بقلم : عيسى المسعودي
شبكة الطرق تعد أحدى المقومات المهمة في تعزيز البنية الأساسية لأي دولة والحمدلله السلطنة من الدولة المتقدمة والتي تتميز بوجود شبكة طرق على أعلى مستوى رغم التضاريس المختلفة الموجودة في السلطنة وكما يقال الماء شريان الحياة فالطرق أيضا شريان مهم للتنقل والتواصل فوجود شبكة طرق متطورة يسهم في تعزيز الحركة السياحية والاقتصادية وخلال السنوات الفائتة قامت وزارة النقل والاتصالات بتنفيذ العديد من المشاريع لتعزيز شبكة الطرق لربط محافظات السلطنة بعضها ببعض وتسهيل حركة المواطنين والتجارة بين هذه المحافظات ولايزال الاستثمار مستمراً في هذا الجانب ولعل التوجيهات السامية الأخيرة بتنفيذ عدد من مشاريع الطرق في مسندم وظفار وغيرها من المحافظات خير دليل على الأهتمام السامي بتعزيز شبكة الطرق في السلطنة وذلك لأهميتها لتنمية مختلف القطاعات.
طريق الخابورة - الغيزين من الطرق القديمة التي تعود لفترة السبعينيات بحيث أصبح هذا الطريق غير صالح للاستخدام وخطراً جداً ومتآكلاً إضافة إلى أنه يسبب ازدحاماً شديداً يوميا صباحا ومساء فهو يعد من الطرق المهمة لهذه الولاية التي تشهد حركة تجارية وعمرانية وسكانية كما أن الطريق يربط ولاية الخابورة بمحافظة الظاهرة مرورا بطريق وادي الحواسنة ولكن للأسف عندما تسير في هذا الطريق بدءاً من دوار الخابورة مرورا بمنطقتي السرحات والقصف وحتى وصولك إلى طريق الباطنة السريع وبعد ذلك تكمل المشوار إلى منطقة الغيزين يتصور لك انك تسيير في بلد غير عمان التي تتميز بشبكة طرق متطورة وان هذا الطريق يعود بنا إلى فترة السبعينيات وأن مسيرة النهضة العمانية لم تمر من هذا الطريق أو لم تلتفت إليه أو كما يقال « سقط سهوا « من المخططين عن تطور شبكة الطرق بالسلطنة وهذا طبعا غير مقبول! يوميا لاحديث ولا صوت يعلو في الخابورة وبين مواطنيها سوى عن هذا الطريق ومتى سيتم تنفيذ الطريق الجديد الذي تحدثت عنه كل وسائل الإعلام خلال الفترة الفائتة بما فيها التلفزيون العماني الذي نشر أكثر من تقرير حول خطورة هذا الطريق وأهمية تنفيذ طريق جديد كما أن عدداً من الزملاء الصحفيين والإعلاميين كتبوا مقالات ومناشدة وتحقيقات صحفية حول هذا الطريق المخيف والمتآكل والقديم جدا والذي تسبب في وقوع العديد من الحوادث التي ذهب ضحيتها عدد من المواطنين ورغم كل هذه المناشدات والصرخات لم يتم حتى الآن اتخاذ قرار أو طرح مناقصة تنفيذ الطريق الجديد كذلك لاننكر دور ممثلي مجلس الشورى الذين تحدثوا تحت قبة المجلس عن أهمية هذا الطريق أمام وزراء النقل ولكن لاجدوى مجرد وعود وكلام من هنا وهناك وأمل وترقب، مما يترك أكثر من علامة استفهام حول ماذا تنتظر الحكومة ممثلة في وزارة النقل لكي تنفذ المشروع فحجة عدم توفر الموازنة المالية أصبحت حجة غير مقنعة للمواطنين مع تنفيذ مشاريع أخرى وايضا هناك العديد من الحلول التمويلية التي تستطيع الحكومة الاستعانة بها لتنفيذ هذا المشروع وغيره من المشاريع المهمة ليس فقط لأهالي الخابورة وأنما أيضا مهمة لتعزيز الحركة التجارية والسياحية وجزء مهم من تنمية وتطوير المحافظات فالناس قد أصابهم اليأس من الوعود المستمرة من قبل المسؤولين في وزارة النقل ومن الحجج التي دائما يضعوها شماعة لعدم تنفيذ هذا الطريق أو أي مشروع تنموي مهم آخر يحتاج إلى تنفيذ وفي مختلف القطاعات. إن هذا الطريق بالنسبة لأهالي ولاية الخابورة من اهم المطالب التي ينادي بها المواطنون حاليا خاصة وأن الطرق الأخرى القديمة والمشابهة لهذا الطريق في الولايات المجاورة مثل الطريق الموجود بولاية صحم وفي السويق قد تم تنفيذها لذلك فإن المناشدة من أجل تنفيذ طريق الخابورة - الغيزين مستمرة وهذا حق مشروع لأهالي الولاية حيث يعاني الجميع من مرتادي هذا الطريق الازدحام الشديد في اغلب الأوقات خاصة وأن الطريق عبارة عن حارة واحدة وكما ذكرنا قديم جدا كذلك يمر على عدد من المؤسسات الحكومية ومراكز للشرطة وللصحة ومنطقة تجارية ومدارس ومنطقة صناعية تضم العشرات من ورش تصليح السيارات وورش النجارة والالمنيوم وقطع الغيار والمحلات التجارية والمصانع كما يمر الطريق أمام نادي الخابورة وغيرها من المواقع المهمة التي يرتادها الأهالي بشكل يومي وتزداد حركة السير والازدحام على الطريق في الأعياد والمناسبات المختلفة ناهيك أيضا عن الحفر وعن الانعطافات الخطيرة الموجودة في الطريق وعدم توفر أقل وسائل الأمان والحماية أثناء الأمطار ونزول الاودية، لذلك وبعد هذا وكل هذا وغير هذا عن الطريق تبقى صرخة اهالي الخابورة مستمرة ومدوية لعلها تجد من يسمعها ويسارع في تحريك ملف هذا الطريق ويضعه ضمن اولويات الخطة التنموية الحالية حتى يفرح المواطنون بالخبر السعيد وتتوقف معاناتهم اليومية فهل ستجد صرختهم من مجيب؟