قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الاثنين ٢٧/يونيو/٢٠٢٢ ١٠:٢٧ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

تابعت وكالة الأنباء العمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلقة بتأثير الأزمة الأوكرانية على الاقتصاد الأفريقي وأزمة الغذاء وتداعيات العقوبات الغربية على روسيا بالإضافة لموضوع تطور البكتيريا التي تسبب حمى التيفود.

فصحيفة "ديلي صباح" التركية نشرت مقالًا بعنوان: "تأثير الحرب الأوكرانية الروسية على الاقتصاد الأفريقي وأزمة الغذاء" بقلم "حوري يلدريم" الذي أوضح فيه أن للحرب الأوكرانية الروسية آثارًا مروعة في جميع أنحاء القارة الأفريقية وجميع أنحاء العالم.

وقال الكاتب إن العديد من الدول الأفريقية، التي تعاني حاليا من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية ثقافية، تتعرض لتأثيرات هذه الحرب خاصة وأنها لم تتعاف بعد من تأثيرات جائحة كورونا.

وبيّن الكاتب أن الحرب تتسبب في اختلاف سياسي في الرأي بين الدول الأفريقية حيث تقف بعض الدول مع روسيا والبعض الآخر يقف في صف أوكرانيا، وفي المقابل هناك دول قررت اتخاذ موقف الحياد.

ويرى الكاتب أن للحرب الأوكرانية الروسية آثارًا سلبية على القارة الأفريقية اقتصاديا، مؤكدًا على أن هذه التأثيرات ستزداد بمرور الوقت. ولتوضيح هذه التأثيرات، قال الكاتب: "العديد من الشركات الروسية غير نشطة بسبب العقوبات الدولية. ومن المتوقع أن تعلق موسكو أنشطتها في العديد من الدول الأفريقية التي لها وجود فيها وسيؤدي ذلك إلى أضرار جسيمة ليس فقط لروسيا ولكن أيضًا لاقتصاديات الدول الأفريقية. فعلى سبيل المثال، انسحبت شركة الطاقة الروسية "لاك أويل" من مشروع غاز في غينيا الاستوائية بسبب هذه العقوبات. ومن المحتمل أيضًا أن تقوم الشركة بتعليق قرارات الاستثمار في دول مثل غانا والكاميرون".

وفي نظر الكاتب، التأثير الأعمق للحرب الأوكرانية الروسية بدا في إفريقيا محسوسًا في أزمة الغذاء، التي أصبحت بالفعل في وضع خطير إذ تعرّض الحرب شريحة كبيرة جدًا من إفريقيا للخطر.

وبين الكاتب أن أوكرانيا وروسيا تعدان من بين أكبر خمسة مصدرين دوليين للشعير وعباد الشمس والذرة. وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، تمتلك هاتان الدولتان ثلث صادرات القمح العالمية. وفي عام 2020، استوردت الدول الأفريقية 4 مليارات دولار من المنتجات الزراعية من روسيا و2.9 مليار دولار من أوكرانيا. وعلى سبيل المثال، من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية لسكانها البالغ عددهم 206 ملايين نسمة، تشتري نيجيريا، وهي رابع أكبر مستورد للقمح في العالم، 25٪ من وارداتها من أوكرانيا وروسيا. كما تستورد دول مثل السودان وأوغندا وتنزانيا ما يقرب من نصف وارداتها من القمح من هاتين الدولتين. ومع ذلك، نتيجة لهذه الحرب المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، ارتفعت أسعار المنتجات الغذائية المستوردة من هذين البلدين ويواجه الأفارقة صورة أكثر خطورة وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية".

وأكد الكاتب على ضرورة التعاون الدولي لحل هذه الأزمة الغذائية التي يواجهها الأفراد في إفريقيا لأن اقتصادات العديد من الدول في القارة تكافح مع مشاكل كبيرة وبعضها يواجه صعوبة في سداد ديونه.

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "شاينا ديلي" الصينية مقالًا بعنوان "مثل أزمة أوكرانيا، تضر العقوبات الغربية بالعالم أيضًا" بقلم "شين ووي هواه" الذي تطرق فيه للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا.

وقال الكاتب في بداية مقاله إن الاقتصاد الروسي تعرّض لضربة بسبب هذه العقوبات حيث قال البنك الدولي إنه من المرجح أن ينكمش بنسبة 11.2 بالمائة هذا العام. كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بشكل حاد وتعطلت سلاسل التوريد.

وأشار الكاتب إلى أن الإيكونوميست وبعض وسائل الإعلام الغربية الأخرى والمراقبين سلطوا الضوء الآن على مرونة الاقتصاد الروسي في مواجهة العقوبات القاسية، وأرجعوا الفضل إلى الاقتصاد الروسي المنغلق نسبيًا والعائدات المرتفعة التي يجنيها بسبب ارتفاع أسعار السلع.

ويعتقد الكاتب بأن الصراع بين روسيا وأوكرانيا والعقوبات الغربية قد أضرت بكل اقتصاد في العالم تقريبًا.

وقال في هذا السياق: "بلغ معدل التضخم في الاتحاد الأوروبي 8.8 في المائة في شهر مايو الماضي، وفي المملكة المتحدة بلغ 9.1 في المائة في 12 شهرًا حتى شهر مايو، وهو أعلى معدل في 40 عامًا. في الولايات المتحدة، ارتفع معدل التضخم إلى 8.6 في المائة في شهر مايو، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر من عام 1981. كما أن أسعار الغاز في الولايات المتحدة تحوم حول 5 دولارات للجالون".

وتطرق الكاتب للإعلان الذي صدر من ألمانيا والنمسا وهولندا صدم بقية دول الاتحاد الأوروبي، إذ قررت الدول الثلاث إحياء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم لتعويض انخفاض إمدادات الغاز من روسيا، وهو ما يمثل ضربة محتملة لـ "الصفقة الخضراء" للاتحاد الأوروبي.

وأكد الكاتب في ختام مقاله على أن العالم يحتاج إلى الحكمة والدبلوماسية للمساعدة في إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا. وهي بحاجة إلى الحكمة والإخلاص والإنسانية لإنهاء العقوبات الغربية وإنقاذ المدنيين الأبرياء وبقية الدول من تتحمل وطأة تلك العقوبات.

من جانب آخر، نشر موقع "ساينس آليرت" الالكتروني مقالًا للكاتبة "كارلي كاسيلا" التي أكدت فيه على أن حمى التيفود لا تزال تمثل خطرًا كبيرًا في عالمنا الحديث على الرغم من ندرته في البلدان المتقدمة.

وقالت وفقًا لبحث جديد، فإن تطور البكتيريا التي تسبب حمى التيفود مقاومة واسعة للأدوية، وهي تحل بسرعة محل السلالات غير المقاومة. وأضافت: "في الوقت الحالي، تعد المضادات الحيوية هي الطريقة الوحيدة لعلاج التيفود بشكل فعال، تسببه بكتيريا السالمونيلا المعوية. ومع ذلك، على مدى العقود الثلاثة الماضية، كانت مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية عن طريق الفم تنمو وتنتشر".

ووضحت أن هناك سلالات شديدة المقاومة تنتشر على مستوى العالم بمعدل سريع، في جنوب شرق آسيا وكذلك شرق وجنوب إفريقيا، ولكن تم العثور أيضًا على بكتيريا التيفود الخارقة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا.

واقتبست الكاتبة تصريح اختصاصي الأمراض المعدية جيسون أندروز، الذي تطرق للسرعة التي ظهرت بها سلالات شديدة المقاومة من حمى التيفود وانتشرت في السنوات الأخيرة، مركّزًا على الحاجة إلى توسيع تدابير الوقاية بشكل عاجل، لا سيما في البلدان الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة.

وأكدت الكاتبة على أن خبراء الصحة ينصحون الدول على توسيع نطاق الوصول إلى لقاحات التيفود والاستثمار في أبحاث المضادات الحيوية الجديدة. إذ تشير إحدى الدراسات الحديثة في الهند، على سبيل المثال، إلى أنه إذا تم تطعيم الأطفال ضد التيفود في المناطق الحضرية، فيمكن أن يمنع ما يصل إلى 36 في المائة من حالات التيفود والوفيات.