مطالبات بإجراءات حازمة لحماية الأطفال داخل السيارات

بلادنا الجمعة ١٥/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٢٥ ص
مطالبات بإجراءات حازمة لحماية الأطفال داخل السيارات

تتداول وسائل التواصل الاجتماعي بين حين وآخر مشاهد مروعة لإصابات الأطفال جراء الحوادث المرورية التي تتسبب في وفيات وإصابات للأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة وتقع مسؤولية حمايتهم على آبائهم.
وحين يغفل الآباء عن أداء دورهم في حماية أبنائهم داخل المركبات تكون النتيجة مفجعة كتلك التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي في مشهد سقوط طفلة من سيارة والدتها على طريق مسقط السريع وعند جسر المطار تحديدا.
ويعد عدم جلوس الأطفال بشكل سليم داخل المركبة أحد الأسباب الرئيسة لتعرضهم للإصابات والمخاطر كخطر الإنقاذ من السيارة.
ويقول مدير عام المرور بشرطة عمان السلطانية العميد محمد بن عوض الرواس إن نسبة الوفيات في الحوادث المرورية قد انخفضت للعام الثالث على التوالي بنسبة 48 % عما كانت عليه في عام 2012.
ويشير الى أن الجهود متواصلة في مجال السلامة المرورية وأن شرطة عمان السلطانية تسعى إلى إيجاد حراك اجتماعي للنهوض بمستوى السلامة المرورية وتقليل نسبة الحوادث المرورية والتي تعد ظاهرة عالمية.
وأضاف الرواس أن شرطة عمان السلطانية تعمل في المرحلة الحالية على توعية قائدي المركبات بأهمية كرسي الأطفال وربط الحزام الخلفي في المركبات وقد يضم كرسي الأطفال من ضمن اللائحة التنفيذية لقانون المرور في المرحلة القادمة، مشيرا إلى أن حوادث الأطفال في السلطنة قليلة ومحدودة جدا مقارنة بالمعدل العالمي وكثير من دول العالم.
وهناك ضحايا ما زالوا يرقدون في مستشفيات السلطنة وخارجها بسبب إصابات مختلفة في خطورتها ولكنها تتشابه في ظروفها حيث إن إهمال الأطفال ووجودهم في المقاعد الأمامية وعدم ربطهم لأحزمة الأمان أحد الأسباب المؤدية إليها.
وتنصح شرطة عمان السلطانية بالتزام قائدي المركبات بتثبيت أبنائهم بالطريقة الصحيحة في المركبات وتثبيت حزام الأمان عليهم ليحافظوا على أمان وسلامة أبنائهم ويجنبوهم مخاطر الحوادث المرورية.

وسائل فاعلة

من جانبه قال رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للسلامة على الطرق المهندس عامر بن ناصر المطاعني إن على الآباء أن يحافظوا على سلامة أبنائهم داخل المركبة خصوصا أثناء حركتها وذلك بالحرص على وجود مقاعد للأطفال وربط الأحزمة.
وأضاف المطاعني أن بعض الإحصائيات العالمية تؤكد فعالية أحزمة الأمان ومقاعد الأطفال في منع الوفيات وتخفيض الإصابات على النحو التالي:
• تخفض احتمال الوفاة بنسبة 40 – 50 % للسائق وركاب المقعد الأمامي وبنسبة 25 % لركاب المقعد الخلفي
• تشير التحليلات التفصيلية إلى أن الفعالية القصوى لحزام الأمان تتحقق في التصادمات الأمامية وفي حوادث الانزلاق خارج الطريق، حيث يكون احتمال الانقذاف خارج المركبة كبيراً جداً في حال عدم وضع حزام الأمان
• يختلف تأثير مقعد الحماية تبعاً للنموذج المستخدم. يتعرض الطفل دون سن 4 سنوات إلى مخاطر إصابة أقل بنسبة 50% في مقعد الوضعية الأمامية، وأقل بنسبة 80% في مقعد الوضعية الخلفية، وذلك مقارنة مع تخفيض الإصابة بنسبة 32% فقط عند استخدام حزام الأمان الخاص بالراشدين.
• تنخفض الإصابة بنسبة 52% بالنسبة للأطفال في سن 5 – 9 سنوات في حال استخدام مقاعد الحماية، أما في حال استخدام أحزمة الأمان فقط فلا يتعدى الانخفاض 19% وتكون بحدود 46% عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 – 14 سنة.
• أظهرت مراجعة لمختلف الدراسات التي جرت في الولايات المتحدة أن التركيب الصحيح واستخدام مقعد السلامة الخاص بالأطفال دون 4 سنوات، يؤدي إلى تخفيض الحاجة إلى دخول المشافي بنسبة 69 %.
• انخفضت مخاطر وفيات الأطفال الرضع بنسبة 70 %، والأطفال من عمر 1 - 4 سنوات بنسبة تراوحت مابين 47 – 54 %، بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.

آلية عمل

وعن آلية عمل حزام الأمان ومقاعد حماية الأطفال قال المطاعني إن ﺃﺣﺰﻣﺔ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﻣﻘﺎﻋﺪ حماية ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ تعتبر ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ الخط ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺴﻼﻣﺔ، ﻭﻫﻲ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ لمنع ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ، وبالتالي ﻓﻬﻲ تخفض مخاطر الارتطام بالأجزاء الداخلية للمركبة، أو تخفض خطورة الإصابة في حال حدوثه وتوزع قوى التصادم على الأجزاء الأكثر قوة في الجسم البشري وتحول دون انقذاف الراكب من السيارة عند التصادم وتعمل على منع الإصابة التي يتسبب بها الركاب الآخرون، مثلاً: في التصادم الأمامي، ينقذف ركاب المقعدالخلفي الذين لا يضعون الأحزمة ويرتطمون بالركاب الآخرين. ويبقى الراكب الذي يضع حزام الأمان ثابتاَ في مقعده، وتنخفض بالتالي سرعته بالتزامن مع معدل انخفاض سرعة السيارة، ما يؤدي إلى انخفاض كبير للطاقة الميكانيكية التي يتعرض لها الجسم.
وأضاف المطاعني أن الأطفال والرضع يحتاجون إلى منظومات حماية تتناسب مع أحجامهم وأوزانهم، وتكون قابلة للتعديل كي تتلاءم مع مراحل نموهم المختلفة. ولا يتناسب تصميم حزام الأمان القطري الثلاثي الذي يستخدمه الراشدون مع مختلف أحجام وأوزان الأطفال، ولا مع الأحجام النسبية المختلفة لأجسامهم.
وقد يؤدي استخدام حزام الأمان القطري الثلاثي إلى إصابات في التجويف البطني لدى الأطفال، كما أنه لا يحقق الفعالية الأفضل في الحؤول دون الانقذاف ووقوع الإصابات بينهم. وإن نظام حماية الأطفال مصمم بصورة خاصة لحمايتهم من التعرض للإصابة عند وقوع التصادم أو في حالة التوقف المفاجئ عبر تقييد حركتهم ومنع انفلاتهم خارج المركبة وتوزيع قوى التصادم على الأجزاء القوية من أجسامهم بأقل الأضرار الممكنة للأنسجة الرخوة.وتخفيف الإصابات التي لا ترتبط بالتصادمات مثل: التوقف المفاجئ، والانحراف، وفتح الباب أثناء سير المركبة.

وحول التذرع بعدم وجود المساحة الكافية لعدم استخدام مقعد الحماية للطفل، أفاد المطاعني بأن ذلك مخالف لقوانين المرور بسبب زيادة حمولة الركاب عن الحد المسموح وما ينم عنها من مخاطر على جميع الركاب الكبار والصغار، حيث إنه في لحظة التصادم، يستمر ركاب السيارة الذين لا يضعون أحزمة الأمان (كبارا وصغارا) بالحركة بنفس السرعة التي كانت تسير بها المركبة قبل التصادم ويشكلون ما يشبه آلية المنجنيق التي تقذفهم نحو الأمام، باتجاه عجلة القيادة بالنسبة للسائق على الأرجح، أو نحو ظهر المقعد الأمامي بالنسبة لركاب المقعد الخلفي، أو قد يقذفون بدلاً من ذلك خارج المركبة كلياً، وفي هذه الحالة تزداد بصورة حادة احتمالات التعرض للإصابات الشخصية البالغة الخطورة أو الموت.
واختتم المطاعني بالقول: إن استخدام أحزمة الأمان ومقاعد حماية الأطفال واحد من أهم الإجراءات المستخدمة للحيلولة دون وقوع الإصابات في حوادث تصادم المركبات الآلية.

الآباء قدوة لأبنائهم

وحول التزام الاطفال بالمقاعد الخلفية وربط الأحزمة تقول المحاضرة بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الاداب في جامعة السلطان قابوس أسماء بنت عامر الصواعية: يجب التأكيد على اهمية وضع الأطفال دون سن الرابعة في المقاعد الخلفية وربطهم الأحزمة لما له من آثار على صحتهم والمتثل في تجنيبهم الحوادث وكذلك على سلوكهم في الالتزام بمعايير السلامة.
وأضافت الصواعية أن وجود الطفل في الأمام وبدون حزام الامان له عدة سلبيات منها أنشغال الوالدين به أثناء القيادة، ما يفقد تركيزهم على الطريق وارتكابهم للحوادث، وكذلك يؤدي إلى تأثر الأبناء بإصابات خطرة وخروجهم بعض الأحيان من السيارة عن التصادم او الوقوف المفاجئ من سرعات عالية.
وأكدت الصواعية ان المقاعد الخلفية أكثر أمانا للأطفال وكذلك هناك مقاعد مخصصة للأطفال دون سن الثالثة أو الرابعة تكون اكثر أمانا وتساعد من يقود المركبة على تثبيت الأطفال بشكل آمن.
وبينت الصواعية أن على الآباء ان يكونوا قدوة لأبنائهم في مسألة ربط الأحزمة لكون الطفل في الفترات الأولى يميل إلى التقليد، مشيرة إلى أن على الأبناء عدم الالتفات إلى صياح أبنائهم من تقييدهم بحزام الأمان الذي وضع لحمايتهم.
وأشارات الصواعية إلى أنه يجب أن يكون هناك وعي مجتمعي حول إلزام الأطفال بالجلوس في المقاعد الخلفية وربطهم لحزام الأمان وألا يكون ذلك مرتبطا بالرقيب فقط وبالمخالفة المرورية وعند عدم وجود الشرطة يتم أهمال هذا الجانب موضحة أن المخالفة يجب أن تكون من أجل ضبط النظام وغرس الوعي حتى تكون المحافظة على سلامة الاطفال بالسيارة أسلوب حياة.
وأفادت الصواعية بأنها تصادف حالات كثيرة من اللامبالاة من قبل بعض الأسر في ما يخص أمان أطفالهم في السيارة رغم أن هناك شواهد كثيرة تدل على خطورة هذا السلوك الذي يؤدي إلى خروج الأبناء من النوافذ وسقوطهم جثثاً هامدة على الشوارع.

-------------------------------------------------------------------------

الجمهور: غرس ثقافة ركوب السيارة عند الأطفال

يقول عمر بن نبهان المعمري إن السيارة تعد أكثر الوسائل استخداما في السيارات عالميا وبالتالي يجب الالتزام أثناء استخدامها لضمان السلام لقائد المركبة والراكبين.
ويضيف المعمري أنه يجب اتباع الطرق السليمة في إجلاس الأطفال في المركبة أثناء القيادة وذلك بما يضمن سلامتهم مشيرا إلى ضرورة اتباع الاشتراطات والتعليمات المتعلقة بهذا الجانب ومنا تخصيص المقاعد الخلفية للأبناء.
وبين المعمري أن تحقيق هذه الاشتراطات يختلف بحسب طبيعة الأطفال والتعامل معهم حيث إن الأطفال لا يجب أن تكون حركتهم مقيدة ويرغبون في التنقل من مقعد لآخر خصوصا صغار السن دون الثالثة.
وأكد المعمري ضرورة غرس ثقافة ركوب السيارة للأطفال منذ البداية والحزم في ذلك حتى نطمئن عليهم ولا نتفاجأ بما لا يحمد عقباه.
عصام بن بخيت النوفلي لديه طفل عمره سنة ونصف ويقول إنه يضع ابنه في الكرسي الامامي عند والدته في السيارة وذلك حتى تهتم به.
وأضاف النوفلي أن ذلك يشعره بالأمان اكثر من ان يكون ابنه وحده في الخلف وفي كرسي خاص به وذلك لصغر عمر الطفل وإمكانية تحركه من مكانه والخروج من الكرسي.
وأشار النوفلي إلى أن الطفل يكون بين يدي والدته وتحافظ على ثباته في المقعد أثناء سير السيارة.
وعن إمكانية خروج الطفل من السيارة أثناء الحادث يقول النوفلي إن الأم يمكنها أن تثبت حركة الطفل وتحول دون سقوطه.

حملة أولادنا للسلامة المرورية

وفي السياق ذاته قالت مؤسسة حملة أولادنا للسلامة المرورية للأطفال المحامية أمل بنت شهاب الزدجالية إن كثيرا من أولياء الأمور يتهاونون للاسف فيما يخص سلامة اطفالهم داخل السيارة في حين نراهم يوفرون لهم كل التزاماتهم المعيشية والحياتية ولكن احتياجات الأطفال من الأمان داخل السيارة شبه غائبة.
وأضافت الزدجالية أنه يجب جلوس الأطفال دون سن العاشرة في المقاعد الخلفية داخل السيارة وفي مقاعد مخصصة لهم والتي لا تزيد تكلفتها عن عشرين ريالا، وبذلك يكون عذر التكلفة غير مقبول نهائيا حيث إن من يمتلك سيارة بعدة آلاف لا يمكن أن يتعذر بتكلفة مقعد الأطفال كما أن سلامة الأبناء لا تقدر بثمن.
وأكدت الزدجالية ضرورة سن قوانين رادعة لمن يصل به الإهمال إلى التضحية بسلامة أطفاله وتركهم في السيارة دون حماية، كما أن منظر وضع الطفل على المقود سلوك غير حضاري ويؤدي بالطفل إلى التهلكة والإصابة في حالة حدوث أي صدمة، مشيرة إلى أن أجسام الأطفال غير مقاومة للصدمة بسبب خفة وزنها ومعرضة للسقوط بشكل أكبر.
وعن حجم الأسرة العمانية وركوب أكثر من خمسة أشخاص في السيارة الواحدة تقول الزدجالية ان حجم الأسرة ليس عذرا على الإطلاق حيث إن أعداد الأطفال في الأسرة العمانية في الوقت الحالي لا يزيد عن ثلاثة إلى أربعة اطفال ما يمكن الوالدين من ترتيبهم داخل السيارة بحيث تكون الأولوية للأطفال، وأن معظم الحوادث التي أصيب بها الأطفال لم يكن العدد هو السبب وإنما الإهمال من قبل الوالدين في إجلاس الأطفال بطريقة صحيحة.
وبينت الزدجالية أن سلامة الاطفال وتوعية الأسر بضرورة المحافظة على سلامة أبنائها داخل السيارة مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة وشرطة عمان السلطانية ومؤسسات المجتمع المدني التي يجب عليها ان تتدخل جميعا في حماية الأطفال من إهمال بعض الآباء داخل السيارة.