قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الأربعاء ٠٦/يوليو/٢٠٢٢ ١٠:٠٣ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

 تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بالطاقة المتجددة لإنقاذ المناخ والعملات المشفرة في ظل التضخم.

فنشرت صحيفة (جاكرتا بوست) الأندونيسية مقالا بعنوان "العالم يحترق، نحن بحاجة لثورة الطاقة المتجددة" للكاتب أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة.

استهل الكاتب مقاله بالإشارة لخطورة صب الوقود على النار، إذ أنه بسبب الأزمة الأوكرانية قامت بعض الدول بضخ المليارات من الدولارات في مجالات تضر بالمناخ مثل النفط والغاز والفحم كردة فعل ناتجة عن أزمة الطاقة المستمرة في التفاقم.

وأضاف الكاتب أن جميع مؤشرات المناخ مستمرة في تحطيم الأرقام القياسية، وتتنبأ بمستقبل من العواصف والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات ودرجات حرارة غير ملائمة للعيش في أنحاء كثيرة من كوكب الأرض، أي يمكن وصف الوضع بأنه فوضى مناخية.

وأشار إلى أن المزيد من تمويل عمليات التنقيب عن الوقود الأحفوري لا يمثل ردة فعل مناسبة لأن الضرر الذي تحدثه على الكوكب وعلى المجتمعات واضح جدا.

وأكد الكاتب على أن الوقود الأحفوري هو سبب أزمة المناخ وأن الطاقة المتجددة هي الحل للحد من الاضطرابات المناخية ولتعزيز أمن الطاقة، مضيفا أنه لو استثمر العالم في وقت سابق وبكثافة في الطاقة المتجددة، فلم نجد أنفسنا مرة أخرى تحت سيطرة أسواق الوقود الأحفوري غير المستقرة.

وقال الكاتب إن المعركة من أجل التحول السريع والعادل في مجال الطاقة لا يتم خوضها على أرض مستوية بل إن الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك. وأشار إلى أن ما يقارب 11 مليون دولار يتم صرفها في مجال الوقود الأحفوري كل دقيقة.

وبين الكاتب أهمية النظر لهذه القضايا على المدى البعيد وليس المدى القريب فقط، وهذا ما يؤكد على ضرورة اتخاذ خطوة جادة للحفاظ على سلامة المجتمعات والكوكب ككل في المستقبل ويدعو إلى تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة للوصول إلى أمن الطاقة، وأسعار طاقة مستقرة وتحقيق الرخاء على هذا الكوكب.

ودعا الكاتب حكومات مجموعة العشرين للوصول إلى خروج كامل من البنى الأساسية القائمة على طاقة الفحم بحلول عام 2030 بالنسبة لدول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية وعام 2040 لباقي الدول.

واقترح الكاتب أن يتم جعل تقنيات الطاقة المتجددة سلعة متاحة للجميع وذلك بإزالة عوائق الملكية الفكرية لتسهيل نقل التقنيات، وتسهيل الوصول لسلاسل الإمداد لتوفير القطع والمواد الخام المستخدمة في تقنيات الطاقة المتجددة، كما اقترح الكاتب أن تتم الموافقة بوتيرة سريعة على مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وأن تتم مضاعفة الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة بثلاثة أضعاف.

واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن الاستثمار في الطاقة المتجددة يوجد وظائف أكثر بثلاثة أضعاف مقارنة بالاستثمار في الوقود الأحفوري. ورغم كل ذلك يرى الكاتب أن الطاقة المتجددة ليست الحل الوحيد لأزمة المناخ، بل يجب أيضا تكثيف الجهود في المجالات البيئية الأخرى والتصدي لإزالة الأشجار كما أنه من الضروري مواجهة التصحر وزيادة كفاءة الطاقة المستخدمة.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "كوريا تايمز" الكورية مقالا بعنوان "هل يمكن للعملات المشفرة أن تتفوق على التضخم؟" للكاتبين تشيونج جوو وجويل تشو قالا فيه إن العملات المشفرة تتمتع بجاذبية قوية؛ حيث إنها غير معرضة لخطر التضخم، والعوائد المرتفعة وتتمتع بالخصوصية الكاملة، وسهولة النقل في أي مكان ولا توجد لوائح أو رسوم ضريبية. وأدت قصص المستثمرين الذين حققوا أرباحًا سريعة إلى تدفق الناس على العملات المشفرة على الأمل نفسه ثم حدث الانهيار الكبير.

وأضاف الكاتبان أن التضخم يؤدي إلى ارتفاع أسعار الفائدة، مما يجعل العملة المشفرة أقل جاذبية. كما أن ديناميكية معدلات التضخم المرتفعة وأسعار الفائدة المرتفعة تجعل الاستثمارات ذات المخاطر العالية أقل جاذبية من الاستثمارات الأكثر أمانًا. ومع زيادة مؤشر التضخم، يبدو أن سوق الأوراق المالية ينخفض مسببا انخفاضا كذلك في سوق العملات المشفرة.

وقال الكاتبان "على الرغم من أنه لا يمكن إنكار أننا في خضم انهيار خطير للعملات المشفرة، إلا أننا ما زلنا نؤمن بإمكانات تقنية سلسلة الكتل "البلوك تشين" والطبيعة اللامركزية للعملات المشفرة. ولا يمكن إنكار التطورات التكنولوجية والفوائد المحتملة التي تمثلها العملة المشفرة، ولكنها لا تزال تتطلب تنظيمًا مناسبًا للنمو المناسب."

ووضح الكاتبان أن الانهيار الأخير الذي أحدث عاصفة في سوق العملات الرقمية يعد مؤشرًا على مدى عدم استقرار السوق، لا سيما بالنظر إلى الضجة والشعبية التي حققتها شركات التشفير في العامين الماضيين حول أصولها الرقمية من خلال التأييد "الرائج" من قبل المشاهير.

وأضاف الكاتبان أن حدوث انهيار مالي بهذا الحجم ليس حدثًا غير مسبوق، ففي عام 2008، واجه العالم الأزمة المالية العالمية، مما أدى إلى اعتماد لوائح أكثر صرامة لضمان المزيد من السيولة على الأصول والإصلاحات المالية الأخرى لمنع حدوث انهيار مماثل في المستقبل.

ويعتقد الكاتبان أنه لا يزال للعملات المشفرة العديد من الاستخدامات والإمكانات في القطاع المالي. وعندما يتم وضع هيكل تنظيمي لها، فإنه سيتم ترميز العديد من الأشياء. ويمكن أن تكون الرموز عبارة عن تمثيلات رقمية لأي شيء، ويمكن أن تصبح مصدرًا للكثير من المشكلات المالية. لذلك، فإن انهيار العملة المشفرة هذا العام قد يؤدي أخيرًا إلى تسريع التنظيم المطلوب بشدة للأصول الرقمية. وقد يكون هذا هو نهاية جنون العملة المشفرة والتعافي البطيء والثابت لتصبح أصلًا ماليًا أكثر ثباتًا.