دار الأوبرا السلطانية تحفة معمارية فريدة بإمكانيات منقطعة النظير

بلادنا الاثنين ٠٢/مايو/٢٠١٦ ١٩:٣٥ م
دار الأوبرا السلطانية تحفة معمارية فريدة بإمكانيات منقطعة النظير

العمانية / تعتبر دار الأوبرا السلطانية مسقط إحدى رموز الثقافة في السلطنة وأول دار أوبرا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كما أراد لها جلالة السلطان المعظم/ حفظه الله ورعاه/ بأن تكون منارة للفنون والثقافة وأن تلعب دورًا بناءً في تعزيز الحوار بين الحضارات ونشر مبادئ الصداقة والمودة والسلام بين الشعوب. وتتميز دار الأوبرا السلطانية مسقط بجمال تصميمها المعماري وتفرده فهو يمزج بين عناصر جمالية عُمانية وإسلامية وغربية. فعند الدخول إلى مسرح دار الأوبرا السلطانية مسقط يجتذب نظرك الجمال الباهر الذي تتميز به هذه المنطقة من الدار التي تفيض ضوءًا بفن /الزواق/ في كل أوجهها الرئيسية فما أكثر العناصر التي تجتذب الإعجاب إذ نرى فن /الزواق/ على عوارض منقوشة من خشب الساج في نقش الأسقف كما نراه على الأعمدة الساندة لتلك العوارض التي تم تزيينها بنقوش بديعة.

يقول الدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس الإدارة للتعليم والتواصل المجتمعي لوكالة الأنباء العمانية : " دار الأوبرا السلطانية تنفرد عن مثيلاتها دور الأوبرا العالمية بالمرونة التامة التي تتمتع بها مرافق المسرح ففي حالة العزف مثلَا فإن الغلاف المسرحي البديل يقع في الأمام فوق منصة المسرح ويرتبط بالأسطح الجانبية للقاعة ليشكلا معًا غرفة واحدة يمكن استخدامها في فعاليات آلة الآورج أو فعاليات الأوركسترا والعروض العربية والعالمية وتكون القاعة في هذه الحالة في أقصى قدرتها الاستيعابية مستغلة كل مقاعدها الأخرى المخزنة تحت خشبة المسرح التي يمكن رفعها وخفضها " آلياً ". ويضيف الطائي أنه في حالة استخدام خشبة المسرح لأغراض الأداء المسرحي تخضع خشبة المسرح لتحول كبير حيث يتم تحريك الغلاف المسرحي المخصص للعرض الأوركسترالي الذي يبلغ وزنه /750/ طنًا على سكة حديدية لمسافة /20/ مترًا حاملًا فوقه آلة الأورج الهوائية المثبتة إلى الخلف حتى يستقر في مكان تخزينه خلف الخشبة المسرحية. ويمضي مستشار مجلس الإدارة للتعليم والتواصل المجتمعي قائلًا " يتم كذلك تحريك أسطح القاعة الكبرى المجاورة للمسرح من الجانبين بحيث يصبح شكل القاعة على هيئة هندسية كالشكل المألوف لقاعات دور الأوبرا العالمية ويتم تخفيض السقف المجاور لإطار المسرح من الأمام لإحداث تحسن مناسب لانتقال الصوت أثناء العروض".

وحول آلة الأورج التي تم نصبها في الغلاف المسرحي البديل يوضح الطائي أنه تم تشييدها من قبل إحدى الشركات العالمية الشهيرة، وهي أداة ضخمة تحتوي على ما مجموعه /4542/ أنبوباً، يتراوح حجم الأنابيب بين تلك الضخمة التي يبلغ طولها 75ر9 مترًا وتستخدم للنوتات المنخفضة، إلى تلك التي لا يزيد طولها عن 4 سم ولا يكاد يُسمع صوتها منفردة. ويشير الطائي إلى أن دار الأوبرا السلطانية مسقط تحتوي على معرض للآلات الموسيقية أهداها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم / حفظه الله ورعاه/ للدار عند افتتاحها تحت رعاية جلالته السامية في شهر أكتوبر من العام 2011م والتي تعكس أهمية الموسيقى على مر العصور من بينها آلات تعود للقرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر من مختلف دول العالم". ويؤكد الدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس الإدارة للتعليم والتواصل المجتمعي في حديثه لوكالة الأنباء العمانية أن هذه الآلات تعد فريدة من نوعها منها آلات تعليمية وآلات للنفخ وآلات وترية وهي بلا شك تعد مكسبًا للدار يعكس وجودها مدى التواصل الإنساني والثقافي بين الحضارات والشعوب في مختلف أرجاء العالم. إن البنية التكوينية لهذا الصرح، والفخامة التي يتمتع بها مبنى دار الأوبرا السلطانية مسقط، بما يتميز به من حرفة يدوية بديعة استخدمت في تزيينها، والأناقة والتصميم الداخلي الرائع إنما يجسد جمال العمران الذي بدوره يجعل من هذا الصرح الشامخ بأبهته، شاهدًا على مراحل الحضارة العمرانية التي شهدتها السلطنة.