نِعَم الحراصية ودعاء الهاشمية تفوزان بالمركز الرابع عالمياً في مجال الهندسة البيئية

مؤشر الثلاثاء ١٧/مايو/٢٠٢٢ ١٨:٣٥ م
نِعَم الحراصية ودعاء الهاشمية تفوزان بالمركز الرابع عالمياً في مجال الهندسة البيئية

مسقط - الشبيبة 

 إنجاز علمي عالمي جديد يضاف إلى سلطنة عمان، بعد أن حصدت فيه الطالبتان نعم بنت زهران الحراصية، ودعاء بنت سلطان الهاشمية المركز الرابع عالميًا من بين (1800) طالب وطالبة من (85) دولة حول العالم، لدى مشاركتهما بمشروع "الهندسة البيئية لصنع البلاستيك الحيوي المعزز بالتكنولوجيا ودراسة تأثيره" وتمثيل السلطنة في المعرض الدولي ريجينيرون للعلوم والهندسة (ISEF2022) الذي أقيم في أتلانتا بولاية جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، و خلال الفترة(7-13/5/2022).

لنعزز قدراتهم العلمية

ويعد المعرض الدولي (ISEF) للعلوم والهندسة من أكثر المعارض العلمية الدولية شهرة في العالم والذي يقام بشكل سنوي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يهتم بالجانب العلمي والثقافي والأبحاث العلمية، من خلال استقطاب مشاركة واسعة من الطلبة حول العالم من هم ما قبل المرحلة الجامعية: أي المرحلة المتوسطة ومرحلة الثانوية؛ لدعم وتشجيع مواهبهم ومهاراتهم في مختلف المجالات العلمية: كالتصميم الهندسي، والرياضيات، والتطوير التكنولوجي، وتأتي مشاركة السلطنة في هذا المعرض الدولي (ISEF) من منطلق الحرص الدائم من وزارة التربية والتعليم على النهوض بأبنائها الطلبة ودعم قدراتهم في مختلف المجالات العلمية وإشراكهم في المحافل العلمية سواء كانت المحلية أوالإقليمية أوالدولية.

إنجاز فريد من نوعه

وأعربت كل من نعم بنت زهران الحرصية ودعاء بنت سلطان الهاشمية الطالبتان في الصف الحادي عشر بمدرسة الرستاق للتعليم الأساسي من تعليمية محافظة جنوب الباطنة، عن فرحتهما بهذا الإنجاز الكبيروحصول مشروعهما على المركز الرابع عالميًا في المعرض الدولي للهندسة والعلوم (ISEF)، فقالت نعم الحراصية: تحقيق المركز الرابع على مستوى العالم في مجال الهندسة البيئية يعد من أفضل إنجازاتي في هذا العام بعد مشاركتي في منظمة الملكية الفكرية العالمية بسويسرا وحصولي على لقب أول سفيرة للملكية الفكرية على مستوى السلطنة والدول العربية لعام2022، فلله الحمد على توفيقنا بتمثيل السلطنة في هذا المحفل الدولي، الذي كان التنافس فيه كبير جدًا بمشاركة أ كثر من (80) دولة حول العالم بمشاريع وابتكارات علمية من مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا، من جهتها قالت دعاء الحراصية: تجربة المشاركة في هذا المعرض الدولي الذي أقيم بالولايات المتحدة الأمريكية وما تحقق فيه من إنجاز فريد من نوعه وجديد، فقد تعرفنا على علماء صغار من مختلف دول العالم وثقافات متعددة، فلنا الفخر في انضمامنا إليهم، والحصول على المركز الرابع عالميًا في مجال الهندسة البيئية، فالشكر لله على هذا الإنجاز الذي أضيفه إلى حصيلة إنجازاتي، وخاصة بعد حصولي على المركز الأول عام 2019م في مسابقة التنمية المعرفية في جمهورية الصين الشعبية بمشروع "الوقود الحيوي" وحصول فريقنا المركز الأول على مستوى السلطنة في مسابقة برنامج التنمية للطلاب والطالبات في مواد العلوم والرياضيات ومفاهيم الجغرافيا البيئية في العام المنصرم2021م في هذا المشروع الذي شاركنا به في هذا المعرض الدولي بعد تطويره.

شكر وامتنان

    وتشاركت كل من نعم ودعاء في الحديث عن الترشح والمشاركة في هذا المعرض الدولي ودور كل من الوزارة المدرسة والأسرة في تقديم الدعم لهما، فقالت نعم: جاء ترشيح فريقنا للمشاركة في هذا الحدث العالمي من قبل الوزارة ممثلة بدائرة الابتكار والأولمبياد العلمي في شهر بناير من العام الدراسي الحالي، لاسيما بعد فوزنا وعلى مدار عامين متتالين وعلى مستوى السلطنة في مسابقة برنامج التنمية المعرفية للطلاب والطالبات في مواد العلوم والرياضيات ومفاهيم الجغرافيا البيئية، حيث حصلنا في عام 2019م على المركز الثاني، وفي عام م2021، على المركز الأول في مشروع " البلاستيك الحيوي"بعد تطويره وتعديله، فبدأنا العمل الكثف كفريق وعلى رأسنا أستاذتنا ومشرفتنا ذكرى الحراصية ـ التي كان لها الفضل الكبير على تحقيقنا هذا الإنجازـ بتجهيز المستندات والأوراق والبحوث المطلوبة ولم يكن بالشيء السهل، فكانت الأعمال المطلوبة جدا كثيرة ومعقدة نوعًا ما، وشاطرتها القول دعاء، قائلة: حظينا بدعم كبير من أستاذتنا ذكرى الحراصية التي كانت مرشدتنا توجهنا في كل خطوة نخطوها، فكل التقديروالامتنان لها، والشكرالجزيل لمدرستنا، ولمشرفات المختبر فيها، وكذلك تعليمية محافظة جنوب الباطنة ممثلة بقسم الابتكار والأولمبياد العلمي، و وزارة التربية والتعليم، على تسخير كافة الإمكانيات والسبل لمشاركتنا ورفعنا لعلم السلطنة عاليًا؛ ليرفرف في سماء هذا المحفل العالمي، ولا ننسى في ذلك كله دور أسرتنا التي كانت الداعم الكبير في تقدمنا نحو الأمام والمضي قدمًا نحو تحقيق أهدافنا.

 البلاستيك الحيوي

وحدثتنا ذكرى بنت محمد الحراصية معلمة الفيزياء في مدرسة الرستاق للتعليم الأساسي من تعليمية محافظة جنوب الباطنة والمشرفة على المشروع، عن فكرة المشروع واستعداد فريقها للمشاركة وحصولهم على المركز الرابع عالميًا في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (ISEF)‘ فقالت: تقوم فكرة مشروع "الهندسة البيئية للبلاستيك الحيوي المعزز بالتكنولوجيا ودراسة تأثيره" على حل مشكلة البلاستيك الصناعي غير القابل للتحلل؛ إذ يحتاج البلاستيك الصناعي إلى ملايين السنين للتحل مما يشكل أضرارًا بالبيئة، فجاء البلاستيك الحيوي لحل هذه المشكلة.

استعداد مكثف

وأضافت الحراصية: الاستعداد للمشاركة في هذا المعرض العالمي كان مكثفًا؛ كوني المشرفة على المشروع وعلى الطالبتين، كان لابد من تسليم أعمال هذه المشروع بأشهر قبل إقامة هذا المعرض فقمت برسم خطة دقيقة، بعد الاطلاع الدقيق على دليل المشاركة في هذا المعرض، واتباع كافة التعليمات المطلوبة ثم البحث عن الطرق الصحيحة لاعداد البحوث والعروض والبوسترات بشكل دقيق ، فكل الشكر للمعلمة إيمان الحراصية على مساعدتها في كتابة البحث العلمي بشكل دقيق ولقسم التواصل والإعلام بالمحافظة على تصميم وتصوير الفيديو الذي أخرجه محمد العنبوري رئيس القسم، وتصميم رسوم المتحركة التوضحية للابتكار، وليكون تأهيل الطالبتين بشكل دقيق، قمت بتدريبهما وبشكل يومي ومكثف ولمدة شهرين، وهنا أقف وقفة شكر وإجلال للدورالذي قامت به المدرسة في تهيئة الجو المناسب وخاصة في أيام الاجازات الرسمية، لإتاحة الفرصة لنا كفريق لاستكمال الاعمال المطلوبة، ولا أنسى الجهود الجبارة للوزارة في تمهيدها الطريق لمشاركتنا في هذا المعرض، والشكر موصول لدائرة الابتكار والأولمبياد العلمي بالوزارة على جهودها المكثف كحلقة مباشرة بين الابتكار بالسلطنة والآيسف بأتلانتا؛ لتسليم الاعمال والمتابعة المكثفة بدقة متناهية، وشكر خاص لكل من الدكتورة مياء العزرية، ومنذر المنذري ويعقوب البلوشي، ونبيل الحبسي والدكتورغانم السعدي، وكل من كانت له بصمة في إنجاح الابتكار، وتسجيل إنجاز كبير للسلطنة.

شركة لصناعة البلاستيك الحيوي

وحول تقييم المشروع في المعرض والمنافسة بين المشاركين فيه، قالت الحراصية: في المعرض فكان التقييم بالبوث وبحضور شخصي لثلاثة مقيمين بشكل فردي على مستوى عالمي، حيث يقوم كل مقيّم بتقييم البوستر والعينات والثلاجة وجهاز طابعة3D، وعينات البلاستيك، بطرحههم لعدد من الأسئلة العلمية حول الابتكار، وكيفية انتاج العينات البلاستيكية، وأهمية الثلاجة والباستيك في حفظ الفواكه والخضروات لفترة زمنية أطول. وأضافت: على الرغم من التنافس كان قويًا جدًا من قبل المشاركين في المعرض من مختلف دول العالم وأفكارهم العلمية والابتكارية،إلا أن "البلاستيك الحيوي" ليس بأقل مستوى عن هذه المشاركات، وأطمح مستقبلًا إنشاء شركة باسمي لصناعة البلاستيك الحيوي، وتكون كل من الطالبتين دعاء ونعم شريكتين لي فيها.

تظاهرة علمية

      وقالت الدكتورة ميا بنت سعيد العزرية القائمة بأعمال مدير دائرة الابتكار والأولمبياد العلمي بالوزارة حول أسس ومعايير اختيار المشاريع الممثلة للسلطنة في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (ISEF): يسرنا أن نتقدم بالتهنئة لفريق مدرسة الرستاق للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة جنوب الباطنة عن مشروع "الهندسة البيئية لصنع البلاستيك الحيوي المعزز بالتكنولوجيا ودراسة تأثيره" للطالبتين نعم الحراصية ودعاء الهاشمية ولمشرفتهما المعلمة ذكرى الحراصية على ما حققنه من إنجاز لسلطنة عمان متمنين لهن دوام التقدم ومواصلة النجاح، حيث تحرص وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة الابتكار والأولمبياد العلمي على إشراك طلبة السلطنة في هذه التظاهرة العلمية (معرض ISEF ) للعلوم والهندسة، والتي يجتمع فيها الباحثين من مختلف دول العالم؛ تعزيزًا لقدرات هؤلاء الطلبة في مجالات البحث والابتكار، بما يتواءم والتوجهات والرؤى الوطنية في بناء جيل مساهم في التنمية والاقتصاد المعرفي المبني على الابتكار.

أسس ومعايير

وأضافت: تمر مراحل اختيار المشاريع المشاركة في هذا المعرض الدولي بعدة مراحل محليًا، حيث يتم الإعلان عن أسس ومعايير الترشح لجميع المدارس، لتبدأ بعدها مرحلة التصفيات على مستوى المحافظة، وصولًا للتصفيات النهائية على مستوى السلطنة، والتي يتم فيها إقامة معرض وطني للابتكارات العلمية الطلابية يشارك فيها (64) مشروعًا تضم عدة مجالات، منها: العلوم والرياضيات، وعلوم البيئة، والأنظمة الهندسية، والطاقة والنقل، فيتم تقييمها من قبل محكمين يمثلون مؤسسات مختلفة معنية بالبحث والابتكار، ويتم اختيار المشاريع المتأهلة للمشاركة في المعرض الدولي من ضمن أفضل المشاريع في كل مجال، لتبدأ بعدها مرحلة تطوير الأفكار الابتكارية بالتعاون مع المؤسسات والمراكز البحثية المعنية في السلطنة، كما تعمل الدائرة على صقل القدرات البحثية لدى الطلبة من خلال تعزيز منهجية البحث العلمي لديهم وربطهم بالجهات ذات الصلة، وتدريبهم على استكمال متطلبات المسابقة التي تتمثل في الاستمارات البحثية ومشروع البحث، وفيديو المشروع، والملصق البحثي، ومتابعتها حتى وصولها إلى الشكل النهائي المطلوب، كما تحتوي بعض المشاريع الابتكارية على نماذج أولية يتم تطويرها؛ لتكون قيمة مضافة للمشروع البحثي، وقد أثبت طلبة السلطنة قدرتهم على المنافسة مع نظرائهم من خلال تحقيق العديد من الإنجازات على المستويين الإقليمي والعالمي، وهو ما يبرز الدور الذي تلعبه وزارة التربية والتعليم في تعزيز مهارات القرن الواحد والعشرين والتي يمثلها في هذا الجانب مهارات الابداع وحل المشكلات والعمل الجماعي والتعاون، تحقيقًا لرؤية عمان 2040 في بناء كفاءات وطنية ذات قدرات ومهارات ديناميكية منافسة محليًا وعالميًا.

علماء المستقبل

  وعن هذا الفوز قال زهران بن عبدالواحد الحراصي والد الطالبة نعم الحراصية: فخورون جدًا بهذا الفوز، وسعادتنا لا توصف، إننا نرى اليوم بناتنا وطالباتنا يرفعن علم السلطنة في محفل عالمي كبير –قد يكون المحفل الأكبر على مستوى الطلبة- في مجال العلوم، فتحقيق هذا الإنجاز كان بفضل الله تعالى وفضل الجهود المبذولة من الوزارة وتعليمية جنوب الباطنة والمشرفة على المشاركة، وأضاف: وثمثل دورنا بشكل أبرز نحن كأولياء الأمور في تشجيع نعم على المشاركة في البرنامج، وبذل أقصى جهد؛ لتحقيق ما تطمح إليه بمشاركة فريقها، وكنا نحرص على أن نغرس فيها فكرة مفادها " فكر بعالمية تكن عالميًا "، فقد كنا نتعامل معها على هذا الأساس منذ صغرها، فهذه المشاركة تمثل حافزًا كبيرًا لنعم، فهي التجربة الأولى لها على المستوى الدولي، ومنافسة هذا العدد الكبير والالتقاء به، وتبادل الأفكار معه أمر من شأنه إثراء تجربتها، ويشجعها على الاستمرار في هذا المجال لتحقيق الإنجازات المتوالية في المستقبل القادم إن شاء الله.

ودعا الحراصي الجهات المختصة إلى زيادة الاهتمام بهذه الفئة من الطلبة، وزيادة عدد المشاركات الخاصة بهم، فمثل هذه المشاركات –من وجهة نظره- تساهم في رفع علم السلطنة في المحافل الدولية، وتهيئ الطلبة؛ ليكونوا علماء المستقبل.