بقلم : سالم العبدلي
كثير من المشاريع يتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام المختلفة ويقام لها حفل توقيع مناقصة التنفيذ بين الجهة المالكة للمشروع والجهة المنفذة له ويتم نشر تفاصيل مكوناته ونماذج ثلاثية الأبعاد توضح شكل وحجم المشروع وتكلفته ويظهر لنا أحد المسؤولين عبر وسائل الإعلام وهو يتمنطق خنجره ويرتدي بشته ودشداشته الأنيقة ويصرح عن أهمية المشروع ومدة التنفيذ والتاريخ المخطط للانتهاء منه وعدد فرص العمل التي سوف يوفرها بل أحيانا يتم وضع حجر الأساس للمشروع ويظل ذلك الحجر ولوحة المشروع شاهدة على الحدث.
يستبشر المواطن خيرا ويقوم بنشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويتم تداوله في المجالس وفي كل مكان ، وبمرور الوقت يبدأ بريق الخبر ولمعانه يخفت رويدا رويدا والناس تنساه وفي انتظار خبر جديد مفرح ، وبعد مرور أربع ـو خمس سنوات يبدأ المواطنون في طرح سؤال عبر التويتر أو الانستجرام ويتساءل عن المشروع الكبير الذي تم الإعلان عن تفصيله وقد لا يأتيه الرد وهكذا منذ سنوات مشاريع كثيرة لم تر النور ولم تخرج من نطاق التصاميم الجميلة وتصبح في مهب الريح. السؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن مثل هذه السيناريوهات ولماذا مثل هذه المشاريع تكون مصيرها الفشل ، وكان من المفترض أنها مرت بمراحل مختلفة من الدراسات أهمها دراسة الجدوى والتي تحدد ربحية المشروع وجوانبه الفنية والمالية وتشمل دراسة السوق وغيرها من التفاصيل قبل الإعلان عنها وتوقيع اتفاقية تنفيذها.
نحن نعلم بأنه هناك أحيانا بعض التحديات قد يواجهها أي مشروع و تكون خارجة عن الإرادة إلا أن ذلك عادة لا يحصل إلا نادرا أما أن تكرر نفس المشكلة وفي مشاريع استراتيجية ومهمة ومرة بمراحل من الدراسة فمعنى ذلك أن هناك خلل ما ، وعندما تغيب الشفافية والوضوح تكثر الإشاعات والاستنتاجات والتأويلات حول مصير المشروع وما آل إليه مما يفاقم المشكلة والتي قد تتحول إلى ازمة ثقة بين المواطن والجهات الرسمية وهذه الازمة تتفاقم كلما زاد الغموض وعدم الوضوع.
نذكر هنا وعلى سبيل المثال مشروع تطوير منطقة برج الصحوة هذا المشروع المهم جدا والذي كتبنا عنه الكثير حول أهميته السياحية والاجتماعية وحتى الحضارية ، ويتم الإعلان عن إقامة المشروع بعد فترة واستبشر الجميع خيرا وتطرح المناقصة هذا الكلام قبل حوالي أربع سنوات وتمر الأيام والسنون ولم نر أي عمل يقام ولا نعرف الأسباب رغم أن البعض غرد في التويتر يستفسر عن مصير المشروع إلا أنه لم يحصل على إجابة.
المشروع الآخر والذي روج له عبر وسائل الإعلام وفي المواقع الرسمية هو مشروع حي الشرق والذي أعتبر أنه أكبر وجهة ترفيهية بالسلطنة والذي ينفذ على مراحل حيث تتضمن المرحلة الأولى كما جاء في الخبر إقامة فندقين ومدينة ملاهي وحديقة للحيوانات وحديقة مائية ووسائل ترفيه للأفراد وبتكلفة تصل إلى 170 مليون ريال عماني وينفذ بالتعاون مع مشغل مشهور من أورلاندو الامريكية ، هذا المشروع مضى على الإعلان عنه حوالي أربع سنوات وحتى الآن لا نعرف مصيره هل تم إلغاؤه أم لازال قيد الدراسة ؟؟
مشروع واجهة السيب ومشروع تطوير منطقة ميناء السلطان قابوس بمطرح ومشاريع اخرى تم الإعلان عنها منذ فترة طويلة ومشاريع أخرى المفروض تقام في بعض المحافظات ولم تر النور حتى الآن ، لقد حان الوقت لمحاسبة كل من يتسبب في تعطيل مثل هذه المشاريع والتي لو نفذت منذ فترة لساهمت في تنويع مصادر الدخل وتنمية المناطق وتشجيع السياحة الداخلية وجذب السياح من خارج السلطنة.