خطوات لازدهار شركات الاتصالات العمانية في الاقتصاد الرقمي

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٨/مايو/٢٠٢٢ ٠٩:١٤ ص
خطوات لازدهار شركات الاتصالات العمانية في الاقتصاد الرقمي

بقلم : محمد البلوشي

نجح قطاع خدمات الاتصال في سلطنة عمان بتحقيق إنجازات هائلة، تمثلت في تطوير منصات يتم عبرها توفير مجموعة واسعة من الخدمات الرقمية. وتتوفر عبر السلطنة شبكات تجارية من الجيل الخامس مخصصة للمستخدمين. ومن المتوقع أن يؤدي توسيع شبكة الجيل الخامس لتشمل قطاعات الأعمال المتنوعة، إلى تسريع عملية الاستفادة من فوائد التنقل المعزز والمرونة والسلامة والموثوقية.

وتتوقع إريكسون أن يؤدي ارتفاع الطلب على حالات الاستخدام الجديدة المدعومة بإمكانيات النطاق العريض المتنقل المحسّنة، تزامناً مع ارتفاع الطلبات عبر أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة مثل عُمان، أن تتجاوز الاشتراكات بشبكة الاتصالات المتنقلة من الجيل الخامس في دول مجلس التعاون الخليجي 62 مليوناً بحلول نهاية عام 2026، وهو ما يمثل حوالي 73٪ من إجمالي الاشتراكات بخدمة الاتصالات المتنقلة. وبناء على ذلك، ستكون منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ثاني أكبر منطقة لناحية اعتماد شبكات الجيل الخامس في هذه الفترة.

وعلى الرغم من زيادة حركة الاتصال وتعاظم مرور البيانات، إثر اعتماد تقنيات الجيل الرابع والجيل الخامس، لا يزال قطاع الاتصالات يواجه تحدٍ مستمر، يتمثل في وجود فجوة على مستوى القطاع لناحية توفير الخدمات الرقمية.

لقد حان الوقت لتقوم الشركات المزودة لخدمات الاتصال في عُمان بتبني نهج التحول لاعتماد التقنيات الرقمية بسرعة مع التركيز بالدرجة الأولى على تلبية احتياجات وتوقعات الزبائن. وتحتاج هذه الشركات إلى ترقية قدراتها إلى مستويات جديدة لناحية قابلية البرمجة والوصول والمرونة، بدءاً من تحسين طريقة تفاعلها مع العملاء وصولاً إلى ضرورة أتمتة العمليات. ويتوجب على شركات الاتصال التي تخطط لمسيرتها الرقمية، اتباع خمس خطوات رئيسية: تحسين تجربة الزبائن من الأفراد والمؤسسات على نحو ملحوظ خلال عملية التحول. ويؤدي الوصول إلى مرحلة النضج على مستوى التقنيات المتطورة مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، إلى توفير مجموعة هائلة من الفرص والإمكانات لمزودي خدمات الاتصال، عبر تمكينهم من تحويل الطريقة التي يتم بها اختبار منتجاتهم وخدماتهم من قبل الزبائن ، من خلال تصميم تجارب مستخدم أكثر ثراءً وسهولة وتفاعلاً مع المسار التطوري. في هذا السياق، أصبحت إدارة وتوفير «التجارب الرقمية» عبر الأدوات والأجهزة والمواقع ضرورية لتمكين الشركات من تلبية احتياجات المستخدمين وتجاوز توقعاتهم. ضرورة تعزيز كفاءة ومرونة خدمات الاتصال على نحو هادف. يجب على شركات الاتصال في هذا الإطار، تحويل تجربة الشراء على نحو شامل، وزيادة معلومات المنتج عبر توفير بيانات مخصصة في الوقت الفعلي، لمساعدة المستخدمين على اتخاذ الخيارات الصحيحة بشكل أسرع. يتم تحديد المعايير الجديدة حالياً من قبل الجهات الرائدة في عالم الإنترنت، مثل جوجل وأمازون وفيسبوك، مع استعداد المشغلين للحاق بهذا الركب التطوري في القريب العاجل.

تحسين العلاقات التفاعلية مع المستخدمين، والتعاون معهم على النحو الأمثل. وتعتبر القنوات المتعددة وميزات الخدمة الذاتية والتخصيص من أهم المجالات التي يهتم بها المستخدمون في عالم اليوم، مع التوقع بتعاظم هذا الاتجاه مستقبلاً. يوفر النظام متعدد القنوات المسار اللازم والاستمرارية الضرورية للتفاعل عبر نقاط اتصال رقمية متعددة. وتغطي التفاعلات جميع جوانب رحلة العميل ومن ضمنها: الوعي بأهمية الخدمات والبحث عن المنتج وشراء المنتج المناسب وتوفير العناية اللازمة والتعرف على كيفية الاستخدام وإجراء عمليات الدفع ومستوى الثقة والترخيص والعودة لاعتماد الخدمات. ومن الضرورة بمكان، أن يضع نظام القنوات الشامل الجيد في الاعتبار، طبيعة وبيئة العمل مع تزويده بالذكاء والفهم اللازم مع القدرة على التحسين المستمر بما يتوافق مع سلوك المستخدم.

زيادة العائدات من الخدمات الرقمية التقليدية والجديدة. يشهد عالمنا فورة على مستوى البيانات التي ينشئها المستخدمون، وهي بمعظمها غير منظمة. وبناء على ذلك، يتوجب على الشركات العاملة في مجال الاتصال، الاستثمار في هذا الحجم الهائل من البيانات وتحويلها إلى أصول يتم استثمارها قي وقت لاحق. والجدير بالذكر، أن البيانات والإحصاءات لا تكفي وحدها لاتخاذ القرارات بإجراء التحسينات، حيث تندمج أصول البيانات وخدمات التسويق الرقمي والتجارة الرقمية معاً على نحو فائق التعقيد. التنبه لأهمية الشبكات المتطورة في معالجة تحديات الاستدامة التي يواجهها عالمنا. لا يمكن توسيع قدرات التغطية التي توفرها الشبكات وتعزيز نمو حركة مرور البيانات على حساب زيادة استخدام الطاقة. وستبقى عملية كسر منحنى الطاقة المفتاح الرئيسي في هذا الإطار. وستساهم الشبكات، باعتبارها الركيزة الأساسية لتشكيل مجتمع رقمي، في دعم جهود الحد من انبعاثات الكربون الصناعية عبر القطاعات الصناعية المتعددة. نتوقع في إريكسون أن تتطور شبكات الاتصال المتنقلة إلى بنية تحتية رقمية متنقلة جديدة مثل تقنية الجيل الخامس المستقلة، المصممة لتلبية احتياجات المستهلكين والشركات والمجتمع. ستوفر هذه الشبكات اتصالاً غير محدود بأداء فائق وموثوق لأي شخص في أي مكان وفي أي وقت كان. بالنسبة إلى عُمان، يتطلب استشراف مستقبل خدمات الاتصال، ضرورة تبني التكنولوجيات المبتكرة مع تغيير مشهد الاتصالات المتنقلة على نحو جذري، حيث ستكون شركات الاتصال بمثابة الركيزة الأساسية لتأسيس مجتمع رقمي متقدم وتلبية الاحتياجات المستقبلية للقطاعات.

عبدالله البلوشي