القدس المحتلة – ش
في الوقت الذي يحتفل فيه صحفيو العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة لا زال الصحفيون الفلسطينيون يتعرضون لمختلف أشكال الانتهاكات والاعتداءات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتي زادت وتيرتها خلال انتفاضة القدس الحالية.
ويستمر الاحتلال الإسرائيلي في ضرب المبادئ الأساسية لحرية الصحافة بعرض الحائط، من خلال الاستمرار في انتهاكاته، دون أدنى اهتمام بما يمثله الثالث من مايو من كل عام، وهو التاريخ الذي يُحتفل فيه بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة؛ و ذلك من أجل تقييم أوضاع حرية الصحافة في العالم أجمع، و حماية وسائل الإعلام من كل أنواع الاعتداءات والانتهاكات لاستقلالها ولتوجيه تحية إلى الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في ممارسة مهنتهم.
وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن هذا اليوم العالمي في عام 1993، وذلك بعد التوصية التي اعتمدتها الدورة السادسة والعشرون للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991.
وبينت اللجنة في تقريرها أن الانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين اقترفت عمداً وأنه تم استخدام القوة بشكل مفرط دون مراعاة لمبدأي التمييز والتناسب، وعلى نحو لا تبرره أية ضرورة عسكرية متذرعين بحجج واهية لا أساس لها من الصحة.
ووثق التقرير خلال الفترة المذكورة (721) اعتداءً على الصحافة، تشمل: جرائم انتهاك الحق في الحياة والسلامة الشخصية للصحفيين، فيما تجسدت الانتهاكات باستهداف الصحفيين والقتل وتعرضهم للإصابة المباشرة بالرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز السام وغاز الفلفل، والاعتداء عليهم بالضرب والتهديد وغيره من وسائل العنف أو الإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة والإنسانية.
كما رصد التقرير حوادث اعتقال واحتجاز، وتمديد اعتقال ومداهمة منازل ومصادرة معدات وأجهزة إعلامية، ومنع من تصوير وتغطية الفعاليات والمسيرات من جانب واستخدام الصحفيين كدروع بشرية، وحرمانهم من السفر من جانب آخر، وإبعاد عن مدينة القدس المحتلة، وإغلاق مؤسسات إعلامية وتهديد أخريات وغيرها.
ورصدت اللجنة خلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، استشهاد 3 صحفيين، واعتقال وتمديد واعتقال واحتجاز واستدعاء (140) بينهم صحفي أجنبي، إصابات واعتداءات وحالات اختناق بالغاز السام بلغت (209) بينهم 3 أجانب، منع من التغطية (91) بينهم منع صحفية أجنبية، ومنع من السفر(40) حالة.
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة عبد الناصر فروانة قال إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال "انتفاضة القدس" العشرات من العاملين في وسائل الاعلام المختلفة، ولايزال منهم نحو (19) إعلاميًا فلسطينيًا يقبعون في سجون الاحتلال.
وأكد فراونة في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي للصحافة والذي يصادف اليوم الثلاثاء الثالث من مايو أن سلطات الاحتلال قد صعّدت من استهدافها للإعلام الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة، بهدف طمس جرائمها.
وأضاف أن الاحتلال قيّد حرية الصحافة بالقوانين والإجراءات التعسفية، وأغلق مؤسسات إعلامية بالقوة، وواجه العاملين في وسائل الاعلام بالقمع والرصاص والهراوات، واعتقل بشكل تعسفي العشرات من الاعلاميين وزج بهم في السجون وتم تكبيلهم بالأصفاد والسلاسل، بل ولاحق أيضًا العاملين في وسائل الاعلام العربية والدولية.
وأوضح أن الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين قد تصاعد بشكل لافت منذ اندلاع "انتفاضة القدس" في الأول أكتوبر الفائت، حيث سجل أكثر من (280) انتهاكًا بحق الإعلاميين والصحفيين والمؤسسات الإعلامية، من ملاحقات واعتداءات وقمع وتنكيل واطلاق نار واقتحام ومصادرة معدات واحتجاز واستدعاء واعتقال وتقييد.. الخ.
ورأى أن استهداف الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام يأتي ترجمةً لتوجيهات وتصريحات المستوى السياسي الإسرائيلي الذي دعا صراحةً الى محاربة كافة وسائل الإعلام بذريعة "التحريض"، مما فتح الباب على مصراعيه أمام الأجهزة الأمنية المختلفة لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحقهم.
وناشد فروانة كافة الاتحادات الدولية ذات الاختصاص بالإعلام والصحافة، وكافة العاملين في وسائل الاعلام والمدافعين عن حرية الراي والتعبير الى التحرك الجاد لنصرة زملائهم القابعين في السجون، والعاملين في الأراضي الفلسطينية، وتوفير الحماية للصحفيين ولكل العاملين في مجال الصحافة والإعلام.
يشار إلى أن عدد الشهداء الصحفيين الذين استشهدوا منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م، وحتى يومنا هذا، وفق مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، 42 صحافيًا سقطوا جراء استهدافهم المتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.