العمانية - الشبيبة
بدأت اليوم في جدة أعمال المؤتمر الرابع لمنظمة التعاون الإسلامي حول الوساطة "تجارب وآفاق" الذي تستضيفه وزارة الخارجية السعودية بالتعاون مع الأمانة العامة للمنظمة ويستمر يومين.
وقال وليد بن عبدالكريم الخريجي نائب وزير الخارجية السعودي في كلمته الافتتاحية: إنَّ مؤتمر الوساطة الرابع لمنظمة التعاون الإسلامي يأتي في وقت مليء بالأحداث التي تعصف بالعالم أجمع والتي تؤثر على السلم والاستقرار الدوليين، إيمانًا من المملكة العربية السعودية بأن الاستقرار والسلم والأمن نواة التقدم والتطور والازدهار للشعوب.
وأوضح الخريجي أنَّ هذا المؤتمر يأتي "امتدادًا للمؤتمرات السابقة التي عقدت في تركيا، سعيًا إلى محاولة إرساء قواعد ومنهج للدور المأمول في مجال الوساطة تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي".
وأشار الخريجي إلى أنَّ "القضايا المعقدة والملحة داخل دول العالم الإسلامي وغيرها من دول العالم بحاجة ماسة في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم اليوم إلى حل ناجع ووسائل أكثر فاعلية، وذلك باعتماد أساليب وطرق عدة من جملتها ضرورة تضافر جهود المنظمة مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإيجاد أفضل الحلول في هذا الشأن من أجل معالجة كل تلك التحديات والمخاطر باستثمار منهج الدبلوماسية الوقائية الرامية إلى منع نشوء النزاعات بين الأطراف المختلفة والتصدي لتصاعدها ووقف انتشارها من خلال الحوار والمفاوضات وبذل المساعي للتوفيق بين تلك الأطراف المتنازعة".
وأكد الخريجي أن السعودية "قامت ومنذ تأسيسها على مرتكزات أساسية من أهمها المساهمة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، والسعي إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، كما أسهمت بدورها وما تزال في بذل مساعيها لدى العديد من الدول في سبيل درء الخلافات التي ألمت ببعض الدول عبر كافة السبل ومختلف الوسائل التي كان وما يزال من بينها تفعيل دور الدبلوماسية الإنسانية".
وفي مستهل كلمته، نوه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه بالمملكة العربية السعودية لاستضافتها المؤتمر الرابع لمنظمة التعاون الإسلامي حول الوساطة، مشيدًا بكل الجهود التي تقوم بها المملكة بصفتها دولة المقر لمنظمة التعاون الإسلامي ورئيس الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية.
وأكد طه أن موضوع الوساطة يحظى بأهمية كبيرة لدى المنظمة، إذ تنعقد الدورة الرابعة لمؤتمر الوساطة في منعطف حرج، وفي وقت العالم فيه في أمسّ الحاجة إلى الوساطة والحوار والمفاوضات من أجل حل الصراعات.
واستعرض الأمين العام في كلمته العديد من النجاحات التي حققتها منظمة التعاون الإسلامي في مجال الوساطة في النزاعات المختلفة، ومن أبرزها التوسط في النزاعات في جنوب الفلبين وجنوب تايلاند والسودان وتشاد وأفغانستان، واضطلعت المنظمة بدور في دعم الجهود الدولية الهادفة إلى إحلال السلام والأمن واستعادة سيادة القانون في الصومال وغينيا، ومحاولة إنهاء التوتر الطائفي في العراق في عام 2006.
من جانبها، قالت كومبا جو مستشار الدولة الرئيسي بوزارة العدل في غامبيا خلال كلمتها التي ألقتها نيابة عن المجموعة الإفريقية في منظمة التعاون الإسلامي: إن مؤتمر الوساطة يعد منصة مبتكرة لمشاركة خبراتنا المتنوعة لترسيخ السلام والأمن للعالم الإسلامي.
وفي كلمته عن المجموعة الآسيوية، قال المندوب الدائم لجمهورية باكستان الإسلامية لدى منظمة التعاون الإسلامي سعيد رضوان شيخ: إن مؤتمر الوساطة يعقد في وقت يواجه فيه العالم الإسلامي عددًا من الصراعات، سواء كانت صراعات داخلية، أو صراعات متعلقة بالاحتلال كما هو الحال في فلسطين، أو صراعات متعلقة بالمشكلات التي تواجهها الأقليات المسلمة.
وفي كلمته عن المجموعة العربية في منظمة التعاون الإسلامي، أكد سفير جيبوتي لدى السعودية المندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي ضياء الدين بامخرمة أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف دقيقة وحساسة تتواصل فيها الصراعات والنزاعات وتتجلى فيها تحديات كبيرة أمام الأمن والسلم العالمي.
وأشار إلى أن المؤتمر سيكون تجسيدًا للتوافق حول خطوط عريضة وواضحة لتعزيز قدرة الوساطة في منظمة التعاون الإسلامي، لافتًا إلى أنه سيبحث في هذا الصدد الوسائل المبتكرة لتحديد الأدوار الجديدة للمنظمة للمشاركة في جهود الوساطة.