بقلم : سالم بن سيف العبدلي
فلكيا يبدأ خريف صلالة في 21 يونيو من كل عام أي أنه لم يتبقى على موعده سوى أقل من شهرين حيث يستمر لمدة ثلاثة أشهر تكتسي فيه الجبال بالخضرة وتتساقط حبات المطر بشكل مستمر على هيئة رذاذ وتنعدم أحيانا الرؤية في الجبال المرتفعة وعندها تعانق الجبال السحاب في منظر بديع للغاية كما تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى اقل من 20 درجة مئوية خاصة في المناطق المرتفعة عن سطح البحر ويعتبر موسم الخريف موسما استثنائيا وفريدا من نوعه بمعنى الكلمة على مستوى المنطقة خاصة وأنه يأتي خلال فترة الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة في معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية لتصل إلى أكثر من خمسين درجة مئوية.
خلال السنتين الفائتتين لم يتمكن الجميع من الاستمتاع بالخريف بسبب جائحة كورونا والتي حالت دون انتقال الناس من مكان إلى آخر وتخللها إغلاقات مستمرة ، لذلك حصل ركود كبير وتأثر قطاع السياحة بشكل عام وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص والبعض خسر الآلاف من الريالات وبعضهم اضطر أن يتوقف عن النشاط الذي كان يمارسه.
وخلال الفترة الاخيرة بدأت الحركة تعود تدريجيا إلى سابق عهدها ولله الحمد ونتوقع أن يشهد خريف صلالة هذا العام تدفق عدد كبير من السواح من داخل ومن خارج السلطنة لعدة أسباب أهمها قيام بعض شركات الطيران في بعض دول مجلس التعاون بتقديم عروض مغرية جدا لأسعار التذاكر للطيران المتجه مباشرة إلى صلالة ، أيضا فتح الطريق المباشر من المملكة العربية السعودية إلى سلطنة عمان والذي من المؤمل أن يساهم في انتعاش السياحة بين البلدين.
والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا أعددنا لهذا الحدث الذي يأتينا سنويا؟؟ العديد من زوار الخريف يتحدثون عن عدم توفر المرافق الأساسية والبرامج الترفيهية وبعضهم يقول بأن الوضع لم يتغير من سنوات لاشك أن هناك بعض التغيرات شهدتها محافظة ظفار مثل إقامة بعض المجمعات التجارية وزيادة عدد الفنادق والمباني السكنية والتي كان لها دور في المنافسة وانخفاض الأسعار. إلا أنه لازالت المحافظة تحتاج إلى برامج جذب سياحي وتحدثنا وتحدث غيرنا عنها مثل العربات المعلقة (التليفيرك) وألعاب التسلية للكبار والصغار ، والمشاريع الذكية مثل مزارع الفواكه والخضروات المرتبة والتي يمكن دخولها برسوم كما هو معمول به في العديد من الدول مثل تركيا وماليزيا والبوسنة والهرسك وغيرها ، كذلك حديقة الزهور والفراشات والحديقة النباتية وغيرها ويمكن الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في هذا المجال.هذه المشاريع طبعا ينبغي أن يتبناها القطاع الخاص وبدعم وتسهيلات من الحكومة ، وفي المقابل لم نلاحظ حتى الان اي حملات اعلامية وترويجية تستهدف السواح من الخارج ، وكان ينبغي على شركات الطيران الوطنية تقديم حزمة من المزايا للمسافرين الى صلالة خلال فترة الخريف بالتعاون مع المكاتب السياحية داخل وخارج السلطنة ، ويمكن إستقطاب افواج سياحية من العديد من الدول والتركيز على شبه القارة الهندية والتي تعتبر سوق كبير وقريب من السلطنة ليس فقط خلال فصل الخريف وإنما على مدارالعام.