العمانية - الشبيبة
يُعد حصن سدح الذي يبعد عن مدينة صلالة قرابة 135 كيلومترًا أحد أهم المعالم التاريخية لولاية سدح وهو حصن دفاعي أثري بُني وسط المدينة ويتميز بالنمط العمراني العُماني التقليدي .
ويتكون الحصن الذي بني على مساحة 152 مترًا مربعًا من 3 أدوار، ويبلغ ارتفاعه حوالي 14 مترًا، ويتضمن الدور الأرضي من مجلس الوالي (البرزة) ومخزنًا للسلاح والذخيرة والسجن (المحاسبة)، أما الدور الثاني للحصن فيحتوي على جناح للعسكر وبرج لمراقبة ما يحدث في المدينة واستراحة بين الغرف.
وأكّد سعادة المنذر بن أحمد المرهون والي سدح على أن وزارة التراث والسياحة سوف تعمل على ترميم حصن سدح خلال هذا العام موضحًا إن الحصن مغلق حاليًّا بسبب الأنواء المناخية التي شهدتها الولاية خلال السنوات الماضية، وتعرضه لتأثيرات في هيكل المبنى أدت إلى إغلاقه مؤقتًا حفاظًا على سلامة الزوار.
وأضاف سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن الحصن رُمّم مرتين، الأولى في عام 1992م إلى 1994م، والثانية في عام 2013م وتم الانتهاء منه في عام 2019م بالطراز المعماري القديم ذاته.
وبين سعادته أن حصن سدح يكتسب أهميته التاريخية بسبب إشرافه على المناطق الشرقية الممتدة من بندر سدح إلى بندر حاسك وكان حلقة وصل بين تلك المناطق وصلالة في إنتاج وتصدير اللبان.
ويُمثل الحصن مركزًا لإدارة الولاية وحامية للعسكر منذ بداية القرن العشرين وحتى عام 1982م، ويشرف على تنظيم الأوضاع الاجتماعية والتجارية في تلك الناحية.
وكان حصن سدح وقد برزت شهرة في عهد السلطان تيمور بن فيصل، وشهدت المنطقة انتعاشًا تجاريًّا في سوق اللبان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي حتى منتصف القرن العشرين، وقبل ذلك لم تكن المدينة آهلة بالسكان إلا عند ازدهار تجارة اللبان وانتعاش مواردها البحرية كالصفيلح، والأسماك والشارخة إضافة إلى صناعة البخور والعطور وتجارة صمغ المر.