بقلم : عيسى المسعودي
دائما ماتعرف الدول وتقدمها بالنجاحات والإنجازات التي تحققها ، بحيث يكون لهذه النجاحات صدى واسع يتحدث عنه الجميع ، وعلى حجم هذه الإنجازات وأهميتها يتم تصنيف الدول ووضعها في المكان الصحيح بين الدول المتقدمة والمتطورة ، وكلما استمرت الدولة بتحقيق النجاحات والإنجازات استمرت في سلم التقدم وزادت ثقة العالم بها أكثر وأكثر، وعلى مستوى دول العالم هناك عدد من الدول تركت بصمة ووضعت اسمها بين الدول المتقدمة ، ومن بين هذه الدولة تأتي السلطنة كإحدى الدول التي نجحت عبر مسيرة نهضتها المباركة في تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات، وفي مختلف المجالات ومع إنطلاقة مسيرة النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - واصلت بلادنا الحبيبة تسجيل النجاحات والإنجازات وعلى مستوى العالم ، فنجاح السلطنة ممثلة بجمعية الصحفيين العمانية باستضافة اجتماع الاتحاد الدولي للصحفيين (الكونجرس) يعد بالفعل من النجاحات والإنجازات المهمة التي تسجل والتي تدل على ثقة هذه المنظمات والاتحادات العالمية بدور السلطنة على المستوى الإقليمي والعالمي ، خاصة إذا ماعرفنا أن اختيار السلطنة شهد منافسة قوية ، واجتياز للشروط والمعايير التي بموجبها يتم الموافقة على الاستضافة ، ولعل مايسعدنا ويجعلنا أكثر فخرا واعتزازا بهذا الاختيار ، أن اعضاء اتحاد الصحفيين صوتوا لاستضافة السلطنة بنسبة كبيرة وبالأغلبية ، وهذا يعطي دلالات كبيرة على أهمية السلطنة ودورها المحوري على مستوى العالم.
لقد كانت مجرد فكرة وحلم تراود أعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية في استضافة هذا الحدث العالمي ،وقد يكون في الوهلة الأولى حلم بعيد المنال ، ولكن اليوم أصبح حقيقة وواقع ، ونجحت الجمعية بامتياز ومن خلفها دعم مؤسسى من قبل مؤسسات الحكومة في استضافة كونجرس الصحافة العالمي ، الذي يعد من أهم وأكبر الأحداث على مستوى العالم، لتصبح مرة أخرى ومن جديد السلطنة واجهة للأحداث المهمة والعالمية ، حيث سيجتمع على أرض السلاطين والتاريخ ما يقارب 300 صحفي من مختلف قارات العالم ، يمثلون الاتحادات والجمعيات والنقابات والهيئات الصحفية من 148 دولة حول العالم ، ينتمون إليها 600 ألف صحفي، هذه الأرقام والإحصائيات تدل على أهمية هذا الاجتماع والدلالات الكبيرة على ثقة هذا الاتحاد العالمي وأعضائة بالسلطنة، ونجاحها في استضافة هذا الحدث الاستثنائي العالمي، الذي يعقد لأول مرة في إحدى دول الشرق الأوسط ، ومن هنا يأتي إعتزازنا وسعادتنا بتواجد صحفيي العالم بيننا يتجولون في مسقط ومطرح ونزوى والجبل الأخضر الشامخ ، ويرصدون بأقلامهم وكاميراتهم الإنجازات والمقومات المختلفة التي تتمتع بها السلطنة ، وينظمون اجتماعاتهم وانتخاباتهم على أنغام الفنون والضيافة العمانية الأصيلة.
إن نجاح استضافة السلطنة لاجتماعات كونجرس الصحافة العالمي ، وبهذا الحجم وعدد الحضور سواء من الأعضاء أو من الشخصيات الرسمية التي ستحضر، يتطلب عملا وجهدا غير طبيعي وتعاون كبير من مختلف المؤسسات المعنية ، ومن خلال متابعتي فجمعية الصحفيين العمانية أصبحت كخلية نحل تعمل بشكل يومي ، ولا نبالغ إذا قلنا على مدار الساعة ، وعبر لجانها المختلفة التي تعمل ليل نهار لإنجاز الأعمال المطلوبة والتحضيرية والتنسيق لإنجاح برنامج الاجتماع الذي سيشهد انتخابات ساخنة وقوية ، مما يعطي ويضيف للاجتماع أهمية كبيرة ، ولكن رغم ذلك فأننا على ثقة كبيرة من النجاح والاستضافة المشرفة فالسلطنة ، دائما يرتبط اسمها بالنجاح والتميز والخصوصية في التفاصيل الصغيرة التي تبرز الإبداع العماني، نتمنى كل التوفيق والنجاح للقائمين على استضافة هذا الحدث العالمي، وكلمة شكر وتقدير للزملاء في جمعية الصحفيين العمانية على تحقيق هذا الحلم ، والشكر موصول لكلا من وزارة الإعلام ، ووزارة التنمية الاجتماعية ، ووزارة التراث والسياحة ، ولكل مؤسسات الأخرى في القطاع العام والخاص على دعمهم ومشاركتهم ومساهمتهم في إنجاح هذا الحدث العالمي ، كما نتمنى أن تستفيد السلطنة من استضافة هذا الحدث العالمي في التعريف بالمقومات السياحية والاقتصادية والتراثية التي تتميز بها عماننا الحبيبة، كذلك أتمنى من الزملاء الصحفيين الاستفادة من هذا المؤتمر في تكوين الصداقات والعلاقات المشتركة ، مع كوكبة من الصحفيين والإعلاميين الذين سيحضرون من مختلف دول العالم ، والحرص على إجراء اللقاءات والحوارات الصحفية مع هذه النخبة الإعلامية وماقشتهــــــــا في مختلف القضايا التي تهم المنطقــــة والعالم ، فهي فرصة ذهبية ونادرة قـــــد لا تتكرر في المستقبل القريب.