اصرف ما في الجيب أو «خبّئ قرشك الأبيض»؟

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ١٨/أبريل/٢٠٢٢ ١١:٢٨ ص
اصرف ما في الجيب أو «خبّئ قرشك الأبيض»؟

بقلم : سالم العبدلي

مقولتان متضادتان في المعنى وهما من أقوال العرب المشهورة تقول الأولى: (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) أما الثانية «خبّئ قرشك الأبيض ليومك الأسود»؟ وبين المقولة الأولى والثانية بون شاسع في التطبيق وفي القناعات وفي النتائج ولكل منهما فئة تتبناها وتؤمن بها وفي هذا المقال نحاول أن نبين الفرق بين من يعتقد بالمقولة الأولى وذلك الذي يؤمن بالمقولة الثانية.

«اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» من يعتقد ويؤمن بهذه المقولة هم فئة من الناس تبذر أموالها وتصرفها بدون تخطيط ولا تدبير ولا ترشيد في الاستهلاك فهم لا يعرفون معنى الإدخار يصرفون ما لديهم من أموال في تلك اللحظة على إعتقاد منهم بأن في المستقبل سوف تتوفر لديهم أموال أخرى فهم لايبالون ولا يعملون حسابهم لما بعد تلك اللحظة هذه الفئة أغلبهم يعتمدون على القروض في حياتهم ويعيشون متشتتين وأمورهم طيبة حسبما يعتقدون.

بينما يُردِّد البعض الآخر عبارة «خبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود» مثل هولاء يرون ضرورة التخطيط والتدبير في صرف ما لديهم من أموال يضعون أولويات وخططاً في شراء احتياجاتهم من السلع والخدمات ويديرون أموالهم بحكمة وبالتالي يهتمون بالإدخار ثم الاستثمار، وحفظ أموالهم وعدم تبذيرها لقناعتهم التامة بأنهم سوف يحتاجون إليها وقت الضرورة ، وفي مسيرة كل واحد منا يسأل نفسه سؤالاً هل أنت من فئة «اصرف ما في الجيب» أمْ من جماعة «خبي قرشك الابيض ليومك الأسود» ولماذا؟.

يعرف الإدخار على أنه « الجزء من الدخل غير المخصص للاستهلاك والذي يودع عادة في حسابات بنكية وبمعنى أخر الإدخار يقصد به تلك الأموال التي تحفظ كسيولة نقدية لأغراض الاستخدام على المدى القصير والمتوسط « أو بمعنى أخر هو» مايفيض عن الاستهلاك من دخل الانسان» وهناك سببان تدفعان الشخص إلى إدخار جزء من أمواله التي يملكها والتي تفيض عن حاجته الاساسية، وقد تكون بعض هذه الأسباب إجبارية لا يستطيع الشخص التحكم فيها وهذا ينطبق على الأشخاص ذوي الدخل المرتفع ، أو إختيارية تنبع من رغبته وإرادته الذاتية وهذا ينطبق على فئتي الدخل المتوسط والمحدود .

والإدخار يختلف عن الاستثمار حيث أن الإدخار ينمي الاستثمار فالاستثمار هو «الجزء من الدخل المستثمر على المدى الطويل. ويتعلق عامة بالأصول التي يتم تقييم مداخيلها على المدى الطويل كالأملاك العقارية والأسهم والسندات والمشاريع الاستثمارية المختلفة..والهدف من الاستثمار هو تنمية وزيادة قيمة الإدخار لتحقيق أهداف على المدى الطويل» ونقول بأنه وفي هذا الزمن العصيب لابد للواحد منا أن يرشد من انفاقه وأن يعمل حسابه للمستقبل خصوصا في ظل ارتفاع الأسعار وزيادة قائمة الرغبات والاحتياجات ، كما ينبغي الابتعاد عن التقليد الأعمى فيما يخص المشتريات فالتدبير المنزلي مهم للغاية ولابد من ايجاد توازن مالي من قبل رب الاسرة ودائما خير الأمور الوسط وينبغي أن نغرس في أبنائنا العمل بمقولة « ادخر قرشك الأبيض ليومك الأسود» وليس بمقولة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب».