بقلم : عيسى المسعودي
منذ انطلاقة الطيران العماني وذلك بداية التسعينات شهدت مسيرة الناقل الوطني العديد من المحطات المضيئة والمشرفة والتي نفتخر فيها كعمانيين بأن يكون لدينا شركة طيران تحلق في سماء دول العالم تنقل التراث والعادات والتقاليد وكرم الضيافة العماني للعديد من شعوب العالم ويكفي فخر عندما تدخل مطارات حول العالم في أوروبا مثل باريس في فرنسا أو في لندن بالمملكة المتحدة أو في المانيا وفي مطارات آسيا وأفريقيا ودول مجلس التعاون أو في مطارات أخرى وتجد شعار الناقل الوطني يقف شامخاً في مدرجات او أرضية المطار يتضح لك مدى اهمية وجود ناقل وطني يتواجد بين كبرى شركات العالم في مجال الطيران ليس هذا فقط بل تجد سمعة طيبة وعلامة تجارية يثق فيها اغلب المسافرين الذين جربوا الطيران والتحليق مع هذه الشركة التي تتطور باستمرار وكما ذكرت فقد شهدت الشركة مراحل متعددة منذ انطلاقتها بدأ من مرحلة تكوين الشركة وتوسعة الشبكة من خلال فتح العديد من المحطات في مختلف دول العالم وتعزيز اسطول الشركة باحدث الطائرات مروراً بالاهتمام بتنمية وتطوير الموارد البشرية التي تقف خلف هذه النجاحات والإنجازات وتعزيز مجالات الشحن وتنظيم الحملات التسويقية والترويجية للمقومات السياحية والتراثية التي تتمتع بها السلطنة فقد كانت لهذه الخطوات أهمية كبرى في تأسيس شركة طيران عصرية تواكب مختلف المستجدات والتطورات في عالم الطيران وبلاشك أنه لولا الدعم والأهتمام الحكومي بتطوير هذه الشركة والاستراتيجية التي تعمل بها طوال السنوات الماضية لما استطاعت تحقيق هذه النجاحات التي يتم الإشادة بها بين فترة واخرى فهذه النجاحات تحسب للسلطنة بانها حرصت على وجود ناقل وطني يحقق لها العديد من الأهداف المباشرة والغير مباشرة.
بلاشك ان الطيران العماني كباقي الشركات بشكل عام او شركات الطيران المتخصصة التي تقدم خدمات للزبائن أو المسافرين معرضة للنقد او ابداء الملاحظات على نوعية وجودة الخدمات المقدمة وهذا أمر طبيعي تتعرض له كل الشركات خاصة في مجال متسارع ومتطور مثل قطاع الطيران ولكن الأهم ان تستمر الشركة في التطوير وتنمية قدراتها وامكانياتها لمواكبة متطلبات زبائنها وتحرص على تقديم الأفضل دائما لهم ولشركائهم لذلك نجد الطيران العماني يسير على هذا النهج فالتطوير والتقدم مبدأ وسمه تعمل عليه الإدارة التنفيذية للشركة ومن خلفها مجلس الادارة الذي يقدم الدعم لتنفيذ هذه الخطط التطويرية خاصة وأن الناقل الوطني سيكون عليه دور أكبر في المرحلة المقبلة لتحقيق الأهداف السياحية في رؤية عمان 2040 فكما يعلم الجميع أن قطاع السياحة يعد من القطاعات المهمة والواعدة والذي تركز عليه الرؤية لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة وغير مباشرة لذلك يقوم الطيران العماني حالياً بتنفيذ مجموعة من الخطط وطرح المبادرات والبرامج التي تحقق أهداف المرحلة المقبلة ولعل ماتداولته وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية خلال الأسبوع الفائت من انظمام الشركة لتحالف « ون وورلد « والذي يعد من اهم وأبرز التحالفات في قطاع الطيران على مستوى العالم مما سيوفر العديد من المزايا والخدمات والتسهيلات للمسافرين الذين يختارون الطيران العماني وهذه نقطة في غاية الأهمية ستفتح آفاق جديدة امام الشركة لاستقطاب المزيد من المسافرين خلال الفترة المقبلة وخاصة مع البدء الفعلي لدخول الشركة في هذا التحالف الهام خاصة إذا ماعلمنا ان هذا التجمع يعد ثالث أكبر تحالف طيران في العالم ويضم أربعة عشر شركة طيران ويخدم أكثر من 1000 وجهة في 158 دولة حول العالم، ويخدم هذا التحالف أكثر من 520 مليون مسافر سنوياً ويشغل التحالف أكثر من 3550 طائرة من مختلف الطرازات ، لذلك ومع هذه الإحصائيات المتوفرة يتبين أهمية وحجم الإنجاز في انتخاب الطيران العماني كعضو في التحالف من قبل مجلس محافظي تحالف شركات الطيران العالمي « ون وورلد « بحيث تمثل هذة الخطوة نجاح مهم يحسب للإدارة التنفيذية للشركة وسيشكل إضافة مهمة لمستقبل الشركة ضمن خططها في جعل سلطنة عمان الوجهة المثلى ومن بين الخيارات الأولى أمام المسافرين وهذا سينعكس إيجابياً على دور الشركة كما ذكرنا في تحقيق الأهداف السياحية ضمن رؤية عمان 2040 والتي تتطلب من كل المؤسسات اطلاق المبادرات والبرامج المبتكرة والمتطورة حتى نشارك بإيجابية في هذه الرؤية الوطنية التي تعد خارطة الطريق في مسيرة النهضة المتجددة.
مكاسب عديدة سيجنيها الطيران العماني لاحصر لها من انضمامة لهذا التحالف العالمي وبالتالي مكسب للقطاع السياحي بالسلطنة الذي عليه مسؤولية كبيرة في المرحلة المقبلة لاطلاق البرامج والمقابلات التي تعزز من دور هذا القطاع في التنمية الاقتصادية وقد تكون الخطوة التي قام بها الناقل الوطني للسلطنة من بين خطوات أخرى سنتابع اخبارها خلال الفترة المقبلة ضمن خطط واستراتيجية الشركة في لعب دور أكبر ومهم في تحقيق مختلف الهداف السياحية التي تتضمنها رؤية عمان 2040 فوجود الطيران العماني بهذا التألق والتطور يعد نقطة محورية ومفصلية لانجاح كافة الخطط الأخرى التي قد تنوي وزارة التراث والسياحة القيام بها او المؤسسات الأخرى ذات العلاقة فبدون وجود شركة طيران قوية وعصرية تملك رؤية واستراتيجية طموحة لن نستطيع تحقيق تطلعاتنا وأهدافنا في تطوير ونمو وتنمية القطاع السياحي والقطاعات الأخرى.