مسقط - خالد عرابي
أكد خبراء في مجال السياحة والضيافة أن الحركة النشطة التي شهدتها المرافق السياحية وخاصة الفنادق في رمضان الحالي من التجمعات التي تنظمها بعض الشركات والمؤسسات وإقامة حفلات الإفطار والسحور أعطت الثقة بأن هناك شبه عودة للأنشطة والحركة السياحية لفترة من بعد جائحة كورونا (كوفيد - 19)، وأنه يمكن أن نعتبر ذلك بداية متدرجة لهذه العودة لحين العودة الكاملة لحركة السياحة لتصل إلى ما كانت عليه قبل الجائحة.
وأشار هؤلاء الخبراء إلى أنه مضي الآن أكثر من شهرين على قرار فتح الأنشطة التجارية ومنها السياحية في السلطنة وكذلك في كثير من بلدان العالم، وأن هذه القرارات انعكست أيجابا على الحركة السياحية في السلطنة. وأوضح الخبراء أنه يجب أن نؤكد على أن الجائحة فعليا لم تنته بعد وأنها ما زالت موجودة ولكن بأعداد قليلة جدا ولذا لابد من التأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تطالب بها وتفرضها اللجان المتخصصة بكورونا ووزارات الصحة وخاصة من حيث نسب الحضور وتوفير مسافات التباعد وحتى الأماكن والأوقات التي يجب فيها ارتداء الكمامات.
وقال رامي فرحات، مدير عام فندق أفاني مسقط: شهدنا خلال رمضان الجاري عودة متدرجة للقاءات وحفلات الإفطار والسحور أو تجمعات بعض الشركات والمؤسسات وحتي إقبال الأشخاص علي الحفلات التي تنظمها الفنادق والمطاعم وذلك بعكس ما حدث في العامين الماضيين حيث توقفت تلك الأنشطة تماما، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود حركة متدرجة في العودة للحياة الطبيعية وأن الناس يرغبون في ذلك وفي عودة الحياة الطبيعية لتشمل كافة الأنشطة السياحية.
وأشار فرحات إلى أنه ومنذ أن قررت اللجنة العليا لمتابعة مستجدات فيروس كورونا والجهات المسؤولة فتح حركة الأنشطة وفق ضوابط مقننة ومطالبة بإجراءات محددة حرصت المؤسسات السياحية وخاصة الفنادق على تنفيذ ذلك والالتزام بتلك الاجراءات وسارت الأمور بشكل متدرج وفي المسار الصحيح دون أية اشكاليات. كما أشار مدير عام فندق أفاني مسقط إلى أن هذه القرارات بفتح الأنشطة والتي قاربت الآن على بضعة أشهر تبشر بالخير وتعطي الطمأنينة وأن جائحة كوفيد ما هي إلا حدث عارض وسينتهي تماما يوما ما، وأن الحياة الطبيعية وحب الناس للاستمتاع بالحياة ومنها السفر والسياحة والتنقل هو الأساس وهو الذي سينتصر، كما أكد على أنه ومنذ أن تم فتح الأنشطة بهذا الشكل بنسب أعلى في دول العالم ومنها السلطنة وقد شهدت البلاد حركة نشطة على مستوى العديد من الفعاليات والأنشطة ومنها الكبيرة مثل تنظيم السلطنة لمعرض مسقط الدولي للكتاب ولمعرض النفط والغاز، ومعرض العطور وغيرها من الفعاليات التي شهدت إقبالا كبيرا، كما أننا كفنادق شهدنا إقبال لإقامة بعض الفعاليات والندوات والمناسبات الاجتماعية وجميعها تمت بالشكل المناسب ودون أية إشكالية.
وأشار فرحات إلى أن فندق أفاني مسقط شهد الفترة الماضة عودة متدرجة في الحركة السياحية ومنها الخارجية وأن نسبة الاشغالات في الفندق وصلت قبل رمضان وفي مارس الماضي إلى ما دون الخمسين بالمائة وشهدت إقبال سياح أجانب من عدة دول أجنبية مثل فرنسا وإسبانيا، ويتوقع أن تصل نسب الاشغالات في الفندق في الربع الأخير من هذا العام إلى حوالي 70 بالمائة.
وأشار إلى أن الفندق شهد أيضا إقبال على حفلات الإفطار والسحور التي ينظمها الفندق في المطعم الرئيسي وأن الإفطار والسحور متاح بشكل يومي، مؤكدا على أنه ما تم هناك حرص تام على جميع الإجراءات الاحترازية. كما أشار حرص الفندق على الاستعداد لموسم الأعراس مع اقتراب الصيف حيث يوفر قاعة كبيرة حديثة وبديكورات عصرية تتسع لنحو 550 شخص وأنها مناسبة لكل الأغراض ويمكن آن تقسم إلى قاعتين أو ثلاثة، بالإضافة إلى قاعتين للمقابلات والاجتماعات المصغرة.
نشاط إيجابي ونمو الحركة السياحية
وقال سنديب جيتلي، الرئيس التنفيذي لشركة أوبار للمنتجعات والفنادق، و مدير عام فندق جولدن توليب نزوى بأن الحركة السياحية شهدت مؤخرا وخاصة في الشهرين الماضيين وبعد إتخاذ قرار اللجنة العليا بتسهيل حركة السفر والسياحة وإلغاء ضرورة فحص البلمرة بي سي أر وغيره وكذلك فتح بعض الأنشطة بخطوات مدروسة أدت إلى نشاط إيجابي ونمو الحركة السياحية بنسبة تتراوح ما بين 70 إلى 80٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ولذا كان قرار الحكومة واللجنة العليا قرار حكيم ومهم ومدروس وهو متوافق مع حركة فتح الأنشطة في كثير من دول العالم وبعد شبه إغلاق تام بسبب جائحة وأزمة (كوفيد - 19) وأدى إلى تسهيل حركة السياحة، خاصة وأنه جاء مع آن معظم الدول حققت نسب عالية جدا من التطعيمات، وهذا القرار سهل لأنه كان الناس يخافون من السفر، وفي مارس كانت نتائج مميزة جدا وكان يمكن أن تكون في أبريل أيضا لولا دخول رمضان، ولكن قابلها أيضا حركة التجمعات ومناسبات رمضان من حفلات الإفطار والسحور وكذلك تجمعات الشركات، ولكن وخلال رمضان ما زال لدينا حجوزات دولية من الخارج حتى نهاية أبريل خاصة أن هناك البعض من فرنسا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا ما زالوا يرغبون في السفر إلى عمان قبل دخول الصيف حيث ارتفاع درجة الحرارة وبالتالي يقل السفر إلى دول الخليج، ولكن تظل عمان ذات خصوصية عالية خاصة لما تتمتع به صلالة ومحافظة ظفار عموما وكذلك الجبل الأخضر لذا تشهد صلالة إقبال سياحي كبير خاصة من دول مجلس التعاون الخليجي وأتوقع أن يكون موسم سياحي متميز في صلالة من حيث اقبال السياح الخليجين.
وأشار مدير عام فندق جولدن توليب نزوى أن الموسم السياحي في عمان يستمر حتى نهاية أبريل لأن حفلات "الاستر" تكون ما زالت حتى نهاية أبريل، ولكن بعد أبريل وفي الصيف تقل الحركة السياحية نوعا ما ثم تعود بقوة في الربع الأخير من العام أي بدءا من أكتوبر وتستمر حتى مارس من العام المقبل ونتوقع أن يكون موسم سياحي متميز جدا، خاصة وأنه خلال تلك الفترة سيكون هناك موسم كأس العالم في قطر ولذا نتوقع أن يكون هناك حركة اقبال من السياح المسافرين إلى قطر لحضور كأس العالم أن يزوروا عمان أيضا وبالتالي ينعكس ذلك على السياحة العمانية.
وأشار إلى وزارة التراث والسياحة تولي الترتيب والنظام لذلك أهمية كبيرة خاصة وأن الوزارة قامت بجهود دولية ومنها ما قامت به من حملات ترويج للسياحة العمانية في الخارج ومنها في فرنسا وخاصة باريس وعلى برج إيفل وفي منطقة الشانزليزية وبالطبع هذه الحملات الترويجية تأتي بنتائج إيجابية، كما نظمت الوزارة مؤخرا لقاء في مركز المؤتمرات والمعارض لممثلي التسويق السياحي للسلطنة في الخارج والذين يروجون للسياحة العمانية في دول مختارة منها فرنسا، الهند، الصين وغيرها ويتوقع أن نلمس نتائج ذلك في الموسم القادم بدءا من أكتوبر المقبل.
كما أشار جيتلي إلى أن وزارة السياحة تبذل جهود كبيرة منها انفاق الكثير من الأموال على مرافق البنية الأساسية، وفي توفير العديد من المرافق السياحية وبالطبع كل هذه الجهود تنعكس إيجابا على حركة الإقبال من السياحة الخارجية.
حركة في عالم الضيافة
وقال حسن محمد حسن، مدير المبيعات بفندق جولدن توليب نزوى: سعدنا جدا بما شهدنا من حركة في عالم الضيافة وخاصة الفنادق من حفلات وتجمعات وإن كانت قليلة أو ليست كما كانت في قبل فترة كورونا ولكنها تبشر بالخير وأن الأمور تسير في الاتجاه السليم واتجاه اللاعودة إلى وقف الأنشطة كما حدث خلال أوج فترة كورونا أو خلال فترة ارتفاع الحالات، وأنه يتوقع أن يستمر هذا التدرج في توسع الأنشطة وتوسع الحركة السياحية محليا وعالميا حتى نصل إلى الحركة السياحية الكاملة لما قبل جائحة كورونا وحتى نحو التحسن التام والشامل وأن تصل للأفضل لأن الحياة جلبت هكذا فالناس يحبون التنقل والسفر والترحال والاستمتاع بالحياة ومن ثم فلن يتوقف ذلك أبدا، أي نعم حدث تراجع أو حتى توقف تام للحركة السياحية خلال معظم العامين الماضيين ولكننا نعتبره طاريء وله ظروفه وهي جائحة كورونا ولكن الطبيعي هو استمرار حركة الحياة.
وأكد حسن قائلا: لكن علينا أن نتذكر جميعا أن الجائحة لم تنته تماما وأنها ما زالت موجودة حتى وإن كانت بأعداد ضئيلة، ولذا فعلينا ضرورة الاستمرار في تطبيق الإجراءات الاحترازية التي تطالب بها اللجنة العليا ووزارة الصحة، ونحن كفنادق ومؤسسات الضيافة ما زلنا مستمرين في الحرص التام على تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية سواء من حيث نسب الحضور والتواجد داخل الأماكن المغلقة، أو بالنسبة لمسافات التباعد وحتى الحرص على التعقيم وتوفير المعقمات وحتى ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة وغيرها وكل هذا الحرص يأتي من قبيل الالتزام لحين الانجلاء التام لهذه الجائحة ومن ثم العودة الطبيعية لجميع الأنشطة ومنها السياحية.