بقلم : عيسى المسعودي
من الأمور التي أصبحت تشغل تفكيرنا وحيزاً كبيراً من اهتمامنا ومناقشاتنا اليومية مسألة سلامة الغذاء وأهمية تعزيز وتفعيل الرقابة الصحية على الأسواق ليس فقط فيما يتعلق بالغذاء وأنما في كل مانشتريه من السوق سواءأدوية أو قطع غيار أو غيرها من المستلزمات الضرورية والسلع والمنتجات المختلفة ولكن بلاشك سلامة الغذاء يتصدر المشهد فهو من الأساسيات التي تواجه العاملين في مجال الأغذية ولها أهمية كبرى في الحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع ، فنحن بطبيعتنا نثق وبشكل كبير في المؤسسات الحكومية المعنية عن هذا المجال بأنها تقوم بواجبها في مسألة الرقابة والتفتيش على المطاعم والمقاهي والمحلات والمراكز الغذائية وعلى الصيدليات وغيرها من المحلات والمراكز التجارية حتى يثبت العكس ، ولكن مع الأيام هذه الثقة بدأت تتراجع مع وجود العديد من الظواهر السلبية التي نتابعها بين فترة وأخرى ونشر الأخبار التي تصدر من المؤسسات المعنية نفسها حول سلامة بعض المنتجات الغذائية والطبية على سبيل المثال ونشر النتائج التي تصدر من حماية المستهلك وغيرها من المؤسسات الصحية والرقابية مما يجعلنا نقلل كثيراً ونشك في صحة وسلامة المنتجات الموجودة في السوق ومدى مطابقتها للشروط الصحية والغذائية والمعايير الدولية فاليوم أصبحنا عندما نذهب إلى أي مطعم او مقهى في ولاية او حتى في العاصمة مسقط ينتابني الشك من سلامة الأكل المقدم لنا والبيئة الصحية الموجودة في هذه الأماكن ومدى التزام العاملين فيها بالشروط الصحية لذلك نؤكد على حقيقة مهمة واساسية وهي أن الرقابة ضرورية وخاصة الرقابة الصحية. قبل أيام ذهبت للتسوق في أحد محلات الفواكه والخضروات لشراء بعض الأغراض مثل العنب والمانجو والبرتقال والطماطم والفلفل الاخضر والباذنجان وغيرها من المنتجات ولكن للأسف وجدت بعضاً منها غير صالح للاستخدام الآدمي ويجب اتلافها وعدم عرضها في المحل وعندما سألت العامل الموجود عن مدى جودة وسلامة هذه الفواكه والخضروات حاول في البداية اقناعي بانها لاتزال جيدة واقترح تخفيض السعر حتى اشتري وعندما رفضت قال لي وبكل بساطة « مامشكلة اذا لم يشتريها أحد سأقوم بإرسالها إلى المطعم أو محل تجهيز العصائر القريب من محل الفواكه حيث أن اغلب محلات الفواكه تقوم بهذا التصرف في المنتجات التي على وشك الانتهاء أو غير جيدة « مما يعني أنه وللأسف الشديد كثير من المحلات في مختلف محافظات السلطنة تقوم بمثل هذه التصرفات وتعتمد على هذا الأسلوب حتى تكسب بعض الأموال ولاتخسر غذا قامت باتلاف هذه المنتجات رغم أنهم الجميع يدرك خطورة هذه التصرفات سواء محلات الفواكه والخضروات أو المطاعم ومحلات العصائر لأن المستهلك عندما سيذهب لطلب وشراء العصائر الطازجة من المحل لن يستطيع التأكد من جودة الفواكه المستخدمة خاصة مع الإضافات التي يقوم بها العامل ليكون العصير أو المنتج جيداً وطازجاً (حسب كلامهم) ونفس الشيء بالنسبة للمطاعم ويمكن أن نقيس ذلك على كل المحلات والمقاهي والمطاعم المنتشرة في السلطنة والتي تقوم بمثل هذه التصرفات البعيدة عن المراقبة وعن الأخلاق والأحساس والعمل بضمير مما يؤكد مجدداً أهمية الرقابة الصحية والتفتيش المستمر على هذه المحلات وتشديد المحاسبة والعقاب فهذه الأمور مهمة وخطيرة جداً وتدخل في صحة وسلامة الناس وسلامة الغذاء التي تقدمه هذه المحلات في السوق. طبعاً هذا المثال أو الموقف الذي ذكرته يعد نقطة في بحر حيث مايحدث في السوق خاصة في المطاعم والمقاهي ومحلات بيع المواد الغذائية وغيرها من المحلات من تجاوزات وغش تجاري وبيع غذاء فاسد أو منتهية صلاحيته وتلاعب في الأسعار وغيرها من الأمور التي تدخل في هذا الموضوع تعد كارثة وقضية تحتاج إلى وقفة جادة من قبل المؤسسات المعنية للحد من هذه التجاوزات والتصدي لها بحزم حيث وللأسف الشديد أصبحنا بشكل يومي نتابع عبر وسائل الإعلام المختلفة ومن تصريحات وبيانات رسمية عن نتائج حملات التفتيش التي تقوم بها الجهات المعنية والتي تشير إلى وجود مخالفات جسيمة ومتكررة وغيرها من المخالفات التي قد لاتصل إلى المؤسسات الرقابية أو لايتم الإبلاغ عنها لذلك ولأهمية سلامة الغذاء بالنسبة لنا جميعاً وضبط السوق من خلال تعزيز بيئة العمل في هذه الأماكن وإعادة ثقة المستهلكين في كل مايقدم ويعرض في اسواقنا فانه يجب تكثيف الحملات التفتيشية وخاصة من قبل البلديات المنتشرة في الولايات وتحديداً أقسام التفتيش وصحة وسلامة الغذاء وذلك بشكل مستمر وفي كل الأوقات والظروف وفي الوقت نفسه تغليظ العقوبات ومحاسبة من يقوم بهذه الأخطاء والتجاوزات والإعلان عنها كذلك على المؤسسات الرقابية الأهتمام ومتابعة موضوع الخدمات المقدمة عبر خدمة التوصيل إلى المنازل فهذه الخدمة أصبحت منتشرة وبشكل كبير في هذه الأوقات وخاصة بعد جائحة كورونا وللأسف أن كل مايقدم لايتم معرفة مصدره بالتحديد ولايعرف البيئة الصحية التي تم إعداد الأكلات فيه والجميع من مبدأ الثقة وفرضية وجود المراقبة والمتابعة يطلب عبر هذه الخدمة مما يعني خطورة كبيرة أخرى في هذا الخصوص ومن هنا نؤكد مجدداً على أهمية تكثيف حملات التفتيش والمراقبة فسلامة وصحة الناس مسؤولية كبرى ويجب على المؤسسات المعنية أخذ هذا الموضوع بجدية تامة والعمل بضمير وحزم للتصدي والحد من انتشار هذه المخالفات الجسيمة ، كذلك على المواطن والمقيم دور مهم في هذا الجانب فهو شريك أساسي في انجاح تحقيق الرقابة الصحية من خلال الإبلاغ عن هذه المخالفات والتعاون مع المؤسسات المعنية وذلك بهدف التصدي لكل المظاهر السلبية التي تحدث في اسواقنا حتى تعود ثقة المستهلك بالمنتجات والسلع وكل مايتم تقديمه في السوق.