قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الخميس ٣٠/يونيو/٢٠٢٢ ١٠:٤٨ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلقة بحرب الأفكار الجديدة في أوروبا والعلاقة بين الصحة النفسية وأزمة المناخ، ودور الدبلوماسية الثقافية في تعزيز العلاقات والفرق بين الأصدقاء والزملاء في بيئة العمل.

يرى الكاتب "جوشكا فيسشر" في مقاله الذي نشرته صحيفة "كوريا تايمز" الكورية بعنوان "حرب الأفكار الجديدة في أوروبا" أن الحرب الروسية الأوكرانية يمكن أن تؤدي إلى تقسيم أوروبا مرة أخرى، إذ سيتم فصل الشرق عن الغرب، ومن المرجح أن تكون الحدود بينهما منطقة خطرة مؤمنة عسكريًّا في المستقبل المنظور.

ويعتقد الكاتب أن عملية التوسيع هذه ستعمل على تغيير الاتحاد الأوروبي بشكل جذري، وتحويله بالتأكيد إلى لاعب جيوسياسي، وفي الواقع، إلى خصم روسيا الرئيسي في القارة.في نظر الكاتب أن الاتحاد الأوروبي قرر احتضان أوكرانيا ليس لأنه أراد ذلك، أو لأن لديه طموحات إمبريالية خاصة به، ولكن لأن روسيا فرضت عليه هذا الواقع.

وقال: "بما أنه لا يمكن لأي طرف الاستسلام، يجب أن نتوقع صراعًا طويل الأمد، ونظرًا لأن القوة العسكرية وقدرات الردع ستلعب دورًا حاسمًا، فإن الحرب ستغير بشكل قاطع شخصية الاتحاد الأوروبي، ولم يعد مشروع التكامل الاقتصادي يحتل الصدارة. من الآن فصاعدًا، يجب أن تأتي المصالح الأمنية والجيوسياسية أولًا".

وفي ختام مقاله، أشار إلى أن الخيار الحقيقي الوحيد لأوروبا هو السعي وراء تحالفات حكيمة وتطوير قوتها وبناء قدرات الردع الخاصة بها، ويجب أن تحل الإستراتيجية المتماسكة للنجاة من الصراع الفكري الجديد محل الأوهام العالقة. ويجب أن تقبل أوروبا أنها تعيش في جوار خطير.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "ذا ستاندرد" الكينية مقالًا بعنوان "يجب أن نضع الصحة العقلية في عين الاعتبار عند التعامل مع أزمة المناخ" بقلم "لاينت أوتينو" الذي قال فيه: "إلى جانب آثاره الاقتصادية والبيئية، وجد الباحثون علاقة بين تغير المناخ والصحة العقلية، وخاصة بين المزارعين".

وأضاف: "كلما زادت حدة التأثير الزراعي للجفاف، زاد التأثير على الصحة العقلية"، وفقًا لتقرير "تأثير الجفاف على الصحة العقلية في المناطق الريفية والإقليمية في أستراليا" المنشور قبل عدة سنوات.

وفي المقابل، أكد الكاتب أن الجفاف ليس السمة الوحيدة لتغير المناخ التي يمكن أن تزيد أو تؤدي إلى مشكلات الصحة العقلية، مشيرًا إلى أن العائلات التي نزحت من ديارها بسبب الفيضانات تعاني من اضطرابات ليس فقط في مصادر رزقها، ولكن أيضًا على الصعيد الاجتماعي.

ويرى الكاتب أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات للتخفيف من حدة الفقر وآثار الظواهر المناخية الشديدة على الأسر المتضررة على سبل عيشهم وأمنهم وتعليمهم وتنميتهم وتسميتها، يجب ألا يغيب عن الفاعلين وجود مشكلات غير مرئية مرتبطة بتغير المناخ.لذلك يجب بذل جهود مدروسة للتعرف على آثار الفيضانات والجفاف المطول على الصحة العقلية للناس؛ إذ سيمكّن هذا من تواجد الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة بعد وقوع الكارثة.

واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن هذه المشكلة غير محصورة على الدول الفقيرة إذ تعاني الكثير من الدول المتقدمة من المشكلات المرتبطة بالمناخ.

ونشرت صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية مقالًا بعنوان "يمكن للدبلوماسية الثقافية والتفاعل أن يساعدا في تعزيز العلاقات" بقلم الدكتور "سمير كومار" الذي أوضح من خلاله أن التعاون الاجتماعي والثقافي يشجع مؤسسات الآسيان والاتحاد الأوروبي على دعم المبادرات التي تعزز الروابط بين الأفراد من خلال الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتعليمية.

وقال الكاتب إنه لعقود من الزمان، كان الاتحاد الأوروبي شريكًا إستراتيجيًّا لآسيان حيث يدعم برامج بناء المجتمع ويتنقل المواطنون من كلا المنطقتين بشكل متزايد لأسباب ثقافية وتجارية وتعليمية وأسباب أخرى، مشيرًا إلى أن إعلان نورمبرغ لعام 2007 قد أعاد تأكيد التزام المنطقتين بالتعاون وتعزيز التفاعل بين الناس من خلال التبادلات الثقافية والتعليمية، والتعاون في العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

وتحدث الكاتب عن مجالات التركيز الرئيسية التي حددتها المفوضية الأوروبية في اتصالاتها المشتركة حول العلاقات الثقافية الدولية التي من شأنها أن تساعد الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الدول وهي تعمل على تطوير الخطاب الثقافي والثقافي من أجل التفاعلات السلمية بين المجتمعات وتعزيز التعاون في مجال التراث الثقافي.

واختتم الكاتب مقاله بتسليط الضوء على أهمية الدبلوماسية الثقافية والعلاقات الثقافية كأدوات حاسمة في القرن الحادي والعشرين للدول لاختيار الطريقة التي تريد أن ينظر إليها العالم بها.

من جانبها، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" المالطية مقالًا بعنوان "أصدقاء في مناصب رفيعة" للكاتب "جون كاسار وايت" الذي أشار من خلاله إلى أنه بينما يبحث بعض زملاء العمل عن الصداقة، قد يكون للآخرين دوافع خفية.

وبيّن الكاتب أن معظم الناس يقضون أكثر من ثلث حياتهم في مكان العمل وهذا الأمر يجعلهم ملزمين بتكوين روابط مع الأشخاص الذين يقضون أوقاتًا كثيرة معهم.

وأوضح في هذا السياق: "من الجيد أن يكون لديك زملاء يدعمون أهدافك ويلهمونك، ولكن يجب عليك التمييز بين الزملاء والأصدقاء حتى لا تشعر بالخيانة عندما لا تنجح علاقاتك".

ويرى الكاتب أن الشكل الأكثر شيوعًا للصداقة التي يختبرها المرء في مكان العمل هو صداقة المنفعة، مبينًا أن هذا النوع من الصداقة موجود ببساطة لأنك سجد شخصًا ما مفيد لك بطريقة أو أخرى.

وقال الكاتب حول هذا الموضوع: "غالبًا ما تميز صداقات المنفعة شبكات الأعمال، هذا الشكل من الصداقة، الذي يشار إليه غالبًا باسم الصداقة التبادلية، يأتي مع تاريخ انتهاء الصلاحية، حيث يعمل الكثير من الناس بجد ليكون لديهم أصدقاء في "الأماكن العالية" التي يمكن أن تساعدهم بطريقة ما في احتياجاتهم المادية."

وأوضح الكاتب أن "الأماكن العالية" مصطلح نسبي ولا يعني بالضرورة السياسيين الأقوياء أو كبار المديرين أو غيرهم من الشخصيات العامة رفيعة المستوى، إذ يمكن لأي شخص لديه بعض السلطة التي يمكن أن تؤثر على حياتنا أن يتأهل ليكون "صديقًا في مكانة عالية".

خلاصة القول في نظر الكاتب أنه بينما قد يبحث بعض زملاء العمل عن صداقة وتواصل حقيقيين، قد يبحث الآخرون فقط عن شخص ما لمساعدتهم على التقدم في حياتهم المهنية دون الحاجة إلى التفوق فيما يفعلونه وستعرف من هم أصدقاؤك الحقيقيون عندما تتقاعد من منصب في السلطة، مؤكدًا أن الولاء الذي لا يلين لأصدقائنا الحقيقيين لا يقوم على المنفعة المتبادلة ولكن فقط على احترام بعضنا البعض.