بقلم:سالم بن سيف العبدلي
الزيارة الاخيرة لفخامة رئيسة تنزانيا المتحدة الى سلطنة عمان والوفد المرفق لها أكتسبت اهمية كبيرة وكان لها زخم على المستوى الرسمي واهتمام عالي من قبل القيادة الرشيدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- وقد عبرت فخامة الضيفة عن رضاها وسعادتها لما لقيته من اهتمام وكرم ضيافة من قبل القيادة والشعب ، هذه الزيارة تأتي في وقت مناسب حيث ان السلطنة وفي اطار رؤيتها المستقبلية 2040 تسعى لجلب الاستثمارات الى السلطنة وتقديم تسهيلات للمستثمرين إضافة الى رغبتها في اقامة شراكات إقتصادية مع الدول الصديقة والشقيقة.
وعندما نتحدث عن الشراكة بين السلطنة وتنزانيا فإننا نتحدث عن علاقة قوية ومتجذرة وممتدة لألاف السنين ونتحدث عن علاقات وروابط اجتماعية وعادات وتقاليد مشتركة لازالت باقية وستظل كذلك ولا ننسى الوجود العماني في شرق افريقيا ومساهمته وجهوده في الانتعاش الاقتصادي واقامة العديد من البنى الاساسية وتنمية العديد من المناطق خصوصا في اقليم زنجبار والتي لازتالت شاهدة على تلك الحقبة الذهبية من التاريخ ، كل ذلك ينبغي ان ينعكس على التعاون الاقتصادي بين البلدين والتي عادة ما يبنى على أسس قوية قوامها الثقة والمصالح المشتركة.
هناك بعض الاستثمارات العمانية في تنزانيا من خلال جهاز الاستثمار العماني تتمثل في ميناء مانجابواني متعدد الاغراض في زنجبار ومزرعة الاسماك والصيد التجاري العميق في المياه التنزانية واعادة تطوير وتأهيل ميناء ماليندي والمناطق المجاورة مع عقارات متعددة الاستخدام، الا ان هذه الاستثمارات لا ترقى الى واقع العلاقات بين البلدين كما إن التبادل التجاري بينهما يعتبر ضعيف للغاية حيث وصل حجمه حوالي 46 مليون ريال عماني فقط في عام 2021 م .
واثناء زيارة فخامة رئيسة تنزانيا الى السلطنة تم الاعلان عن عدد من المبادرات والمشاريع من أهمها إنشاء صندوق استثماري عماني تنزاني بالاضافة الى توقيع بالاحرف الاولى على اتفاقية عدم الازدواج الضريبي ومنع التهرب من الضرائب على الدخل ، كما وقعت عدد من مذكرات التفاهم في قطاعات الطاقة والسياحة والموارد الطبيعية والتعليم العالي والتدريب والمتاحف الوطنية.
ووقعت مذكرة ثلاثية بين غرفة تجارة وصناعة عُمان وغرفة تجارة وصناعة وزراعة تنزانيا وغرفة تجارة زنجبار الوطنية، وأخرى بين جهاز الاستثمار العُماني وهيئة ترويج استثمار زنجبار ، بالاضافة الى مذكرات التفاهم للقطاع الخاص في البلدين الصديقين والتي كانت بين الشركة العُمانية لإدارة المطارات مع مطار كيلمنجارو، والجمعية العُمانية للخدمات النفطية مع جمعية تنزانيا لمقدمي خدمات النفط والغاز، والبشائر للحوم مع الشركة الوطنية لحظائر الحيوانات الحية، والشركة العُمانية للاستثمار الغذائي القابضة مع جمعية البستنة التنزانية.
إن إنشاء صندوق استثماري بين البلدين يعتبر خطوة متقدمة في طريق اقامة مشاريع مشتركة بين البلدين في العديد من القطاعات والمجالات نذكر منها الغذاء والزراعة والصيد البحري والتعدين وفي مجالات الطاقة والسياحة والبحث العلمي والابتكار وغيرها وهناك فرص كبيرة وواعدة لاقامة العديد من المشاريع وزيادة التبادل التجاري بين البلدين خاصة وان السوق التنزاني يعتبر من الاسواق الواعدة حيث يصل عدد سكان تنزانيا أكثر من 60 مليون نسمة كما إنها تعتبر بوابة للدخول الى سوق كبير قوامه 300 مليون نسمة في ورواندا وبروندي واوغندا وكينيا الكونغوا الديموقراطية وزامبيا وموبزميق.