ستقام موقعة نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2016/2015 على ملعب سان سيرو العريق بمدينة ميلانو وستكون بالطبع غاية الأندية الأربعة المتنافسة في المربع الذهبي. وبالنظر لمواجهتي الذهاب لا يمكن لأي فريق أن يدّعي أنه قطع شوطاً كبيراً في سبيل التأهل إلى النهائي؛ وكانت مباراة مانشستر سيتي وريال مدريد قد انتهت بالتعادل السلبي فيما فاز أتلتيكو مدريد بفارق صغير (1-0) على بايرن ميونيخ، وهو ما يعد بإثارة وتشويق كبيرين في هذه المرحلة من دوري الصفوة الأوروبي. حيث يريد توماس مولر، أفضل هداف في نهائيات كأس العالم 2010 FIFA، أن يلعب مجدداً أساسياً مع فريقه.
المبارتان
الثلاثاء، 3 مايو
بايرن ميونيخ – أتلتيكو مدريد
الأربعاء، 4 مايو
ريال مدريد – مانشستر سيتي
المباراة
بايرن ميونيخ – أتلتيكو مدريد، ملعب آليانز أرينا
كثيراً ما تقدم مواجهات بايرن ميونيخ المحلية في دوري أبطال أوروبا فرجة كروية ممتعة للغاية، وخير مثال على ذلك اللقاء الذي انتصر فيه بخماسية بيضاء على دينامو زغرب في دور المجموعات والمواجهة ضد أرسنال الذي تفوّق فيها بنتيجة 5-1، فضلاً على مباراة الدور ثمن النهائي الملتهبة ضد يوفنتوس (4-2 بعد الشوطين الإضافيين). وفيما يخص الموسم الماضي مازال عشاق العملاق البافاري يتذكرون الانتصار الكبير على بورتو 6-1 (دور الثمانية) وأيضا النزال ضد برشلونة 3-2 (نصف النهائي) والفوز الساحق بسباعية نظيفة على شاختار دونيتسك (دور الستة عشر). وكان الفريق الأكثر تتويجاً بالبطولة الألمانية قد حسم لصالحه المباريات الإحدى عشرة الأخيرة التي خاضها على ميدانه، وفي حال تحقيقه الفوز الثاني عشر على حساب أتلتيكو سيعادل الرقم القياسي للمسابقة والذي سجله نادي مانشستر يونايتد بين عامي 2006 و2008.
من الواضح أن متصدر دوري البوندسليجا الألماني، الذي فوّت في نهاية الأسبوع الماضي فرصة حسم لقبه رقم 26 قبل الأوان بتعادله 1-1 على أرضه أمام بوروسيا مونشنجلادباخ معتمداً على فريق شهد تغييرات في ثمانية مراكز بالمقارنة مع التشكيل الذي واجه به أتلتيكو في لقاء الذهاب، سيعوّل على القوة الكبيرة التي يظهرها داخل الديار في البطولة الأوروبية من أجل الوصول للمرة السادسة في عهد دوري أبطال أوروبا إلى مباراة النهائي (ما سيمكنه من معادلة الرقم القياسي الذي يوجد في حوزة إي سي ميلان). وكشف توماس مولر في هذا السياق قائلاً "في الوقت الحالي تنقصنا سهولة اللعب. لم نعد ننجح في تسجيل الكثير من الأهداف." وعلى نحو أدق تراجع المعدل التهديفي لأبناء بافاريا بعد فترة الراحة الشتوية من ثلاثة أهداف في المباراة إلى هدفين. لكن ينبغي أن يتغير ذلك في مواجهة أتلتيكو كما أوضح بطل العالم الألماني: "سنغيّر الانطباعات بشكل جيد وفي يوم الثلاثاء سنضرب بقوة. بعدها سنرى ما سيكفينا للتأهل. مازلنا نبحث عن العنصر المميز. يجب علينا أن نشعل المباراة."
أما الفريق الضيف الذي مازالت حظوظه قائمة للفوز بالبطولة الأسبانية فسيشهد عودة قائد الدفاع دييجو جودين الذي غاب عن لقاء الذهاب بسبب الإصابة – والذي يمثل أكثر من أي واحد آخر في الفريق فلسفلة مدربه دييجو سيميوني. وأفصح المهاجم أنتوان جريزمان الذي تمكن في نهاية الأسبوع الماضي خلال مواجهة رايو فايكانو 1-0 في منافسات الدوري المحلي من تسجيل هدف النصر الوحيد مباشرة بعد دخوله إلى أرض الملعب "إن الأمل في التأهل إلى نهائي دوري الأبطال يثير حماستنا جميعاً ونتطلع بكل سرور إلى خوض مباراة رائعة يوم الثلاثاء."
ريال مدريد – مانشستر سيتي، ملعب سانتياجو بيرنابيو
لم يتفق المتتبعون تماماً حول ما إذا كانت نتيجة 0-0 ضد ريال مدريد في مباراة الذهاب تُعتبر إيجابية بالنسبة إلى مانشستر سيتي. صحيح أن عدم استقبال الأهداف أمر مستحب دائماً في المسابقات الأوروبية، خصوصاً وأن الفريق يصل للمرة الأولى في تاريخه إلى دور نصف النهائي من المسابقة، غير أنه ومع ذلك كان بالإمكان تحقيق نتيجة أفضل نظراً لأن كريستيانو ورنالدو كان غائباً عن فريقه بسبب إصابة في الفخذ. ولقد عاد النجم البرتغالي ليتدرب مع الفريق الملكي من جديد وسيكون حاضراً في مباراة الإياب. وأكد مدرب الريال زين الدين زيدان قائلاً "آمل وأعتقد أن (كريستيانو) رونالدو وكريم (بنزيمة) سيكونان جاهزين يوم الأربعاء."
تبرز إراحة فريق السيتي لثمانية من لاعبيه في مباراة الدوري يوم الأحد (ما جعله ينهزم في ساوثهامبتون بنتيجة 2-4) بوضوح أن الإنجليز يوجهون تركيزهم على وجه الخصوص إلى دوري أبطال أوروبا UEFA. حيث دافع مدرب مانشستر سيتي مانويل بيليجريني عن قراره الذي قد يهدد مشاركة النادي العام المقبل في دوري النخبة الأوروبي وتعرّض بسببه للانتقاد في إنجلترا قائلاً "سأقوم بنفس الشيء مجدداً إذا اقتضى الحال لأنه لدينا مباراة مهمة يوم الأربعاء وسنلعب من أجل الوصول إلى نهائي دوري الأبطال،" مضيفاً "نريد احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى، لكن يجب علينا المخاطرة بذلك."
لاعب تحت الضوء
كان توماس مولر أفضل هداف في نهائيات كأس العالم 2010 FIFA وبرصيد ثمانية أهداف يُعتبر إلى جانب زميله روبيرت ليفاندوفسكي أنجح هداف في صفوف الفريق البافاري في دوري أبطال أوروبا 2016/2015. لكن مدرب بايرن ميونيخ بيب جوارديولا لم يعتمد في لقاء الذهاب على ابن السادسة والعشرين الذي قال عنه مكتشفه لويس فان جال ذات مرة "مولر يلعب دائماً." ويرى جوارديولا الأمر من زاوية مختلفة وهو ما جر عليه سهام الانتقادات في ألمانيا بعد الخسارة بهدف دون رد. وشرح المدرب الكاتالاني سبب اختياره "سبب عدم مشاركة توماس هو تكتيكي فقط. أردت أن ألعب بمهاجم واحد فقط. ربما كان من الأفضل أن يلعب. ربما!". أردف "لكنني فكرت في جميع الإمكانيات. وفي النهاية تعين علي أن أتخذ قراري."
وفي أمسية الثلاثاء سيكون مولر حاضرا منذ البداية – ويفضل ابن منطقة بافاريا في جميع الأحوال أن ينظر إلى الأمام "من المهم الآن أن نشتغل كفريق وكنادي. أنا متحمس لتحقيق التأهل. تنتظرنا مهمة أكبر مما كنا نريد".
الرقم
0 – لم يتلق ريال مدريد أي هدف في ملعبه خلال هذا الموسم من دوري أبطال أوروبا. وكان قد وقع على 18 هدفاً وتمكن إلى غاية الآن من الفوز بجميع مبارياته الخمسة التي خاضها على ميدانه. ومنذ عام 2011 لم يتعرض الفريق الملكي سوى لهزيمة واحدة في 29 مباراة على أرضه في دوري النخبة الأوروبي (كانت في عام 2015 في دور الستة عشر بنتيجة 3-4 أمام شالكه 04).
التصريحات
"حاول الجميع النيل مني بعد المباراة لكنني لم أمت بعد. أنا مفعم بالطاقة لمواجهة هذا الأسبوع. أمامنا تسعون دقيقة ولقد تمكنا من إظهار قوتنا في أوضاع كهذه. أنا سعيد ويعجبني أن أعيش وضعاً كهذا،" مدرب نادي بايرن ميونيخ بيب جوارديولا.