مسقط - عبدالله الرحبي
قالت أخصائية تغذية علاجية بدائرة التغذية بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة فتحية بنت عبدالله الراشدية لـ «الشبيبة»: إن الإفراط في تناول الطعام بالنسبة للصائمين خصوصا الطعام غير الصحي والطعام المرتفع في محتواه بالدهون المشبعة والسكر المضاف - يتعارض مع مبدأ الصيام، حيث أن عدم الالتزام بتناول كميات معتدلة من الطعام يؤدي إلى زيادة الوزن، وتفاقم الأمراض المتصلة بالسمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب والشرايين، فمثلا عند زيادة تناول المأكولات الدسمة والمعجنات والحلويات الرمضانية تكون كميات السعرات التي تدخل إلى المعدة تفوق ما تم فقده أثناء فترة الصيام عدة مرات، وبالتالي تراكم الدهون في الجسم وزيادة الوزن عند نهاية الشهر المبارك.
كما أن الإفراط في تناول الطعام غير الصحي من الممكن أن يسبب خللاً في الجهاز الهضمي أو ما يعرف بالاضطرابات الهضمية مثل الحموضة وعسر الهضم وسوء الامتصاص والارتجاع المعدي المريئي.
وقالت الراشدية: هناك مضار صحية تنتج من الافراط من تناول الطعام منها انتفاخ المعدة، وحدوث تلبك معدي ومعوي، وعسر في الهضم والشعور بالخمول والسمنة. والكسل والنعاس كما نبهت الصائمين بتجنب النوم بعد الإفطار لأنه يؤدي إلى الشعور بالكسل والخمول النوم لساعات كافية تقليل السكر المضاف والملح والدهون المشبعة والمتحولة للحد من الأمراض المزمنة مثل السكري النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم.
وتابعت أخصائية التغذية بتقديم التنبيهات حيث يجب على الصائم تقليل تكرار الوجبات وتقليل السعرات الحرارية المأخوذة والحد من استعمال الزيوت والدهون في إعداد الطعام وأيضا الحرص على أن تكون طريقة إعداد الوجبات صحية مثل الطهي بالبخار أو بالسلق أو بالشواء بدلاً من القلي، على سبيل المثال شوي السمبوسة بالفرن بدلاً من قليها.استبدال الحلويات بالفواكه الطازجة مع عدم إضافة السكر استخدام منتجات الحليب قليلة الدسم في تحضير الحلويات الرمضانية مثل: المهلبية أو الكسترد أو الحلويات الأخرى.
وعن أول ما يبدأ فيه الصائم قالت فتحية الراشدي: الصائم دائما ننصح بتناول التمر أو الرطب حيث يحتويان على سكريات سهلة الامتصاص والوصول إلى الدورة الدموية بسرعة وهذا ما يحتاجه الصائم بعد ساعات طويلة من الصيام مع الماء واللبن أو الحليب.
كما يفضل أن تكون وجبة الإفطار خفيفة وصغيرة لأن هضم الوجبة الكبيرة يستغرق وقتا طويلا مما يجعل كمية كبيرة من الدم تتجمع في الجهاز الهضمي ويسبب ذلك الخمول والكسل والنعاس، وعن كمية شرب الماء أوضحت أخصائية التغذية يجب شرب كمية كافية من الماء بما يقارب من 2.5 لتر (10 أكواب سعة 250 مل) إلى 3 لتر. وتقسيم كميات الماء على فترات منتظمة بين وجبتي الإفطار والسحور.، فمن الضروري شرب السوائل لتعويض ما يفقده الجسم أثناء ساعات النهار حيث تزيد معدلات تعرق الجسم وفقد السوائل مع ارتفاع درجات الحرارة تستطيع زيادة مدخول الماء من خلال تناول الأطعمة الغنية بالماء. فعلى سبيل المثال، تحتوي السلطة الخضراء على كثير من الخضروات الغنية بالماء مثل الخيار والطماطم. وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا لأن الكافيين قد يسبب إدرار البول. كما يمكن تناول البطيخ والشمام في وجبة السحور أو تناوله على سبيل التحلية بعد الإفطار. ونوهت في حديثها ضرورة عدم الإفراط في شرب العصائر والمشروبات السكرية والغازية وكثرة تناول الحلويات يمكن أن يسبب زيادة الوزن والسمنة التي من الممكن أن تؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع 2 وأمراض القلب.
وتطرقت الراشدية لأهم السلوكيات الغذائية الصحية التي ينصح بها تتضمن منها تعجيل الإفطار والبدء ب بضع تمرات وماء أو لبن أو حليب قليل الدسم للتغلب على الشعور بالعطش وضبط المستوى الطبيعي للسكر في الدم. البدء التدريجي في تناول الأطعمة أثناء فترة الإفطار الإفطار على مراحل لتهيئة المعدة والأمعاء: حيث يجب البدء تدريجيا مثلا بتناول شوربة أو سلطة الخضار فهي تملأ المعدة وتعطي الإحساس بالشبع، وقليلة السعرات الحرارية، كما أنها غنية بالألياف التي تقي من الإمساك وعسر الهضم، ومن ثم يتم تناول الطبق الرئيسي ومن ثم وجبة السحور. كما يجب تنظيم الوجبات عن طريق تناول كميات معتدلة في كل وجبة وعلى فترات محددة وثابتة حتى ينتظم إفراز المعدة لتحقيق هضم صحي والمحافظة على طاقة الجسم. كذلك لتجنب الإصابة بالتخمة والمحافظة على الوزن.
ودعت فتحية بنت عبدالله الراشدي بالاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن الذي يعتمد على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة من مختلف المجموعات الغذائية وبكميات معتدلة ليحصل الجسم على جميع العناصر الغذائية الأساسية من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن بالإضافة إلى الماء. هذه المجموعات الغذائية تتضمن مجموعة الخبز والحبوب الكاملة وبدائلها مثل الأرز والمعكرونة، مجموعة الخضروات مثل الخس والخيار والجزر والطماطم والجرجير، مجموعة الفواكه مثل البرتقال، الفراولة والكيوي والتمر والتفاح، مجموعة الحليب وبدائله مثل الحليب والزبادي، مجموعة اللحوم وبدائلها مثل السمك والدجاج والبيض، مجموعة البقوليات مثل الحمص والفول والعدس، هذا بالإضافة إلى شرب كمية كافية من الماء لمنع فقد السوائل.
ودعت في ختام حديثها الاهتمام بالرياضة في رمضان عن فوائد المشي مؤكدة أن المشي سيسهم في تحسين الصحة واستعادة النشاط، ويمكن جعل هذي الرياضة جزءًا من الحياة اليومية، لأنه أثناء المشي تتحرك جميع عضلات الجسم ابتداءً من عضلات القدمين وصولاً إلى عضلات الذراعين، إضافة إلى أن المشي يساهم في حرق السعرات الحرارية الزائدة والحفاظ على وزن صحي وتحسين اللياقة البدنية والوقاية من الأمراض المزمنة مثل: أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، داء السكري.