قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الخميس ٢٣/يونيو/٢٠٢٢ ١٠:١٨ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا مختلفة تتعلق بحظر البلاستيك والبيئة المستدامة، والقلق المرتبط بتغير المناخ وأهمية تعزيز الأمن الصحي العالمي للتعامل مع ظهور الأوبئة بشكل فاعل.

فنشرت صحيفة "ذا سياتل تايمز" الأمريكية مقالًا للكاتبة "شايدا ساهاندي" بعنوان "مغالطة حظر البلاستيك" قالت فيه: هناك اتفاق واسع النطاق عالميًّا على أن النفايات البلاستيكية تشكل خطرًا صحيًّا وبيئيًّا، وأن عملية إعادة التدوير الميكانيكي لم تكن الحل الأمثل، ولذلك يُمكن أن يكون حظر المنتجات البلاستيكية قرارًا مناسبًا في بعض الأحيان، خاصة عندما تكون البدائل القابلة للتطبيق متاحة على المستوى العالمي.

وأضافت: يبدو أنه من غير الواقعي أن نقترح أنه يمكننا "حظر البلاستيك" والتخطيط في الوقت نفسه لبناء مجتمعات مستدامة.

وأوضحت الكاتبة أهمية البلاستيك في حياتنا المعاصرة، فقد مكّن البلاستيك من تحقيق قفزات في مجال الرعاية الصحية والصرف الصحي، والوصول إلى مياه الشرب النظيفة، واستكشاف الفضاء، والاستمتاع بعدد لا يحصى من الأنشطة الترفيهية في الهواء الطلق، إضافة إلى استخدامات عديدة ومتنوعة للبلاستيك.

وذكرت أنه يجب أن تتضمن مقترحات التخلص من المواد البلاستيكية معاينة البدائل وتقييم النتائج المحتملة لتلك المقترحات، فعلى سبيل المثال، تتميز المواد البلاستيكية بأنها خفيفة الوزن وهي ضرورية لزيادة كفاءة الوقود وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في قطاع النقل في حياتنا.

وأشارت الكاتبة إلى أنّ عدم كفاءة إعادة التدوير الميكانيكي للبلاستيك يُعزى إلى عدم توفر البنية الأساسية اللازمة للجمع والفرز على نطاق واسع، ولذلك ليس هناك ثمة مشكلة مع البلاستيك بل إن المشكلة تكمن في الاستثمار في البنية الأساسية حسب رأي الكاتبة. كما أن هناك تحديات أخرى تتمثل في الأنواع المحدودة من البلاستيك التي يمكن إعادة تدويرها ميكانيكيًّا.

وفيما يتعلق بالنموذج الخطي للاستهلاك، أضافت الكاتبة بأننا نقوم باستخراج الموارد الطبيعية، وتحويلها إلى منتجات قابلة للاستخدام، وبمجرد استخدامها، ينتهي الأمر بمعظمها في نفايات القمامة أو المحارق أو ربما ينتهي بها المطاف إلى ما هو أسوأ من ذلك، في محيطاتنا أو أجسادنا على سبيل المثال.

واختتمت الكاتبة مقالها بالتركيز على تقنية إعادة التدوير المتقدمة للبلاستيك، مشيرةً إلى أنها خطوة نحو الانتقال إلى الاقتصاد الدائري، فنقوم بأخذ البلاستيك عند نهاية عمره الافتراضي ونقوم بتحليله مرة أخرى إلى كتل باستخدام الحرارة حيث يمكن بعد ذلك استخدام هذه الكتل لإنشاء عنصر آخر مفيد في حياتنا.

فيما نشرت صحيفة "انديانا ديلي ستيودنت" الأمريكية مقالًا بعنوان "نحن بحاجة إلى التعامل مع القلق المناخي بجدّية" بقلم الكاتب "كارتر دي يونج" قال فيه: يؤدي حرق الوقود الأحفوري إلى إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يحبس الحرارة على الأرض مما يتسبب في تأثيرات شتى يؤدي بعضها إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، وهذه الآثار بإمكانها أن تتسبب في الكثير من الكوارث الطبيعية وتُخلف الكثير من الوفيات ويفقد الكثير من الناس بيوتهم ومصادر دخلهم، حيث إن الأفراد الذين يعيشون في الأماكن الأكثر تضررًا هم الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بالقلق المرتبط المناخ.

وأوضح الكاتب أن القلق المناخي تصاحبه مشاعر اليأس الوجودي، وقد يخشى المصابون بهذا النوع من القلق ألا يكون لديهم مستقبل أبدًا، وقد يفقدون الأمل في تعافي المناخ وآثاره المدمرة على مستوى العالم.

وأشار الكاتب إلى أن القلق المناخي يختلف عن باقي الأمراض النفسية الأخرى باعتباره ردة فعل لواقع علمي، حيث يعاني الكبار بنسبة 68 بالمائة من تغير المناخ أو القلق البيئي، وفقًا لدراسة أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية، وأوضحت هذه الدراسة أن 56 بالمائة من الكبار في الولايات المتحدة يعتقدون أن تغير المناخ يشكل أهم قضية تواجهها المجتمعات حاليًّا.

وتوقع الكاتب أنّ مستويات القلق المناخي ستزداد تزامنًا مع زيادة آثار تغير المناخ، وسيؤثر خطر الجفاف الشديد والعواصف المدمرة وارتفاع مستوى سطح البحر بشكل مباشر على الصحة النفسية والبدنية لملايين الأشخاص خلال المائة عام القادمة بحسب رأي الكاتب.

واقترح الكاتب في ختام مقاله بعض الطرق الفاعلة للتعامل مع القلق المناخي ولكن هذا لا يعني تجاهل واقعه العلمي، حيث يمكن لفرد ما أن يتبنى ممارسات معينة للحد من تأثيرات التغير المناخي على البيئة، على سبيل المثال، ركوب الدراجة الهوائية سيحد من كمية الكربون في الهواء.

من جانب آخر نشرت صحيفة "ذا ستار" الكينية مقالًا بعنوان "قد حان الوقت لتعزيز الأمن الصحي العالمي" بقلم الكاتب "ويليس أكوالي" قال فيه إنه خلال السنوات الأخيرة، تسببت الأمراض المعدية الناشئة والمتكررة مثل إنفلونزا الطيور، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، والإيبولا، ومؤخرًا وباء كوفيد -19 عبء ثقيل في جميع أنحاء العالم.

وأضاف الكاتب أن تأثير كوفيد ١٩ ما زال محسوسًا ويمكن للأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس المسبب لـكورونا أن يتعرضوا لآثار طويلة المدى من العدوى. ويمكن أن تتسبب هذه الحالة في مجموعة واسعة من المشكلات الصحية التي تستمر لأسابيع وشهور وربما لسنوات.

وأوضح الكاتب أنه على الرغم من عدم توفر معلومات كافية عن كوفيد طويل المدى، إلا أن الأشخاص الذين من المحتمل أن يصابوا به أولئك الذين عانوا من أمراض أخرى أكثر خطورة، وكذلك الذين يعانون من ظروف صحية قبل الإصابة بفيروس كوفيد أو الأشخاص الذين لم يتلقوا لقاحات كورونا.

وقال الكاتب إن هناك حالات أخرى تم الإبلاغ عنها مؤخرًا في جميع أنحاء العالم وهي التهاب الكبد الحاد مجهول المنشأ لدى الأطفال، كما أفادت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي أن 70 بالمائة من الأطفال أثبتت إصابتهم بالفيروسات الغُدية المعروف عنها بأنها تتسبب في أمراض الجهاز التنفسي.

وأفاد الكاتب أن تفشي مرض جدري القردة مؤخرًا في البلدان غير الموبوءة ومع وجود حالات لم تبلغ عن السفر إلى البلدان الموبوءة لهو أمر مثير للقلق بالقدر نفسه.

وأكد الكاتب على أن الأولوية الآن تحتم ضرورة تحديد سبب الحالات وتحديد تدابير السيطرة على هذه الأمراض الثلاثة المذكورة.

وأضاف الكاتب أنه لم يتم توقع أي من حالات التفشي الأخيرة، ويجب أن نتوقع زيادة في تكرار ظهور الأمراض وحجم تأثيرها. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن معظم الأمراض الناشئة حيوانية المصدر بطبيعتها، وتؤثر على كل من الإنسان والحيوان معًا، وخلال فترة قصيرة تبلغ 20 عامًا، ظهرت ثلاثة أنواع جديدة من فيروسات كورونا وهي (سارس، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وكوفيد).

واختتم الكاتب مقاله بأهمية تخصيص مزيد من الاستثمارات لتنفيذ استراتيجيات وتقنيات جديدة للكشف عن الأوبئة ومحاولة كبحها وأن الحل الأمثل لذلك يكمن في تعزيز نظام المختبرات الذي يتطلب جمع العينات ونقلها واختبارها ونشر المعلومات، بحيث تتم مشاركة النتائج على وجه السرعة لتعزيز الاستجابة الصحية.