثق فوائد مشاركة الوالدين للأطفال بدءًا من ولادة الطفل وحتى بلوغه سن الرشد، مبينةً أن بعض الحكومات أعلنت عن بعض تدابير رفاهية الأسرة تشمل مزايا جديدة للآباء ومقدمي الرعاية الذين يدعمون الأقارب الضعفاء وظروف عمل أكثر مرونة للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال صغار.

وترى الصحيفة أنه يتعين على الدول اليوم اعتماد تدابير صديقة للأسرة ويجب أن تكون حجر الزاوية في التنمية المستدامة.

وأكدت في ختام المقال على أن تقديم تدابير رفاهية الأسرة الجديدة هو مجرد واحدة من العديد من القضايا التي يجب معالجتها من قبل صانعي السياسات والشركات لجعل النموذج الاقتصادي لدولهم مستدامًا على المدى الطويل.