مسقط - سعيد الهاشمي
احتفلت السلطنة مساء أمس ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وذلك برعاية وزير الدولة محافظ مسقط معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي.
أقيم الحفل على مسرح كلية العلوم الشرعية، وتضمن كلمة للوزارة ألقاها مدير عام الوعظ والإرشاد الشيخ ناصر بن يوسف العزري الذي رفع أسمَى عباراتِ الشكرِ والعرفانِ بهذهِ المناسبةِ العطرةِ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السلطانِ قابوسَ بنِ سعيد، -حفظَه الله تعالَى- داعياً المولى جلت قدرتُه وتعالت عظمتُه أن يعيدَ عليه هذه المناسبةَ بكلِ اليمنِ والخيرِ والبركةِ وعلى الشعبِ العماني المسلمِ والأمةِ الإسلاميةِ وهي في مقامِ العزةِ والرفعةِ والتمكين.
وقال العزري في كلمته: إن النبوةَ والرسالةَ هما أجلُ مراتب الحياةِ وأعظمُ منازلِ المقربين عند اللهِ، واللهُ تعالى لا يختار لها إلا المصطفين الأخيارِ الكملةَ الأطهارِ، فلا يصدرُ عنهم ما يجعلُ الاقتداءُ بهم شرخاً في بناءِ الاستقامة، فسبحان من تفردَ بالكمالِ المطلقِ خص من بينهم سيدَ الأولين والآخرين وخاتمَ النبيين والمرسلين محمداً صلى الله عليه وسلم بكمالِ الرسالةِ الخالدةِ فحاشى أن يكون لاختلافِ الزمنِ في جلالِ نبوتهِ وصدقِ رسالتهِ وعظمةِ دعوتهِ ما يبعثُ الشكَ والتلبيسَ ويكونُ آخرُ الرسالةِ غير أولِها، لأن النبوةَ قبسٌ من ومضِ الاصطفاءِ الإلهي، يبدو في مشرقهِ خفيا، ثم ينتهي في إشراقه نورا بهيا.
وأضاف: هو صلى الله عليه وسلم الحقيقةُ الكبرى للإنسانيةِ المستخلفةِ في الأرضِ تستمدُ الأجيالُ في أعصرِها المختلفةِ من هديهِ نورا يُضيءُ لها آفاقَ الحياةِ، ويشرحُ لها بقدرِ ما يُطيقُ كلُ جيلٍ من تحملِ أمانةِ الله في إدراكِ الحقائقِ الكونيةِ «وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا».
وأردف العزري بالقول: لقد كانَت حادثةُ الإسراءِ والمعراجِ فتحًا عظيمًا للنَّبِيِّ الكريمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ أنْ وَجَدَ ما وَجَدَ من عنَتِ قومِه ولأوائِهم وضَيْقِ أُفُقِهم، فهيَّأَ اللهُ تعالَى لَه رحلةً امتدتْ لتشملَ الأرضَ والسماء، وتضمَّ الأجزاءَ والجوزاء، وتحملَ في تضاعيفِها أفقًا رحبًا منَ الأملِ لحياةِ أمَّةٍ ناشئةٍ في مهدِها. ولا ريبَ أنَّ حادثةَ الإسراءِ والمعراج وهي تكتب بمدادِ نورهِا في سطرِ الحفاوةِ الربانيةِ نفحات الفرجِ وزوالَ الشدةِ والبلاءِ، وتنسجُ للأمةِ المسلمةِ وهيَ تعيشُ عالَمَ اليومَ بكلِّ ما فيه منْ تقلباتٍ وتجاذبات أملا باسمًا يغمرُه التفاؤل، وكأنَّ صداها يترددُ بينَ الخافقَيْن، «رُغمَ النكباتِ والمحن، والنَّزغاتِ والإحن، يمتدُّ روحُ الأملِ والخير، إذْ إنَّ اشتدادَ الأزماتِ مؤذِنٌ بالفَرَجِ القريب، وطُولُ ظلامِ اللَّيلِ معقوبٌ بإشراقةِ نُورِ الفجر.
وقال مدير عام الوعظ والإرشاد: إنَّ احتفاءَ وزارةِ الأوقافِ والشؤونِ الدينيَّة بِهذهِ المناسبةِ يأتِي متزامنًا معَ أحداثٍ جسامٍ تَمَرُّ بِها الأمَّةُ المسلمة، وهي التِفَاتةٌ ظاهرةٌ وتوجُّهٌ حصيفٌ لِبَثِّ معالمِ الفألِ الحسنِ في كيانِها، واللهَ نسألُه أنْ يكتبَ لها أمرَ خيرٍ ورشدٍ وسلام، تأتلفُ بها القلوبُ ويجتمعُ بِها الشتيت، وتكتسي بها حُلَلَ الخير والبهاء، وهيَ ترتدِي تاجَ الشموخِ في هذا الزمنِ الصعب.
وتم خلال الحفل إلقاء قصائد وأناشيد وعروض مرئية وفقرات أخرى شيقة عبرت عن معاني المناسبة.