ماذا تفعل الرسومات التحذيرية على علب السجائر؟

مزاج الثلاثاء ٠٣/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٢٥ م

علي فينوسا-ترجمة: أحمد بدوي

أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن السجائر مسببة للسرطان، وأن التدخين يمكن أن يؤدي إلى الاصابة بسرطان الرئة والفم والحنجرة.
ولكن المعرفة وحدها لا يبدو في كثير من الأحيان أنها تكفي لردع المدخنين الذين أدمنوا النيكوتين، وفي محاولة للحد من مخاطر التدخين وحث المدخنين على التفكير أكثر من مرة قبل الاقدام على التدخين وافقت العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم على وضع صور تحذيرية تعرض جانبا من الآثار السيئة والمعاناة التي تنتظر المدخن، إلا أن دراسة جديدة من جامعة إلينوي في أوربانا خلصت الى أن النوايا الطيبة التي تقف وراء هذا الإجراء لمكافحة التبغ لم تجد نفعا. ووفقا للباحثين، فالرسومات المريعة التي توضع على علب التبغ ينظر اليها كثيرون على أنها تحديا يهدد اختيارهم وحريتهم واستقلالهم.
وقالت نيكول لافوا التي تدرس للدكتوراة وقادت فريق البحث: ما وجدناه هو أن معظم الأشخاص لا يحبون هذه التحذيرات، سواء كانوا من المدخنين أو غير المدخنين، وأنها تجعلهم يشعرون بالغضب، وتدفعهم الى التعبير بأفكار سلبية حول هذا الأسلوب، وفي نهاية المطاف، تجعلهم يعتقدون أن الجهات الرسمية تمارس سلطة استبدادية وتتدخل في شؤونهم الشخصية أكثر مما ينبغي.
والمشكلة الأكبر هي أن أقوى رد من هذا النوع جاء من المشاركين الذين أظهروا نسبة عالية من المفاعلة النفسية، وهي السمة التي تجعل الشخص أكثر عرضة للأفكار السلبية والمقاومة عندما يعتقد أنه يملى عليه ما يجب أن يقوم به. ومن أسف يبدو ان هذه السمة تظهر بشكل واضح عند المدخنين.
يقول البروفيسور براين كويك الباحث المشارك في الدراسة أنه لهذا السبب قد يحدث اثر انعكاسي، وعندما يشاهد المدخن هذه الرسومات فإنه ينظر اليها على أنها تهديدا لحريته ومن ثم يكون أكثر ميلا للقيام بهذا السلوك.
وتضيف لافوا أن الصور التحذيرية قد تلحق الضرر في الواقع بالمجموعة التي تعاني درجة عالية من المفاعلة النفسية وتكون بحاجة الى مساعدة وتكافح للتوقف عن إدمان التدخين.
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد وافقت على هذه الصور التحذيرية التي تشمل فم ورئتين مصابتين، وأشخاص مصابين بأمراض القلب وشخص يموت جراء سرطان الرئة وجثة.
وعلى الرغم من أن العديد من البلدان الأخرى أجرت دراسات خلصت الى أن عدد المدخنين قد انخفض بعد وضع الصور التحذيرية، إلا أن لافوا تقول أن هذا التاثير جاء متزامنا أيضا مع اتخاذ تدابير لمكافحة التبغ مثل حظر التدخين وزيادة الضرائب.
عن ميديكال ديلي