ماذا سيحدث لو سقط إنسان في ثقب أسود؟

مزاج الثلاثاء ٠٣/مايو/٢٠١٦ ٠٠:٢٩ ص

ناتالي وولشوفر-ترجمة: أحمد بدوي

الثقوب السوداء هي بلا شك بعض من أغرب الأماكن في الكون، وهي ضخمة الى حد يتجاوز حدود الزمان والمكان، كما أنها كثيفة لدرجة ان مركزها يطلق عليه " نقطة اللانهاية" وهي أيضا حالكة السواد، فحتى الضوء لا يستطيع أن يتجاوزها، ومن ثم فليس من المستغرب أن الكثير من الناس يتساءلون ماذا لو حدث ووصلنا لزيارة الى أحد تلك الثقوب الهائلة؟
يقول تشارلز ليو عالم الفيزياء الفلكية الذي يعمل في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي: إذا خطوت خطوة الى داخل ثقب أسود فإن جسمك سيكون أقرب الشبه الى معجون الأسنان وهو ينبثق خارجا من الأنبوب، ويضيف ليو: عندما يعبر كائن أفق ثقب أسود أو الحدود الخارجية له "نقطة اللاعودة" سيبدأ على الفور تأثير ما يشبه الفيزياء التي تسبب المد والجزر في محيطات الأرض، ولأن قوة الجاذبية تتناقص مع المسافة، وبالتالي فإن القمر يسحب جانب الأرض الأقرب إليه بقوة أكبر قليلا من الجانب الأبعد عنه، ونتيجة لذلك تتمدد الأرض قليلا في اتجاه القمر. وبسبب قوة الأرض فهي لا تتحرك كثيرا، ولكن الماء على سطح الأرض يتدفق على طول المحور المتمدد، وهذا هو تفاعل المد والجزر.
وبالقرب من ثقب أسود بحجم الأرض تقريبا، تتعاظم قوى المد والجزر، وإذا تواجد شخص على مقربة منه فإن تاثير الجاذبية على قمة رأسه سيكون أكبر بكثير عن أطراف أصابع أقدامه ومن ثم فإنه سيتمدد ويتزايد طوله أكثر وأكثر، ويطلق السير مارتن ريس عالم الفيزياء الفلكية البريطاني على هذا مصطلح "تأثيرات معكرونية" spaghettification، وهو وصف مناسب تماما، وفي النهاية يصبح الجسم البشري تيارا من الجسيمات دون الذرية تدور في الثقب الأسود. ولأن الدماغ سوف يتفكك إلى الذرات المكونة له على الفور تقريبا، فلن تكون هناك فرصة لتأمل هذا المشهد على عتبة ثقب أسود بحجم الأرض.
وعلى أية حال إذا أخذت قرار حازما بالسفر الى أحد الثقوب السوداء فالنصيحة التي يقدمها لك علماء الفلك هي اختيار واحدا من الثقوب السوداء الكبيرة التي يكون سطحها أقل تطرفا. يقول ليو: إذا اخترت ثقبا أسودا بحجم نظامنا الشمسي فلن تكون قوى المد والجزر عند الأفق قوية بدرجة كبيرة وتستطيع أن تحافظ على سلامة بنيتك الجسدية. ويستطرد ليو: ولكن في هذه الحالة ستصبح وجها لوجه مع تجربة آثار انحناء الزمكان (الزمان والمكان) التي تنبأت بها نظرية النسبية العامة لاينشتاين. أولا وقبل كل شيء عندما تدلف الى الثقب الأسود ستتحرك بسرعة الضوء، ومن ثم كلما زادت سرعتك في التحرك عبر الفضاء قل الإطار الزمني، وعلاوة على ذلك، فيما يسقط الجسم الى الداخل ستجد هناك أشياء تسقط أمامك تعرضت لتمدد زمني أكبر مما تعرضت له، ولذا إذا كان مايزال لديك القوة لتنظر أماك داخل الثقب الأسود يمكنك أن تشاهد كل الأشياء الأخرى التي سقطت في الماضي وإذا نظرت إلى الوراء ستكون قادرا على رؤية كل الأشياء التي ستسقط من بعدك في أزمنة متباعدة. والنتيجة أنك ستكون قادرا على مشاهدة التاريخ بأكمله، الماضي والحاضر والمستقبل في وقت واحد منذ الانفجار العظيم وحتى المستقبل البعيد.

عن ساينس لايف