كتاب من زنجبار إلى دار السلام .. وشائج قربى ومكوِّن ثقافي مشترك

مزاج الاثنين ٠٢/مايو/٢٠١٦ ١٧:٣٦ م
كتاب من زنجبار إلى دار السلام .. وشائج قربى ومكوِّن ثقافي مشترك

العمانية / من بين الدراسات التي صدرت عن مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة، كتاب "من زنجبار إلى دار السلام .. وشائج قربى ومكوِّن ثقافي مشترك"، لسعود بن علي الحارثي، ومراجعة محمد بن سالم الحارثي، إبان رحلة قام بها الكاتب إلى زنجبار مع مجموعة من المسؤولين العمانيين، الكتاب لا ينتمي إلى أدب الرحلات، إنما يسلط الضوء على العلاقة العمانية الشرق إفريقية في كتب المؤرخين والباحثين، ويتناول الرسائل التي كان يتبادلها المهاجرون إلى زنجبار مع أهاليهم وأحبتهم، وأثرها في ربطهم ببعضهم البعض، باعتبارها وسيلة أساسية للتواصل، ثم يتحدث عن سبب استيطان بعض العمانيين مناطق شرق افريقيا، ويختتم بتقديم مجموعة من الصور الضوئية، تقدم مشاهد من زنجبار والآثار العمانية في مدن الساحل الأفريقي.

يقول المؤلف في تقديمه للكتاب: سؤال مباغت وسريع طرحه أخ عزيز عن مدى استعدادي لمرافقته إلى جزيرة زنجبار، مع عدد من الزملاء، ورفع من مستوى الإثارة والرغبة الكامنة في زيارة هذه الجزيرة، التي أخذت حيزا واسعا في صفحات تاريخنا العماني، بدأ منذ قرون طويلة وما زال، وكانت في فترة من الفترات عاصمة للإمبراطورية العمانية، نشطت لحظتها الذاكرة فعرضت عشرات الصور والمشاهد والمواقف والقصص عن العلاقات العمانية الشرق أفريقية التي تواصلت على مدى تلك القرون من الزمن.. الخ. في فصل يتحدث عن العلاقة العمانية الشرق افريقية في كتب المؤرخين والباحثين، سلط المؤلف الضوء على مجموعة من الكتب التي تناولت هذا الجانب، من بينها كتاب "جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار" لسعيد بن علي المغيري، وكتاب "الهجرات العمانية إلى شرق افريقيا بين القرنين الأول والسابع الهجريين" لسعيد بن سالم النعماني، و"زنجبار تاريخها وشعبها" لوليام هارولد انغرامز، و"زنجبار شخصيات وأحداث (1828 - 1972)"، لناصر بن عبدالله الريامي، و"الصحافة العمانية المهاجرة: صحيفة الفلق وشخصياتها (الشيخ هاشل بن راشد المسكري.. نموذجا)" لمحسن الكندي، وأخيرا البرامج المتلفزة التي قدمها الإذاعي محمد المرجبي. وفي هذه الكتب مادة وفيرة تتحدث عن هذه العلاقات بين عمان وشرق افريقيا، وما نتج عنها من نصوص أدبية ومؤلفات ووثائق وخرجت شخصيات لعبت دورا كبيرا في بناء هذه العلاقة.

وتناول المؤلف الرسائل الخطية باعتبارها أداة أساسية للتواصل، إذ تمثل وسيلة تواصل بين الأسر والقبائل والأحبة والأصدقاء، وأبرز أهميتها وما تعكسه من قراءة لنمط الحياة والثقافة السائدة آنذاك، والعلاقة الحميمة بين شطري الدولة العمانية، وتقديمها للنهضة العلمية والتجارية، والازدهار الذي عاشه العمانيون في زنجبار في تلك الفترة، من بينها ظهور شبكات الكهرباء والماء المتطورة، والمطابع التي خرجت مجموعة كبيرة من الكتب والمؤلفات، وكذلك ازدهار النهضة الإعلامية، وبرزت في صدور مجموعة من الصحف، إلى جانب ذلك عاش العمانيون في ثراء مادي كبير. وفيما يشبه أدب الرحلات يخصص سعود الحارثي في كتابه فصلا سرديا لوصف هذه الرحلة، أورد فيه مشاهدات عنها، ودعا المؤلف في الملاحظات التي خلص فيها إلى ضرورة إعداد موسوعة شاملة ومتكاملة عن التأثير والعلاقات والوجود العماني في شرق افريقيا.

كما أكد على وجود آثار ومعالم ومخطوطات وأبنية وحارات قديمة بناها العمانيون في مدن الساحل الافريقي، منها ما هو معروف ومنها ما هو مغيَّب، وجمع هذه الآثار والمعالم والمحفوظات، وتسجيلها أو تصويرها وحفظها، باعتبارها جزءا مهمّا من الذاكرة والثقافة والتاريخ العماني. كما دعا إلى حفظ التاريخ العماني في هذه المدن، والتعريف بتاريخ العمانيين وأمجادهم الحضارية وسجلهم الحافل بالإنجازات وهي أمانة كبيرة ومسؤولية جسيمة تتطلب من الجهات المختصة حفظ وكتابة التاريخ ورعايته. وفي نهاية الكتاب ألحق المؤلف 34 وثيقة خطية، تمثل نماذج للمراسلات الرسمية والعامة، وتكشف جانبا من حياة وأدب وثقافة العمانيين، كما نشر صورا ضوئية لشخصيات رسمية وعلمية عاشت في زنجبار، وحفل الكتاب أيضا بمشاهد ضوئية من زنجبار الحديثة.