مسقط - العمانية
نظمت كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس اليوم جلسة نقاشية حول "أدب الطفل: الواقع والآفاق" تزامنا مع احتفالات يوم الجامعة الموافق 2 مايو من كل عام. ترأس الجلسة الدكتور أحمد محمد الحنشي أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية وشارك فيها كل من البروفيسور محمد الغزي أكاديمي في جامعة نزوى ، والبروفيسور صلاح الدين بو جاه أكاديمي في جامعة نزوى ، والأستاذة ابتهاج الحارثي متخصصة في الرسم للأطفال وفي رسم الروايات والقصص المصورة ، والدكتورة منيرة حجيج، والدكتورة جوخة الحارثي بقسم اللغة العربية ، والأستاذة أزهار أحمد. وقال الدكتور أحمد محمد الحنشي ان الكتابة لأدب الطفل بالمفهوم الحديث جاءت بعد حدوث معرفة وفهم أدق لحاجات الطفل ورغباته ومراحل نموه اللغوي والاجتماعي والوجداني، مستندا على بعض المعطيات الإحصائية التي تشير إلى عدد الأطفال العرب دون سن 15 والذي كان دافعا لتشكيل وعي عام بأهمية الطفل في الأوساط الرسمية والثقافية.
واوضح البروفيسور محمد الغزي ان الأدب الناجح أقرب أن يكون للشعر والقصيد وليس الذي يكون أقرب لدروس الوعظ والإرشاد وهو الأسلوب الذي ينتهجه وذلك لدوره في إذكاء ملكة الخيال لدى الطفل وإذكاء جمرة الحلم فيه. وأضاف أن أدب الطفل لا يسهم فيه الادباء الكبار وخاصة بعد أحمد شوقي، بينما نجد في الآداب الغربية العديد من الأسماء الكبرى كتبت في هذا المجال، مشيرا إلى غياب كبير للأعمال النقدية التي ترصد الأعمال التي تكتب للأطفال في الوطن العربي وتتأملها.
واستعرضت ابتهاج الحارثي خلال حديثها تجربتها لكتاب " أنا وماه" وقالت "أنا أكتب بصريا والصورة بالنسبة لي هي النص" مشيرة إلى أن النص البصري لا يقل أهمية عن النص المكتوب بل إنه يتعاضد معه لإيصال الفكرة، وشاركت الحضور ببعض تقنيات قراءة الصورة التي قد لا ينتبه لها الكثير. وقال الدكتور والروائي صلاح الدين بو جاه إن القصص المعدة للطفل تتسم عادة بالقصر والبساطة والسذاجة والصفة الأخيرة لأنها لا تخاطب الذهن فحسب وإنما الذهن والاحساس وأضاف أن ما نكتبه للطفل يندرج ضمن مجال الأسطورة وهي أعمق بكثير من مجال الشعر والرواية، ويقترح تخصيص مجال أو كرسي لأدب الطفل في جامعة السلطان قابوس وأشار إلى أنه سيكون إضافة للكلية. وتحدّثت الأستاذة أزهار أحمد عن تجربتها مع الأطفال في الكتابة كونها اشتغلت على عدّة حلقات عمل لمساعدة الأطفال على الكتابة الإبداعية .
وأشارت الدكتورة منيرة حجيج من قسم اللغة الانجليزية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالجامعة إلى أن القصص تنمّي الوعي لدى الطفل وتعزز لديه قيم العدالة الاجتماعية والتسامح والمواطنة، وأكدّت على ضرورة أن يتم تدريس أدب الطفل في الجامعات واستحثّت الباحثين للالتفات أكثر إلى هذا المجال المهمّش. واستعرضت الدكتورة جوخة الحارثية تجربتها مع قصص الأطفال عندما كانت صغيرة وبداياتها في الولوج لعالم الكتابة في أدب الطفل بتحفيز من أطفالها، كما تطرّقت كذلك لعلاقة أدب الطفل بالمدرسة مصرّحةً أن الكتب والمناهج الدراسية بعيدة كل البعد عن أدب الطفل وفي أكثر حالتها فهي ذات أسلوب غير محفّز بالنسبة للطفل لإتمام القراءة ولا تقترب من الخيال بأي شكل من الأشكال، مؤكدة على ضرورة أن يتم توظيف خبرات المختصيّن في أدب الطفل والاستعانة بكبار الكتاب في صناعة مناهج دراسية قائمة على أدب الطفل.