مسقط - الشبيبة
"الكتاب الجيد يحرر الإنسانَ الذي يقرأه، أما التلفزيون الجيد فيعتقل الإنسان الذي يشاهده"، تلك المقولة التي قالها المفكر المصري الراحل مصطفى محمود، ثبتت صحتها ودقتها خاصة في شهر رمضان؛ حيث إن الشهر الفضيل على الرغم من كونه شهر عبادة وطاعة أصبح فيه التلفزيون أكثر ما يشغل المواطنين العرب.
الأعمال الدرامية والبرامج التثقيفية والاجتماعية وبرامج الكوميديا والمقالب وغيرها عديد من المواضيع تطرحها القنوات العربية، لكن دائماً ما تذهب نسبة المشاهدة الأعلىه إلى المواد التلفزيونية التي تنال نصيباً أكبر من التخصيصات المالية ، حسب "الخليج أونلاين".
فالمسلسلات التي يشارك فيها نجوم الصف الأول تكلف مبالغ ضخمة، خاصةً تلك التي يكون بطلها الفنان الكبير عادل إمام أو الفنان الشاب محمد رمضان.
وعليه تكون للأعمال التي تنتجها المحطات التلفزيونية الكبيرة نصيب الأسد في المشاهدات، وتبرز هنا قناة "إم بي سي".
وفي أول يوم من أيام رمضان المبارك انطلق الماراثون الدرامي الرمضاني 2022، وتتنافس فيه مسلسلات عربية على تحقيق أعلى نسبة مشاهدة.
وفق ما تشير إليه ملخصات هذه المسلسلات تتنوع مواضيعها بين الدراما والحب والجريمة والفساد والطلاق والتراث والتاريخ وحقوق المرأة والتعليم وغيرها من القضايا.
ويشارك في هذه الأعمال وجوه فنية رجالية ونسائية لها جمهور واسع، وفي بعض المسلسلات يشارك عدة ممثلين وممثلات من الصف الأول، وهو ما يثري العمل الفني ويزيد من نسبة مشاهداته.
وأكثر الأعمال التي تنال نسب مشاهدة أعلى هي الأعمال المصرية والخليجية والسورية، وقد بلغ عدد الأعمال المصرية لهذا الموسم قرابة 38 عملاً درامياً وكوميدياً، بينما الخليجية قرابة 18 والسورية قرابة 19، وجميعها تعرض في شهر رمضان بين 15 حلقة و30 حلقة.
ومن أبرز الأعمال في هذا الموسم: مسلسل "حارة القبة 2"، وهو مسلسل سوري تدور أحداثه حول عائلة "أبو العز" الذي يعيش في حارة شامية قديمة، وهو من بطولة عباس النوري وشكران مرتجى وغيرهما.
ومن بين الأعمال السورية أيضاً يبرز مسلسل "مع وقف التنفيذ" وتدور أحداثه في إطار درامي، حيث يصور حارة من الحارات السورية يعود أهلها بعد التهجير بسبب الحرب، وهو من بطولة عباس النوري، وسلاف فواخرجي، وغسان مسعود، وصباح الجزائري، وصفاء سلطان، وشكران مرتجي، ويامن الحجلي وغيرهم.
من أبرز الأعمال المصرية مسلسل "توبة" الذي تدور أحداثه في منطقة شعبية مصرية عتيقة بمحافظة بورسعيد، وهو من بطولة النجم عمرو سعد، ومجموعة كبيرة من النجوم، أبرزهم أسماء أبو اليزيد، وماجد المصري، وصبا مبارك.
كذلك مسلسل "راجعين يا هوى"، وهو عمل مهم من بطولة خالد النبوي، ونور، وأحمد بدير، وهنا شيحة، ووفاء عامر، وأنوشكا، وآخرين، من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد سلامة.
محمد رمضان حاضر وبقوة في السباق الرمضاني من خلال مسلسل "المشوار" ويشاركه فيه دينا الشربيني، وإياد نصار، وأحمد مجدي، وبيومي فؤاد، وعمرو عبد الجليل، وصبري فواز، وأحمد كمال، وصبري عبد المنعم
مجموعة من نجوم مصر يشاركون في مسلسل "الاختيار 3" هم: كريم عبد العزيز، وأحمد عز، وأحمد السقا. ويتوقع عدد كبير من النقاد أن يحتل العمل الصدارة بين مسلسلات رمضان 2022 المصرية.
النجمات يسرا وغادة عادل ومي كساب يشاركن في مسلسل "أحلام سعيدة"، فيما يشترك كل من مصطفى شعبان ولبلبة وصلاح عبد الله في بطولة مسلسل "دايماً عامر"، وتدور الأحداث في قالب كوميدي اجتماعي داخل مدرسة.
من أبرز مسلسلات الخليج سيكون "من شارع الهرم إلى"، ويأتي في إطار درامي اجتماعي مثير للجدل. يشارك فيه نخبة من الفنانين، منهم: عبد المحسن القفاص، وهدى حسين، ومرام البلوشي، وخالد البريكي، وأحمد إيراج وآخرون.
ويجسد الفنانون حياة الفهد، وهبة الحسين، وبشار الشطي، وحمد العماني، وحسن البلام، وعلي السبع بطولة مسلسل "سنوات الجريش" الذي يتناول أحداثاً واقعية حدثت بالفعل في دول الخليج العربي خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي.
المقالب ورمضان
على مدى سنوات طويلة كانت المقالب واحدة من أهم البرامج التي تعدها المحطات التلفزيونية، وشارك في هذه الأعمال نسبة كبيرة من الممثلين والمشاهير سواء كانوا يديرون هذه المقالب أو ضحاياها.
لكن يتضح أن رامز جلال حقق ما لم يستطع أن يحققه مقدمو هذا النوع من البرامج سابقاً.
لقد تمكن رامز جلال أن يكون هو نجم برامج المقالب في شهر رمضان بلا منازع خلال السنوات الست الماضية، بسبب قدرته الهائلة على مفاجأة المشاهدين في كل سنة بأفكار جديدة ومتطورة، إضافة إلى أن مقالبه مدعومة بشكل كبير ونفذت في عديد من الدول.
وأخذت الهيئة العامة للترفيه السعودية تدعم برنامج رامز، وفي الموسم الحالي يتضح حجم الدعم الكبير الذي تلقاه برنامج رامز في الموسم السادس، والذي يشاركه فيه النجم العالمي فاندام.
برامج إنسانية
المسلسلات في شهر رمضان تنال انتقاداً من كثيرين، لا سيما أن بعضهم يرى أن عدداً من المسلسلات لا تراعي حرمة الشهر الفضيل وتعرض مشاهد خادشة للحياء.
أيضاً نالت مقالب رامز جلال انتقادات عديدة؛ لكونها تحمل في داخلها الخوف والرعب للضيوف، وتعرّض حياتهم للمخاطر، ومنذ انطلاق أول نسخة منها لقيت تضارباً بالآراء بين مؤيد ورافض لاستمرارها.
وسط كم هائل من برامج المقالب والمسابقات والبرامج المختلفة التي تعج بها الشاشات العربية، لمع برنامج "الصدمة" الذي تعرضه فضائية "إم بي سي" خلال شهر رمضان ليعطي انطباعاً جديداً، ويعزز ثقة المواطن العربي بإمكانية تقديم برامج هادفة، خصوصاً أنه جاء في شهر كريم، يرى كثيرون أن أضرار ما يعرض فيه من برامج أكبر من نفعها.
برنامج الصدمة، الذي يعد ضمن برامج المقالب أيضاً، جاء ليقدم شكلاً جديداً من هذه المقالب التي تعزز الإنسانية وتدفع باتجاه الانحياز إلى الحق والخير، وتعزز ثقة المواطن العربي بنفسه وبمن حوله من أفراد المجتمع.
جاء "الصدمة" ليحيي مظاهر اجتماعية وإنسانية أوشكت الرأسمالية على التهامها؛ من قبيل مساعدة الضعيف ومساندة المغلوب والعطف على الفقير وإعطاء المحتاج، بل إن البرنامج أكد في واحدة من أهم حلقاته أن الطائفية ليست متجذرة في نفوس الشعوب بقدر ما هي راسخة في أحاديث الساسة ورجال الدين.
أربع دول عربية هي مصر ولبنان والعراق والسعودية، اختيرت مسرحاً لاختبار رد فعل مواطنيها على مواقف إنسانية واجتماعية تتطلب وقفة حاسمة مع النفس ومع الآخرين، يعرضها البرنامج الذي يقدمه أشخاص مشهورون من مختلف البلدان العربية الأربعة.
ومع هذا الكم الهائل من البرامج والمسلسلات يبقى المشاهد العربي هو صاحب الاختيار، وصاحب القول الفصل في اختيار الأفضل بين كل ما يعرض على شاشات التلفزيون في شهر رمضان الفضيل.