كانت الصورة التي التقطها المصور الصحفي حسن المصري لطفل وهو يبكي قرب جثة أخيه الذي قُتل بغارة جوية على مدينة حلب أواخر أبريل/نيسان 2016، إحدى الصور المعبرة عن معاناة المدنيين جراء التصعيد العسكري الأخير التي لم يستثن حتى المستشفيات.
صحيفة "بيلد" الألمانية عثرت على الطفل وسرد لها تفاصيل ما قال إنه أفظع يوم في حياته.
وقال الطفل ماجد (13 عاماً)، وهو يجلس على أريكة في منزل بمدينة حلب، إنه يعمل خياطاً في حي السكر بمدينة حلب، وعندما عاد يومها من العمل وجد منزله مدمراً، فبدأ باكياً البحث عن عائلته، فقصد الطبابة والمشافي، فوجد أخاه الصغير عبدالله وأمه ميتين في مشفى حي السكري.
وقال ماجد إنه لم يتعرف على والدته في البداية، ثم عرفها عند مشاهدته طوقاً كان في رقبتها، إذ إنها كانت قد تحولت إلى أشلاء تغطيها الدماء.
وأوضح أنه فقد 6 من أفراد عائلته هم: والدته وأخواه التوأم وجدته وابن أخيه، فيما ما زالت أخته مدفونة تحت الأنقاض ويحاول الدفاع المدني إخراجها.
وكان شريط فيديو بُث على موقع يوتيوب أظهر ماجد وهو يبكي بعد التعرف على جثه أخيه قائلاً: "حبيب أبوي.. إن شاء الله أنا ولا أنت".
عن الهاف-بوست
وتقول الصحيفة إن ماجد يعرف أنه فقد عائلته بغارة لطيران النظام السوري، ويبدي عدم تفهمه لما يتعرضون له من اعتداء من مختلف الأطراف كـ"أميركا وسوريا والصين وداعش والأكراد.. كل الدول تضربنا"، على حد تعبيره.
وقال ماجد إن صديقاً له توفي جراء الضربة الجوية بعد أن تهشم رأسه، وأصيب صديق آخر له بجراح (أخرجت أمعاءه)، ويتواجد في مشفى حي الصاخور، وفقد أصدقاء آخرين في غارات أخرى.
ورغم أن ماجد فقد أفراد عائلته إلى جانب صديقه والتصعيد العسكري الكبير في الأيام الأخيرة، كان ردّه على سؤال فيما إذا كان سيترك المدينة: "بالطبع لا، لقد وُلدت هنا".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تسبب القصف على حلب بمقتل 250 مدنياً.
ويقول لوين للصحيفة إن من يحاول تدمير المشافي هو يهدف لإحداث أكبر دمار ممكن بالحياة الاجتماعية والسكان قبل تنفيذ هجوم ضخم على المدينة.