بقلم : محمد بن علي البلوشي
أنتج لنا شعراء الصعاليك بحرًا غزيرًا من الشعر يحكي قصصهم ومغامراتهم وفلسفتهم عن الحياة والغربة والحب والألم والشقاء..إلا أن الصعاليك الجدد يختلفون عن صعاليك الشعر فهم يكرهو الصور الجميلة في الحياة..يريدون صباحا على مقياسهم واستبدال الليل بظلامهم الدامس. إليكم هذه الرحلة: أقدم صعلوك سويدي يميني متطرف يدعى راسموسن بالودان بحرق نسخة مطبوعة من القرآن الكريم مما ادى إلى مظاهرات في السويد تحتج على تصرفه وتطالب السلطات بمنعه.. صعلوك يميني متطرف صنعت منه وسائل التواصل بطلًا إلى درجة أدت ببعض الدول إلى إصدار بيانات لتهدئة الشعور العام فلاتتهم بالتواطؤ أو عدم أهتمامها بنصرة الدين.هذا صعلوك متطرف ولا شيء في داخله سوى العداء للمهاجرين..لم يسرقوا عمله لكن الأطراف النازية الجديدة تعمل على شيطنتهم وصنع حالة من العداء ضدهم بل والدعوة إلى حرق المراكز الدينية والمساجد لكن السلطات حتمًا لن تسمح لدعوات أولئك الصعاليك.لماذا يلتفت ذلك الوسط من المهاجرين لهذا الصعلوك..لقد حرق نسخة واحدة كي يستفزهم ونجح في استفزازهم ..لكننا نستطيع طباعة مليون نسخة من القرآن الكريم في أفضل مطابع السويد كما تطبع العملات الورقية التي تدخل إلى جيوبنا في كل يوم واخر الشهر.ونستطيع أن نستورد كل المنتجات السويدية ومنها ايكيا ونحن ننتظر افتتاح متجر إيكيا لتزين منتجاته زوايا منازلنا..هل سيوقف هذا الصعلوك الحياة بيننا وبين السويد..لا كما أنه لن يوقف حياتنا. شخصيًا أقول أنه لاينبغي الالتفات لهؤلاء الصعاليك فهناك مئات الملايين من البشر في مثل هذه البلدان يقدمون أسهامات عظيمة وتصل تقنياتهم ومنتجاتهم إلينا وتوفر شركاتهم حلولا كثيرة في اقتصادنا وتجارتنا. وكما يوجد بالسويد وغيرها من الصعاليك على شاكلة راسموسن يوجد كذلك لدينا صنف من الصعاليك في منطقتنا وهم الترهيبيون الجدد الذين إذا قيضت لهم الظروف سيسعون لتعذيب الناس وسحقهم بل وربما لحرقهم في أفران الغاز كما فعل هتلر باليهود..فأفكارهم تدل على نواياهم فباتوا يحرفون التسامح والتعايش واصبحوا يشيطنون الناس أمام الناشئة والناس البسطاء الذين يتغلغل التحريض في نفوسهم إلى صورة يصبح فيها العقل مغلقًا بعد خطاباتهم في هذا المجتمع الذي كما يبدوا أنه بدأ يكشف عن قناعه الحقيقي بعد سنوات من الأقنعة المزيفة..فنتخيل أن الناس على وشك الدخول في حالة من الكفر «الناعم» الغير مرئي الذي يستدعي التنبيه حتى لايتطور إلى الكفر الجاهر الذي سيؤدي بنا إلى الجحيم وهلاك الأمة والهجمات المرسلة لنا عبر العواصف والأعاصير فلحظتها لن يستطيع أحد أن ينقذ هذا الجيل..الحقيقة أن هذا الجيل على وشك أن يختطف عقله ويسرق ليخضع لصناعتهم الترهيبية..لقد كان جيلًا بريئا في حياته لأسر عاشت حياتها بهدوء واختلطت بالآخرين الذين قدموا لهذا البلد وعمروا بنيانه وأقتصاده..فبنوا منازلنا وفلحوا الأرض والقائمة تطول. الإنكار والجحود أمر مؤلم ولايقوم به إلا الجاحدون ومن لايشكر الله فلن يشكر الناس..إنها موجة جديدة بدأت تشحن الناس بخطابات الكراهية والعداء على صنوف البشر وتحقيرهم بل واعتبارهم بمنزلة البهائم بعد أن غنينا على معزوفة أن التسامح من شيمنا والتعايش المشترك قدرنا على قاعدة لكم دينكم ولي دين .لكن الترهيبيون الجدد يأملون ويمنون النفس بفرض ترهيبيهم على الناس. لماذا يمنحون أنفسهم حق الوصاية على الآخرين؟..لاوصاية على الناس والحلال بين والحرام بين ومن أراد أن يختار طريق الخير يعرفه ومن أراد طريق السؤ فذلك شأنه فيتحمل ثمن خياراته..ومسؤولية الدولة تتمثل في الحفاظ على القواسم المشتركة بين الناس لا أن تسمح بخطابات تظليلية وعدائية بل وتحقيرية للبشر الاخرين ونعتهم في معتقداتهم وأنماط حياتهم ومعيشتهم..لماذا يفترض على الترهيبين الجدد أن يحلوا لهم مايشاؤون وينكرون على الآخرين خياراتهم؟..هل يريدون أخذ البلاد -عشم إبليس في الجنة- إلى زاوية ضيقة ليعودوا لنا بموضة طالبانية جديدة؟.