بقلم: د.مبارك بن خميس بن سالم الصلطي
لا يمكن تصور نجاح أي نادٍ رياضي في حصد البطولات وتحقيق المكاسب المادية والانتشار الجماهيري دون وجود استراتيجية تسويقية ،والمان يونايتد نموذجا،وقد ساعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على تغيير مفهوم التسويق لدى الأندية .فالجماهير لم تعد فقط محلية بل عالمية وجميع المشجعين لا يكتفون بالمباراة فقط بل يريدون تواصلا دائما مع الفريق ومعرفة أخبار على شاكلة : متى سيسافر الفريق؟ وعلى أي طائرة؟ إن كانت هناك مباريات ذهاب وإياب كي لا تفوتهم لحظة استقبال أو توديع الفريق ونشر الصور على حساباتهم الخاصة !
كذلك لم يعد تواصل النادي مع المشجعين في فترة الدوري أو الكأس بل طوال أيام السنة من خلال التطبيق أو منصات الانستجرام والتيك توك والتويتر وتقنية البث المباشر،وقد ساعد الفكر التسويقي الحديث إدارة الأندية في تغذية تلك المنصات الرقمية بأخبار وصور وفيديوهات عن البطولات التي تقام قبل الموسم preseason والتي يسعى خلالها الفريق للتحضير للدوري أو دخول أسواق جديدة مثل المباريات الاستعراضية التي تلعبها الفرق الأوربية الشهيرة في الصين والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وسنغافورة وذلك من أجل استقطاب هذه الجماهير ومن ثم تحويلها لمستهلك لمنتجاتها مثل قمصان المباريات وقمصان التدريب ، وشعارات النادي على الكؤوس والحقائب ، وصور اللاعبين مما يزيد من إيراداتها ويرفع من قيمتها السوقية، وسوف نتعرض للطريقة التي يسوق بها النادي الإنجليزي لفريقه والتي أدت إلى وجود أكثر من ٧٥ مليون إنسان حول العالم يشجعون الشياطين الحمر،وتسيطر على الفلسفة التسويقية لنادي مانشستر يونايتد عبارة ( فكر محليا واعمل عالميا) وهي مقولة تنسب لعالم الاجتماع والخبير الأسكتلندي السير باتريك هيدج ( ١٨٥٤- ١٩٣٢) .
وغاية هذه الأنشطة التسويقية هي أمران:
- تكرار شراء العميل للمنتج.
- جذب عملاء جدد.
وذلك من أجل تعزيز العلامة التجارية للنادي في ذهن العملاء أو الجمهور.
ويعتمد النادي على( الثورة التقنية) في سرعة الانتشار في الأسواق التي لا تمثل كرة القدم فيها اللعبة الشعبية الأولى مثل الصين والهند -أبرز الاقتصادات الصاعدة عالميا - والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا ،وفي هذا المقال ، سنحاول سبر أغوار هذه الفلسفة والوسائل التي استخدمها المان يونايتد في تحقيق قيمة سوقية تبلغ ٢.١٥ بليون دولار أمريكي.وهذه الوسائل هي:
١- الموقع الرسمي للنادي على شبكة المعلومات.
متوفر بسبع لغات حية من ضمنها اللغة العربية. يستطيع من خلالها التواصل مع كافة جماهيره بلغاتهم مما يوفر له مزيدا من الشعبية في قارات العالم المختلفة.
٢- التطبيق
تتسع مقاعد ملعب أولد ترافولد لحوالي ٨٨ ألف متفرج، وهو ثاني ملعب من حيث السعة الاستيعابية بعد ملعب ويمبلي ونظرا لانتشار جماهيرية النادي خارج حدود المملكة المتحدة ، وعدم تساوي القدرة الشرائية للجماهير ساعد التطبيق محبي " الشياطين الحمر" في متابعة تفاصيل يوم المباراة مثل إجراء مقابلات مع اللاعبين وتغطية وتحليل للمباريات.
٣- وسائل التواصل الاجتماعي
٣-١- الانستجرام
يتبع مانشستر يونايتد أسلوب الفيديوهات القصيرة والصور ، لا يتضمن المحتوى الخاص به كتابة سطور مطولة وذلك لأن الجماهير التي ولدت بعد الألفية تتعامل مع التقنية بسهولة ويعشقون المحتوى المتضمن للصور والفيديوهات القصيرة.
٣-٢- بتويتر
من المتوقع أن يزيد عدد متابعيه يوميا حوالي ٢٠،٢١ ، وتم تدشين الحساب في عام ٢٠١٢
وهو أكثر نادٍ يتم تداول هاشتاجاته على تويتر
٣-٣ تيك توك
تم إطلاق قناة النادي على المنصة في عام ٢٠٢٠ ويبلغ عدد المتابعين حوالي ١٥ مليون متابع.
"يعرض مقاطع فيديو قصيرة عن الفريق الأول مما يوفر منظورًا لم يسبق له مثيل عن النادي للجماهير في جميع أنحاء العالم ، مع محتوى مخصص لكل بلد "
٤- استراتيجية التوسع في السوق الأسيوي
تعاقد النادي في عام ٢٠٠٥ مع النجم الكوري الجنوبي بارك جي سونغ وذلك لحاجة النادي لمهاراته وكذلك لاكتساب اهتمام ومتابعة الجماهير الأسيوية .وبعد تقاعد اللاعب عام ٢٠١٤ تم تعيينه كسفير للنادي في آسيا.
ويبدو بأن مقولة رئيس نادي إسبانيول شين يانغ شن: "إن أفضل طريقة لزيادة شعبية النادي في أكبر بلد من حيث عدد السكان هي التعاقد مع لاعب صيني"
قد طبقها النادي الأنجليزي بطريقة مغايرة وهي تنظيم بطولة برعاية شفرولية في الصين في عام ٢٠١٢ لعب فيها مع فرق صينية وذلك لتعزيز العلامة التجارية لكل من النادي وشركة شفرولية بالصين.
وقريبا " شهدت تشكيلة مانشستر يونايتد ، الثلاثاء ، في المباراة ضد نادي ليفربول بالبريمير ليج دخول اللاعب التونسي حنبعل المجبري لأول مرة خلال الموسم الحالي ، بعد انتظار طويل من كافة الجماهير التونسية والعربية " ،ويقوم مانشستر يونايتد بجولات رياضية بشكل دوري في استراليا وآسيا وبلغت زياراته للصين في عام ٢٠١٩ ، خمس عشرة زيارة لعب فيها مباريات مع فرق محلية وأخرى منافسة له بالبريمرليغ مثل مانشستر سيتي ونيوكاسل ووست هام وأخرى أوروبية مثل بوروسيا دورتموند الألماني وكل هذه الأندية الشهيرة تسعى لاقتطاع أكبر جزء ممكن من اهتمامات الجماهير الصينية .