بقلم : محمد بن علي البلوشي
هل تهوى شيئا وتميل إليه؟..حسناً هذه أسوار منزلك وانت تملك حرية التصرف فيها..في حدود القانون فقط..فليس أبناؤك ملكا لك إن أسأت التصرف معهم.هل تستطيع أن تنقل ماتطبقه في بيتك إلى بيئة العمل ..حتما لا فأنت تلتزم بخطة العمل..اتجاهاتك في حدود بيتك فقط..خارج ذلك القانون والنظام القائم هو المسؤول عنه.ماذا تعني هذه المقدمة المملة؟ قد تكون للمركزية إيجابية في كثير من الأحيان - ويعتمد تطبيقها على نوعية المجتمعات (فردية - جماعية دينية - عشائرية) ومنها المرونة وهذا ما تعمل عليه حاليا كثيرا من الجهات بعد تخفيف الحكومة القيود والتوجه الجديد نحو اللامركزية..يعتقد البعض أن المركزية أن تفعل مايحلو لك حتى وإن كان في مؤسسات الدولة..لا فأنت «تستطيع أن تحرك طابوقة حسب القانون» وأن تنفق المال حسب القانون وأن تقوم بفعاليات وغيرها كذلك بحسب النظام.لكن أن تبتدع الأفكار والتوجهات خارج النظام فذلك يحول مؤسسات البلاد إلى مسرح للهرج والمرج الذي يرقص فوقه الجميع فيحاول الكل أن يمسك بالميكروفون والسيطرة عليه لغرس اتجاهاتهم وافكارهم وميولهم دون احترام الخط العام..والخط العام ياسيدي هو الذي رسمته الدولة ككيان شامل للجميع بلاضرر ولاضرار ويتفق عليه الكل وبه يهتدون .أما من يريد اضعاف هذا الخط أو ترويضه لاتجاهاته فالنظام هو الفصل.مهمة القائمين على المؤسسات تنفيذ نظام الدولة العام. كانت المدارس في العالم العربي ملعباً لطرف واحد فقط..وكان الجميع يفترض النوايا الحسنة للاعب الوحيد فيه وهم أصحاب الأجندة المعلومة ومنها السيطرة على الجيل الجديد باسم الدين فقط..هم يدعون أن الدولة لاتقوم بالعمل الصائب كثيرا فيقومون بذلك ويفترضون الثواب لهم وكل من خالفهم سيخضع لصنوف من الأوصاف.هذه أشياء كنا نسمع عنها في الدول الاخرى.لكن الغريب أن هذه الصرعة الجديدة بدأت تمتد وتنتشر في مدارسنا حيث بدأ البعض باسقاط توجهاته واجتهاداته الشخصية على مراسم اليوم الدراسي وتكريس ساحات المدارس لفرض اتجاهات دون خشية من الإدارة المركزية كما يبدو. فنحن أمام محاولات محمومة لرسم معالم جديدة للمدرسة خارج خطوط الدولة الواضحة والثابتة. والذي أعلمه أن وزارة التربية والتعليم منحت صلاحيات للمديريات التعليمية التي بدورها تمنحها للمدارس مما يسرع انجاز الأهداف المدرسية كالجودة التعليمية وكل تفاصيل العملية التربوية..لكن يظهر على السطح كما يراه الجميع لاعبون في هذه المدارس يسعون لتطبيق نواياهم بصورة مغايرة عن السائد في المدارس..إن تخصيص ربع ساعة على الطلاب لتلاوة آيات من الكتاب المقدس أمر حسن ومحمود لكنه في الوقت ذاته يخرج عن الخط المرسوم..هناك الحصص والدروس الدينية التي تدرس ويتعلمها الطلاب في الفصل ..فهل يخطط البعض لأن تمتد هذه الدروس إلى خارج الفصل في الساحات دون التقيد بالنظام والضوابط المفروضة...السؤال أين الرقابة على هذه التصرفات الفردية التي أصبحت تنتشر وتتخذ المؤسسات الحكومية ومنها المدرسة منبرا لهذه الاجتهادات.السؤال هل يحق لي تطبيق ما اميل إليه بأستخدام المنبر المدرسي ..أين مسؤولو المديريات التعليمية واين مسؤولو المدارس.وقبل ذلك أين وزارة التربية كقيادة مركزية تطبق النظام وتفرضه على المدرسة. كثرة الأحداث التي تحصل على الساحة تعيد لنا بعض الاسئلة عن خط المدرس واتجاهاته وهل يحاول فرضها في الفصل او المدرسة..لايستطيع المحاضر أن يلقي بمحاضرته ويخرج عن المنهج ..لكنه يستطيع أن يجيب عن أي سؤال سواء كان في إطار تخصصه أو غيره طالما طرحه الطالب عليه.وإن كان له اتجاهات فعليه ان يطرحها في حيزه الاجتماعي .. بينما هو ملزم في الإطار المؤسسي بتنفيذ خط الدولة الذي يسير عليه الكل.بعض المدرسين قد يجتهدون ويصيبون إن كان بحسن نية لكننا لن نتهم الجميع فنحن لم ندرج على الاتهامات لكن ظهور الاتهامات المتبادلة ومحاولة فرض بعض الاشياء التي لاتأتي عبثا عبر مؤسسات عامة أمور مرفوضة..المواد الدينية والجرعات الدينية تدرس في المدارس طوال 12 عاما والمجتمع كذلك يربي أبنائه على القيم الدينية وكذلك استثمار وقت الطلاب في المعارف العلمية والمهنية المغذية لمهارات المستقبل.حسنا قد يتصرف البعض في المدارس وكأنه احق بها فيفرض ما يريد بحجج كثيرة..لا فالمدارس للدولة وينبغي إيقاف أية محاولة لتكوين ممارسات لغايات لانعرف إلى اين تقود..وذكرت فيما مضى انه لاينبغي لأحد أن يختطف المدرسة طبقا لأتجاهاته..هناك خط واضح للدولة وراسخ..ولربما هناك من يريد امتحان واختبار إرادة الدولة وصبرها ونفسها العميق.