بقلم : عيسى المسعودي
بدأت بعض المؤسسات والجهات الحكومية خلال الفترة الفائتة تنظيم عدد من الجلسات واللقاءات المفتوحة مع الشباب من بينها اللقاءات المتواصلة حالياً في بعض المحافظات وأيضا القاءات التي تجمع مجموعة من الشباب بالمسؤولين في المؤسسات الحكومية والتي تم بثها في التلفزيون العماني كمبادرة من وزارة الإعلام وذلك لتعزيز التواصل مع هذه الفئة المهمة من المجتمع بهدف الاستماع إلى أرائهم ومقترحاتهم في مختلف المواضيع المطروحة وأيضا معرفة متطلباتهم وتوجهاتهم في المرحلة المقبلة حيث تاتي هذه اللقاءات تنفيذاً للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظهم - حفظه الله ورعاه - والذي أكد في أكثر من خطاب ولقاء على أهمية تعزيز التواصل مع فئة الشباب وتعريفهم بكل المستجدات والتطورات والتحديات وفي نفس الوقت الاستماع إلى أرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم في مختلف المجالات والقطاعات ولاشك أن هذه اللقاءات تمثل فرصة كبيرة للطرفين سواء للشباب أو للمؤسسات الحكومية فهذا النهج السامي في النهضة المتجددة يعطي الفرصة للجميع للمشاركة والتفاعل بهدف الاستفادة من كل الأفكار والمقترحات التي يتم طرحها ولعل من الأمور المهمة في هذه اللقاءات أيضا تعريف فئة الشباب بالتوجهات وبالدور الذي تقوم به المؤسسات الحكومية لتطوير مختلف القطاعات وكيفية مواجهة التحديات المختلفة ومعرفة متطلبات الشباب فهذه اللقاءات من المبادرات المهمة التي يجب أن تستمر وتتواصل بطرق مختلفة وضمان المشاركة الفعالة التي تحقق النتائج والأهداف المرجوة.
هذه المبادرة وكما قلنا تشكل فرصة للجميع لاستثمارها وبالشكل الصحيح وأن لاتكون مجرد لقاءات شكلية وإعلامية لايتم الاستفادة منها حيث يجب أن تكون هناك إرادة ورغبة صادقة خاصة من المسؤولين للأخذ بكل مايتم طرحه ودراسته وإمكانية تنفيذة أو العمل على تحويل المقترحات والأفكار إلى المؤسسات المعنية بحيث يتم متابعتها بهدف تحقيق النتائج والأهداف المرجوة فنجاح هذه المبادرة مرتبط وبشكل كبير بالنتائج وبدور كل طرف ومدى حرصة على نجاحها فمثلا على الشباب دور كبير في الحرص أولا على المشاركة والمبادرة في الحضور والتفاعل الإيجابي بحيث يتم طرح كل الأفكار والمقترحات بكل شفافية وأن يطرحوا متطلباتهم الأساسية وأولويات المرحلة الحالية والمستقبلية سواء على سبيل المثال توفير فرص العمل وتشجيع العمل الحر و توفير الفرص التعليمية وتطوير العملية التدريسية والاحتياجات الثقافية والرياضية ومعرفة مقترحاتهم في الخدمات التي تقدمها المؤسسات الحكومية وكيفية تطويرها وطرح الحلول لبعض الأمور المهمة التي تخص المجتمع الذي يعيشون فيه سواء على مستوى المنطقة أو الولاية أو المحافظة بشكل عام وابداء الرأي في خطط الحكومة وطرح بعض المقترحات التي تساهم في تعزيز ونجاح رؤية عمان 2040 فدور الشباب مهم في المرحلة المقبلة والاستماع إلى أرائهم ومقترحاتهم تعد فرصة كبيرة أمام المسؤولين ومن أولويات النهضة المتجددة التي أكد عليها المقام السامي بان الجميع دون استثناء مسؤول وله دور في استمرار مسيرة التقدم والبناء من أجل عمان متطورة ومتقدمة في كل المجالات.
وكما للشباب مسؤولية ودور في انجاح هذه اللقاءات فأن المسؤولية ستكون أكبر على المسؤولين سواء على مستوى المحافظات أو على مستوى المسؤولين في الوزارات المعنية التي تنظم وتشارك في هذه اللقاءات من حيث كما ذكرنا أولا وجود القناعة بأهمية تنظيم مثل هذه اللقاءات واستمرارها بين فترة وأخرى وتنوع المشاركين من فئة الشباب فيها كما يتطلب من المسؤولين تقديم المعلومات وتعريف الحضور بالخطوات والتوجهات التي سيتم تنفيذها أو التي بدأ بالفعل تنفيذها وعلى كافة المجالات والاصعدة حتى يستطيع الشباب معرفة مايدور من حولهم وتقييم هذه الخطواءت بشكل صحيح وابداء المقترحات والأراء بشانها من أجل تطويرهاو تقيمها وكذلك على المسؤولين الحرص على تقييم كل المقترحات والأراء التي سيتم طرحها في هذة اللقاءات ودراستها بالشكل الصحيح والعمل على تطبيق كل المقترحات والأفكار الإيجابية التي يتم طرحها والحرص على تذليل الصعوبات أو التحديات في بعض القطاعات أو الأعمال حسب الإمكانيات والصلاحيات الممنوحة كذلك على المسؤولين التأكيد على تحويل ونقل كل الأفكار إلي المسؤولين في الجهات والمؤسسات الحكومية الأخرى ومتابعة مايتم تنفيذه بشأنها مع العمل بمبدأ الشفافية في هذا الخصوص بحيث يصدر مكتب المحافظ أو المسؤول بيان بين فترة وأخرى يتم فيه ذكر ماتم القيام بة من خطوات وإجراءات وأعمال تتعلق بهذه اللقاءات والأفكار المطروحة فهذه الخطوة من وجهة نظري من الخطوات المهمة التي تضمن استمرارية ونجاح هذه اللقاءات والجدوى منها بحيث ستساهم في تعزيز الثقة بين كل الأطراف في المرحلة المقبلة .الجميع يدرك أن الشباب هم ثروة الأمة ومستقبلها ، والدول التي تخطط وتعمل من أجل تحقيق النجاح والتقدم عليها أن تهتم وتعتمد على الشباب فهم من يقودون تطور الأعمال وتحقيق الإنجازات في مختلف المجالات والقطاعات وهم من لديهم القدرة على الإبداع والابتكار وطرح الأفكار التي تخدم تطور بلدهم والاعتماد عليهم في تحقيق الآمال والطموحات ، السلطنة ومنذ انطلاقة مسيرتها الناجحة كانت من اولويات تقدمها هو الأهتمام والاعتماد على الشباب ، لذلك علينا استثمار الشباب بالشكل الصحيح ومشاركته مهمة في المرحلة المقبلة كما كانت في السابق وعلى الجميع في هذه المرحلة الاستفادة من هذه الفرص وتعزيز التواصل والتكامل الإيجابي من أجل عمان ونهضتها المتجددة.