مسقط - الشبيبة
استقبلت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بمكتبها صباح اليوم الثلاثاء (10/5/2022) وفدا من جامعة كمبريدج ضم كلا من البروفيسور اسرا أوزيوريك أستاذة كرسي السلطان قابوس للديانات الإبراهيمية والقيم المشتركة، والدكتورة داريا فرانك أستاذة كرسي السلطان قابوس لعلوم الرياضيات، وكرستوفر ويتني مدير الشراكة، والدكتور خلفان بن حمد الحراصي مدير المشاريع بجامعة كمبريدج.
وقد حضر اللقاء من جانب الوزارة سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي وكيل الوزارة للبحث العلمي والابتكار، وسعادة منى بنت سالم الجردانية وكيلة الوزارة للتدريب المهني، والدكتور خالد بن عبد العزيز أمبوسعيدي مدير عام التدريب المهني، والدكتور عبيد بن محمد السعيدي مستشار بقطاع البحث العلمي والابتكار، وأحمد بن خميس القطيطي مدير دائرة التعاون الدولي بالندب.
في بداية اللقاء أوضحت معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للوفد الزائر حرص حكومة سلطنة عمان على دعم المبادرات الوطنية وإيجاد الشراكات الدولية التي تخدم ركائز رؤية عمان 2040 في تحقيق دخول أربع جامعات عمانية ضمن أفضل ثلاثمائة (300) جامعة على مستوى العالم في تصنيف (QS)، والنهوض بمستوى التعليم المهني والتقني في المؤسسات التعليمية العمانية، وكذلك تحقق التحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة من خلال تشجيع الباحثين والمبتكرين العمانيين على تحويل أبحاثهم وابتكاراتهم لمشاريع مبتكرة ومستدامة.
وأشارت معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى الاهتمام الكبير الذي يحظى به قطاع البحث العلمي والابتكار لدى حكومة سلطنة عمان كإحدى ركائز رؤية عمان 2040، لإيجاد منتجات وخدمات وحلول مبتكرة تخدم المشاريع التنموية وتحقق استدامتها، إضافة إلى توفير فرص عمل للخريجين العمانيين. ودعما لتلك الجهود الوطنية أكدت معاليها على ضرورة ربط الباحثين العمانيين في الجامعات العمانية بالباحثين المشاركين في البرامج البحثية لكراسي السلطان قابوس بجامعة كمبردج، والتركيز على المواضيع التي تعظم استفادة الجانب العماني والإنسانية جمعاء من نتائج تلك الأبحاث، والتي تعد الركيزة الأساسية التي قامت عليها فكرة الكراسي العلمية للسلطان قابوس في تحقيق السلام والتقارب بين شعوب العالم عبر تعزيز دور العلم والعلماء في خدمة الإنسان؛ حيثما كان.
من جانبه أعرب وفد جامعة كمبريدج عن رغبة الجامعة في توسيع التعاون مع الوزارة في مجال التبادل الطلابي؛ حيث يبدي الكثير من الطلبة البريطانيين رغبتهم في التعرف على الثقافة العمانية والمجتمع العماني عن قرب، إلى جانب الرغبة في دراسة اللغة العربية في السلطنة، ورحب الوفد الزائر بمقترحات معالي الأستاذة الدكتورة رحمة المحروقية في أوجه التعاون الممكنة بين المؤسسات التعليمية العمانية والبريطانية في تطوير مناهج تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
ورحبت معالي وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي من جانبها بزيارة الطلبة البريطانيين للمؤسسات التعليمية العمانية والاطلاع على الإمكانيات التي تمتلكها وما تقدمه من تخصصات وبرامج، وكذلك الاطلاع على القيم والثقافة العمانية عبر تعزيز التواصل بينهم وبين نظرائهم من الطلبة العمانيين. كما أوضحت معاليها أن المملكة المتحدة تعد من جهات الدراسة الأكثر تفضيلا لدى العمانيين، حيث تحتضن الجامعات البريطانية العدد الأكبر من المبتعثين والدارسين العمانيين؛ نظرا لمميزات القرب بين البلدين والسمعة العالية التي تحظى بها الجامعات البريطانية مقارنة بكثير من جامعات العالم غيرها، والعلاقات الوطيدة التي تجمع سلطنة عمان والمملكة المتحدة تفتح مجالات رحبة ومتنوعة للتعاون بين الجانبين لاسيما في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
كما ناقشت معالي الأستاذة الدكتورة رحمة المحروقية مع الوفد الزائر جهود السلطنة في العناية بعباقرة الرياضيات والعلوم من سن الطفولة سعيا لتعزيز الاستفادة من مهاراتهم وتوجيههم نحو التخصصات المناسبة لمستواهم؛ ما يعزز من دورهم في تطوير الخطط الوطنية وتحقيق استدامتها مستقبلا، وأعربت معاليها عن رغبة الوزارة التعاون مع جامعة كمبريدج والاستفادة من الخبرات البريطانية في رعاية الموهوبين في مجال الرياضيات والعلوم؛ خصوصا أن الجامعة تحتضن كرسي السلطان قابوس لعلوم الرياضيات، ما يفتح مجالا للتعاون مع الأكاديميين والباحثين بالجامعة من خلال هذا الكرسي لتطوير برامج متخصصة لتعزز استمرارية رعاية هؤلاء الموهوبين حتى بعد انتقالهم للتعليم الجامعي سعيا لإعدادهم لوظائف المستقبل؛ حيث تلعب الرياضيات دورًا مهمًا في فهم العلوم الأخرى منذ القدم، وقد تعاظم دور الرياضيات بارتباطها بمختلف فروع العلوم مع التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم.
وأكدت معاليها أن الوزارة ترحب بالتعاون مع الجامعة في كل ما يخدم التوجهات الوطنية في سلطنة عمان لاسيما تلك المتعلقة بالطاقة المتجددة والأمن الغذائي والطب وريادة الأعمال وتطوير التعليم المهني والتقني والثورة الصناعية الرابعة. وقد وجهت معاليها لتشكيل فريق عمل مشترك بين الوزارة وجامعة كمبريدج لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات.
وفي ختام اللقاء قدم سعادة سيف بن عبد الله الهدابي وكيل الوزارة للبحث العلمي والابتكار للوفد نبذة عن مجمع الابتكار مسقط مبينا الخدمات والإمكانيات المتنوعة التي يتمتع بها المجمع والتي سيكون لها دور في تعزيز التعاون بين الباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال من الجانبين العماني والبريطاني. وتطرق سعادته للبرامج البحثية التي تعنى بها الوزارة، حيث لا تقتصر تلك البرامج على دعم الأكاديميين والباحثين وإنما ترعى كذلك فئة المبتكرين ورواد الأعمال وأصحاب الأفكار والمشاريع المبتكرة، وتعزز التواصل بينهم وتوفر لهم الدعم والرعاية لتتحول أفكارهم وأبحاثهم إلى منتجات وخدمات ذات مردود اقتصادي مستدام، واستعرض سعادة الدكتور الهدابي صور التعاون الممكنة بين تلك البرامج البحثية والفئات المستفيدة منها وبين الباحثين والمعنيين بالكراسي العلمية في كمبريدج.
الجدير بالذكر أن الكراسي العلمية للسلطان قابوس تبلغ 16 كرسيا علمية منتشرة حول العالم، وتحظى جامعة كمبريدج لوحدها باحتضان ثلاثة منها، وهي: كرسي السلطان قابوس للدراسات العربية المعاصرة، وكرسي أستاذية السلطان قابوس للديانات الإبراهيمية والقيم المشتركة، وكرسي زمالة السلطان قابوس للرياضيات.