العمانية/ تتناول رواية "بائعة الحمام" للكاتب السعودي سعود بن سعد، موضوع الزواج غير المعترَف به اجتماعيا، وما يمكن أن يجرّه من ويلات سواء على الرجل أو المرأة أو الأطفال الذين يكونون ثمرة لهذا الزواج. جاءت الرواية الصادرة عن دار وجوه للنشر والتوزيع مؤخراً، غير بعيدة عن اهتمامات بن سعد وكتاباته في علم النفس والسلوك الإنساني، حيث صدر له في هذا المجال ثلاثة كتب: "البيت المفقود"، و"النظرة القاصرة"، و"زوبعة في فنجان". تدور أحداث الرواية حول قصة الفتاة "هدى" التي تُنجَب لأمٍّ وأبٍ ارتبطا بعقد زواج عرْفي.
بعد مضي أشهر من الزواج يترك الأب البيت ويغادر من غير رجعة، فتولد "هدى" لتعاني من يُتْمَين؛ يُتْم الأب الغائب، ويُتْم المجتمع الذي ينظر لها دوما بريبة وجفاء، وبعدما تموت والدتها تبدأ "هدى" رحلة البحث عن والدها من أجل انتزاع اعترافه بوجودها، والوصول إلى إجابات عن الأسئلة التي تدور في ذهنها حول هويتها ومَن تكون. ومثلما تبحث "هدى" عن والدها، يبحث هو عنها أيضا بعد أن عرف بوجودها، لكنه لا يهتدي إليها، وإنما يهتدي إلى روايتها "بائعة الحمام" التي سجلت فيها جزءا من معاناتها..
وفي النهاية، يتم اللقاء بين "هدى" ووالدها، ولكنه ليس لقاءً حقيقيا أو شخصيا، إنما هو لقاء عبر الورق؛ مذكّراته وروايتها، وهي نهاية مدروسة لأن العلاقة التي تربطهما في الأصل لم تكن سليمة. انطوت الرواية الفائزة بالمركز الثالث في مسابقة الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز (2016)، على العديد من تقنيات السرد، من مثل الاسترجاعات والاستباقات الزمنية، والتذكر والأحلام والمذكرات الشخصية، وسُكبت جميعها في قالب من الروي متعدد المستويات؛ الكاتب الذي يكتب الرواية، والراوي كلي العلم المطّلع على الأحداث، والبطلة الراوية التي تكتب رواية داخل الرواية، وزمن التلقي الموازي لزمن الكتابة. /العمانية/ ع خ