موسوعة أشجار المانجو بمعرض مسقط الدولي للكتاب

بلادنا الخميس ٠٢/مارس/٢٠١٧ ٢١:٥٠ م
موسوعة أشجار المانجو بمعرض مسقط الدولي للكتاب

مسقط - العمانية

يعتمد بناء الدولة العصرية على جملة من المقومات أهمها وجود قاعدة علمية تتمتع بكفاءة عالية تكفل مواجهة التحديات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتسهم في دفع وتحقيق الأهداف الإنمائية على كافة الأصعدة ، لاسيما فيما يتعلق بالقطاع الزراعي القائم على مرتكزات البحث العلمي وتطبيق نتائج البحوث العلمية وأساليب الزراعة الحديثة، حيث يأتي مشروع موسوعة أشجار المانجو /الأنبا/ للخروج بموسوعة متكاملة تحوي تفاصيل كل ما يتعلق بهذه الفاكهة، لشرح الآليات المناسبة للحفاظ على الأصناف العمانية وحمايتها من الانقراض، إضافة الى إيجاد آليات مناسبة لتسمية الأصناف العمانية ومعرفة أصولها من خلال تحاليل البصمة الوراثية. وأكد الدكتور يحيى بن خليفة الهنائي مدير إدارة التخطيط والبحوث الزراعية بشؤون البلاط السلطاني ورئيس الفريق الفني المشرف على موسوعة أشجار المانجو /الأنبا/ أن الأوامر السامية بإنشاء الموسوعة جاءت لتكون نموذجا جديدا في مجال البحث والابتكار بالسلطنة وعلى المستوى العالمي وجنبا إلى جنب لتحقيق منظومة بحثية تلبي الاحتياجات المحلية بالسلطنة تسير مع الاحتياجات المحلية بالسلطنة وتسير مع التوجهات العالمية في مجال التنمية الزراعية وفيما يخص هذه الشجرة على وجه التحديد، وذلك لارتباطها الوثيق بالعمانيين منذ العصور القديمة ولما لها من قيمة تاريخية وحضارية عريقة تتأصل في جذور التاريخ العمانية، إضافة إلى ما تحظى به هذه الشجرة من مكانة لدى كثير من شعوب العالم.. وأوضح الهنائي أن هذا المشروع يساهم في بناء قاعدة بيانات للباحثين في السلطنة ودول العالم في مجال زراعة وإنتاج المانجو وكل ما يتعلق بهذه الشجرة ودراسة كافة احتياجاتها المناخية والزراعية حول العالم. وقال إن شجرة /الأنبا/ تعتبر من المحاصيل المشهورة عالميا حيث تبلغ تجارتها في العالم قرابة 60 مليار دولار أمريكي سنويا، وهي تعتبر ثروة فعلية مقارنه بغيرها من المحاصيل والفواكه. وأوضح الدكتور يحيى بن خليفة الهنائي أن مشروع هذه الموسوعة جاء بناء على الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم /حفظه الله ورعاه/ عام 2005م حيث استغرق العمل البحثي والطباعة مدة عشر سنوات. موضحا أن شجرة المانجو هي شجرة تاريخية أصيلة تأصلت في جذور التاريخ العماني وقد أصيبت هذه الشجرة بآفات وأمراض عديدة حيث أصيبت مؤخرا بآفة فطرية قضت على قرابة 2200 ألف شجرة خلال الثلاث سنوات الأخيرة. وأضاف الهنائي أن هذا الأمر دعا إلى دراسة الموضوع وإيجاد الحلول لهذه المشكلة فأمر جلالة السلطان /حفظه الله و رعاه / بعمل موسوعة بحثية لإيجاد حلول وتحسين السلالات والأصناف الموجودة في عمان والحفاظ عليها وعلى الموروث القديم الموجود من آلاف السنين ، حيث تعتبر السلطنة من أولى الدول التي أدخلت زراعة المانجو تقريبا في القرن العاشر الميلادي ، فهي شجرة أتت من الهند وتمت زراعتها في عمان وانتشرت فيها ومن عمان تم نقل زراعتها إلى الدول العربية والإفريقية الأخرى ؛ لذا كان يجب دائما الحفاظ على هذا الموروث وتطويره. وبين أن مشروع الموسوعة يعتبر في حد ذاته مشروعا ضخما استدعى الكثير من الجهد للخروج بموسوعة متكاملة تحوي تفاصيل كل ما يتعلق بهذه الفاكهة وتشرح الآليات المناسبة للحفاظ على الأصناف العمانية وحمايتها من الانقراض. الجدير بالذكر أن بداية تنفيذ المشروع كانت بتشكيل فريق فني معني بإدارة وتنفيذ المشروع ولجنة الإدارة والاشراف إضافة الى لجنة استشارية تتضمن أعضاء من دول مختلفة للاستفادة من خبراتهم العلمية في هذا المجال إضافة إلى التعاون مع المنظمات الدولية والمؤسسات البحثية ومنها منظمة الأغذية والزراع العالمية /الفاو/ والهيئة الدولية للتنوع الأحيائي بإيطاليا للاستفادة من تجارب مختصين وأبحاثهم للتعرف على ما تم إنجازه في هذا المجال، عليه تم حصر الدول المنتجة للمانجو وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة للمشروع ، ومن الدول التي ساهمت في توفير البيانات وتنفيذ البحث (65) دولة ساهمت في الموسوعة. وتعرض الموسوعة بمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ22 بجناح شؤون البلاط السلطاني، وهي عبارة عن مجلد كبير يحوي بين دفتيه خمسة مجلدات ينفرد كل منها بأهمية خاصة وتفاصيل مختلفة مشكلة في مجملها موسوعة متكاملة، ويتحدث المجلد الأول عن زراعة المانجو في سلطنة عمان، أما المجلد الثاني فيتناول إنتاج المانجو واستخدامه، ويتناول المجلد الثالث آفات وأمراض المانجو، أما المجلد الرابع عنوانه زراعة المانجو حول العالم، والمجلد الخامس والأخير يوضح أصناف المانجو حول العالم، ويحتوي المجلد على صور واضحة مدعمة بالبيانات الدقيقة.