مسقط - الشبيبة
ما زالت الجهود متواصلة لإعادة جثث أربع عشرة ضحية من ضحايا الانهيار الصخري الذي وقع يوم 27 مارس إلى بلدانهم ، حيث تبذل الشركة التي وظفتهم وكذلك سفارات الدول التي ينتمون إليها كل الجهود الممكنة.
من بين ضحايا الانهيار الصخري الذي وقع في عبري بمحافظة الظاهرة كان هناك أحد عشر شخصا من الجنسية الباكستانية وثلاثة أشخاص من الجنسية الهندية، وكان الضحايا الأربعة عشرة من بين خمسة وخمسين عاملا يعملون في محجر للرخام تديره الشركة العالمية للرخام في منطقة العارض في عبري.
وقال حسين الكلباني، مدير عام الشركة العالمية للرخام: «سنغطي جميع تكاليف المصابين، كما تحملنا كذلك جميع النفقات المالية لنقل الجثامين إلى ذويهم في الخارج، ونخطط لتعويض أسر المتوفين، وستتخذ الشركة قرارا في وقت قريب في هذا الشأن».
من جانبه قال سعادة محمد عمران علي شودري، سفير جمهورية باكستان في سلطنة عمان: «من بين الإحدى عشرة جثمان هي لمواطنين باكستانيين التي تم انتشالها من قبل السلطات، تم بالفعل إعادة ستة منهم إلى الوطن مع أسر الضحايا، ولكن الخمسة الباقين مازالوا في مرحلة الإعادة إلى الوطن».
وقد تم إرسال اثنين من المسؤولين بالسفارة الباكستانية في مسقط إلى عبري لحظة الإبلاغ بالحادث. وقد أصيب مواطن باكستاني آخر وهو يخضع للعلاج حاليا. وبحسب السفير، فإن أكثر من 140 عاملا باكستانيا يعملون في محجر الرخام، بعضهم يعمل لدى الشركة على مدى السنوات العشرين الفائتة.
وقال مسؤول من سفارة الهند في مسقط: « قمنا بإصدار شهادة عدم ممانعة حتى يتسنى إعادة جثامين الهنود الثلاثة إلى الوطن، حيث كانوا قد وصلوا إلى مسقط يوم الثلاثاء. ويتعاون مسؤولونا بشكل كامل مع الجهات الحكومية ومندوبي الشركة لتقديم أي مساعدة مطلوبة. ولدينا عاملين في المجال الاجتماعي في عبري، وقد تم إرسالهم إلى موقع الحادث لحظة معرفتنا به».
ولم تدخر الجهات المعنية وسعا عندما علمت بهذا الحادث، حيث قامت بنشر المعدات الثقيلة والكاميرات المتطورة والكلاب البوليسية لعمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى وجود خبراء جيولوجيين قدموا الدعم الفني الذي ساعد على انتشال الجثث.
بعد إبلاغه بخبر الانهيار الصخري يوم السبت 26 مارس، قام حسين الكلباني مدير عام الشركة العالمية للرخام إلى موقع الحادث، وعند وصوله رأى الكثير من الأنقاض وسحبا كثيفة من الغبار، واقترب من أحد العمال ليسأله عما إذا كان أي من الأشخاص الموجودين في الموقع مصابا.
يقول الكلباني: «قال لي: نعم، هناك الكثير من الجرحى والمفقودين. فهرعت نحو موقع الحادث لإلقاء نظرة فاحصة بنفسي ولأرى إن كان بإمكاني المساعدة، لكن المنظر كان سيئا للغاية لأن الأنقاض والصخور الكبيرة جعلت من الصعب للغاية الوصول إلى الذين كانوا محاصرين تحتها.»
بعد التأكد من نقل الجرحى إلى المستشفى، تم إجراء نداء استغاثة إلى هيئة الدفاع المدني والإسعاف حوالي منتصف الليل، وظل مسؤولو الشركة مع أفراد الطوارئ طوال عملية الإنقاذ ووضعوا تحت تصرفهم جميع الآلات والمعدات الثقيلة التي تمتلكها الشركة في حال احتاجتها فرق الإنقاذ لإخراج العمال من تحت الصخور.
وعلى الرغم من وصول فرق الإنقاذ إلى الموقع كان من الواضح تماما أن الانهيار الصخري لم يتوقف تماما، حيث استمرت الصخور في السقوط من أعلى لمدة بعد ذلك مما أعاق جهود الإنقاذ واستخراج الضحايا. ونظرا لحجم ومدى الانهيار، قامت فرق هيئة الدفاع المدني والإسعاف بإنشاء مركز عمليات أمامي في الموقع للتعامل وتنسيق العمل بشكل أفضل.
قال الكلباني: «بقينا في موقع الحادث منذ الساعات الأولى للانهيار وحتى انتشال آخر جثة من تحت الأنقاض. لم نبتعد كثيرا عن الموقع لأننا لم نتوقف أبدا عن البحث عن ناجين تحت الأنقاض، وهذا تطلب جهودا متواصلة منا جميعا.» وأضاف: «ونظرا لحدوث انزلاقات صخرية لاحقة على فترات منتظمة لم نتمكن من العمل بشكل أسرع للبحث عن ناجين. وقد كانت الصخور أيضا كبيرة جدا وصلبة لذلك كان من الصعب جدا تفكيكها ونقلها. كان الوقت ينفد، ومع مرور كل دقيقة كان الأمل في العثور على ناجين يتلاشى شيئا فشيئا. وقد تواصل العمل دون انقطاع وعندما كنا ننقل أحد المفقودين بعد العثور عليه ميتا كان ينتابني الشعور بحزن شديد عليهم». فور وصول فرق هيئة الدفاع المدني والإسعاف تم العثور على ستة من الذين ماتوا في الحادث، ثم بعد ذلك قاموا بانتشال ثمانية أشخاص آخرين من تحت الأنقاض وتم الإعلان عن وفاتهم بمجرد انتشالهم، وتم نقل خمسة آخرين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم من إصاباتهم. واضاف حسين الكلباني إن الشركة تنشر ضباط الأمن والسلامة في جميع مواقعها، وعلاوة على ذلك تعمل الشركة العالمية للرخام وفقا لمعايير الأمن والسلامة الموضوعة مسبقا، والشركة حاصلة على شهادات أيزو للجودة والبيئة، وهي تابعة للمعهد الأمريكي للرخام الذي يعتبر من أكبر المعاهد العالمية لشركات الرخام في العالم. وأضاف الكلباني: «نحن نعمل وفقا لمعايير عالية جدا في مجال الأمن والسلامة». لقد استغرق الأمر من أفراد هيئة الدفاع المدني والإسعاف سبعة أيام لإخراج جميع الضحايا المحاصرين تحت الأنقاض بالاستعانة بالكثير من فرق البحث والإنقاذ وكذلك الكلاب البوليسية ومعدات متطورة مثل التصوير الحراري لتحديد موقع الجثث.