العمانية - الشبيبة
تشارك سلطنة عُمان دول العالم الاحتفال بـ "اليوم العالمي لمتلازمة داون" غدًا الذي يُصادف الـ 21 من شهر مارس من كل عام تحت شعار /المشاركة والدمج الفعال بالمجتمع/ للتوعية بمتلازمة داون وبالإسهامات القيّمة لأفراد هذه الفئة في مدارسهم، ومراكزهم التأهيلية وأعمالهم ومجتمعاتهم والحياة العامة بجوانبها المتعددة.
ويبلغ إجمالي " حالات متلازمة داون" المستفيدة من منظومة البرامج والخدمات التي تقدمها المراكز التأهيلية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية والخاصة والأهلية 1117 حالة منها 638 ذكرا و 479 أنثى وتتوزع على مختلف المراكز التأهيلية المنتشرة في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
وتُعرّف" متلازمة داون " بأنها اضطراب جيني يحدث تقريبًا بنسبة طفل واحد لكل 700 ولادة طبيعية، ويُعدُّ من أكثر الحالات شيوعًا يسببه الانقسام غير الطبيعي في الخلايا، مما يؤدي إلى زيادة النسخ الكلي أو الجزئي في الكروموسوم 21، وبالتالي تحتوي خلايا الجسم على 47 كروموسوم بدلًا من 46 كروموسوم وتتسبب هذه المادة الوراثية الزائدة تغييرًا في النمو والملامح الجسدية والمشاكل الصحية التي تتسم بها " متلازمة داون" مما يسبب إعاقة ذهنية تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة والشديدة وتأخرًا في النمو مدى الحياة.
وقال أحمد بن محمد الجابري رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية لمتلازمة داون: " تعمل الجمعية على توفير الخدمات الرئيسة لهذه الفئة في سلطنة عُمان عبر أساليب التأهيل والتعليم للإسهام في تحقيق دمج فعلي وحقيقي لهم في جميع مجالات الحياة والمجتمع".
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء العمانية أنّ الجمعية تعمل وفق رؤيةٍ للعمل الإنساني وبمنظور المجتمع للجميع وإيجاد بيئة متكاملة للأشخاص ذوي متلازمة داون الذين يشكلون جزءاً لا يتجزأ من المجتمع العماني ككل .
وذكر أنّ الجمعية تُقدم الرعاية الأولية والشاملة بهدف تحقيق التمكين الاجتماعي لفئة متلازمة داون من خلال: التعليم والتأهيل والإرشاد النفسي والأسري والتدريب وتمكين الكوادر العاملة مع الأطفال ذوي متلازمة داون وأسرهم، كما تقوم بالأنشطة الترفيهية الحيوية داخل وخارج نطاق الجمعية بالإضافة إلى التوعية والتوجيه للتعامل مع فئة الأطفال متلازمة داون.
وأكّد على الدور الكبير الذي يمكن أن يقوم به القطاع الخاص عبر الإسهام في توفير بعض مستلزمات التأهيلية والتعليمية والتدريبية من أجل استمرارية الدور الذي تقوم به الجمعية في تعليم وتأهيل هذه الفئة.
ووضح رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية لمتلازمة داون أنّ الجمعية تهدف إلى تطبيق استراتيجيات وقائية سواءً لتقليل الآثار وشدتها أو تجاوزها أو التغلب على نتائج وسلبيات متلازمة داون عبر التكافل والتكامل ومساعدة الأسر التي ترزق بمواليد تتصف بالمتلازمة وتعداد وحصر الحالات القديمة والجديدة وعند الولادة وتقديم الخدمات اللازمة وربط الأسرة بالجمعية من أجل تقديم تأهيل الوالدين وتثقيفهم وتوجيههم في معرفة كيفية التعامل مع هؤلاء المواليد وكيفية تنشئتهم وتربيتهم بطريقة صحيحة وسليمة والسعي إلى تطوير الخدمات الصحية والنفسية والتربوية والتعليمية والتوظيفية.
وأضاف: تعمل الجمعية على تقديم الدورات التدريبية والتأهيلية والتعليمية للأطفال المصابين من الولادة وحتى سن الرشد وتقديم برامج تعريفية و توعوية عن المتلازمة ومسبباتها وكيفية التعامل معها وتوطيد العلاقات مع الجمعيات المحلية والخارجية والمهنية والأهلية والنوادي ومدارس الأطفال ذوي الإعاقة وإيضاح وإبراز الصورة الحقيقية للمتلازمة في الوسطين المحلي والعالمي بالإضافة إلى تكوين مركز معلومات لدعم وتشجيع الدراسات والأبحاث والخدمات المتخصّصة.
من جانبها قالت هالة بنت موسى الوهيبية مديرة مركز الأمان للتأهيل بوزارة التنمية الاجتماعية: إن وزارة التنمية الاجتماعية تولي اهتمامًا بالغًا بالأشخاص ذوي متلازمة داون من خلال التطوير المستمر في الخدمات والبرامج المقدمة لهم لتحسين نوعية الحياة وتلبية احتياجاتهم وتوفير خدمات التأهيل والدعم والتوجيه والتمكين في مختلف مجالات الحياة في المراكز التأهيلية المهيأة بالتجهيزات الملائمة التي تساعد على استقبال وإلحاق عدد من حالات متلازمة داون من قبل المختصين في مختلف المجالات وفق إمكانات مناسبة تساعدهم على تحقيق ذواتهم وتنمية مهاراتهم الاجتماعية و الإدراكية والحركية وغيرها من المهارات.
وأضافت أنّ وزارة التنمية الاجتماعية تعمل بمشاركة جميع الشركاء على تنفيذ بنود " اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة" تنص على ضرورة أن ينعم هؤلاء الأشخاص بحياة كريمة هادفة في ظل ظروف تكفل لهم الكرامة، وتشجع الاعتماد على النفس وتيسّر مشاركتهم في المجتمع المحلي على نحو فعّال وانسجامًا مع رؤية " عمان 2040" وخطة العمل التنفيذية لمحور الأشخاص ذوي الإعاقة في " استراتيجية العمل الاجتماعي 2016-2025" ، التي تهدف إلى النهوض بالأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف جوانب الحياة العامة ، وإشراكهم في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية.
وبينت فدوى بنت عبيد الخربوشية اختصاصية تربية خاصة في مركز الأمان للتأهيل أنّ المركز يقدم جلسات تأهيلية لأطفال متلازمة داون من أعمار تتراوح من ثلاث إلى خمس سنوات كما يقوم بالتقييم والتشخيص من قبل فريق وفق خطة عمل تحدد حسب الحالات .
وفي السياق ذاته أكّد ناصر بن مبارك الضامري من الجمعية العمانية لمتلازمة داون على الدور الذي يمكن أن تقوم به أسرة أطفال هذه الفئة مشيرًا إلى أنّها تُعدُّ البيئة الداعمة الأولى والأكثر تأثيرًا في نمو أطفالهم خاصة في سنوات الطفولة المبكرة فيكتسب الطفل مهارات مختلفة يتشارك بها مع أهله.
وأضاف : برامج التدخل المبكر تُساعد في تطور تأخر المهارات التنموية المختلفة كالمهارات اللغوية والحركية كما تقدم أدلة إرشادية للآباء ومقدمي الرعاية تساعدهم في التعامل مع سلوكيات أبنائهم وتعديلها بما يتناسب وقدراتهم ومهاراتهم التنموية.
وبينت هويدا جويني اختصاصية علاج وظيفي بوزارة التنمية الاجتماعية أنّه خلال جلسات العلاج الوظيفي يتم تقييم أطفال متلازمة داون في مركز الأمان للتأهيل ووضع خطة علاجية لكل حالة وفقًا للعمر والقدرات العقلية المختلفة والتركيز على بناء المهارات الحسية ومهارات الحركة التي تشمل الوقوف والتوازن والمشي السريع، وكذلك المهارات الإدراكية التي تشمل الفهم والاستجابة والتعرف على الألوان، ومطابقة الصورة المتشابهة، والاعتماد على الذات في التغذية.
ويُشير ياسر بن محمد سعيد اختصاصي علاج النطق بمركز الأمان للتأهيل إلى أنّ لكل طفل خطة علاجية فصلية فردية تتوافق وقدراته العقلية ويتم تقييمه وفق جدول زمني محدد ينفذها فريق عمل متكامل يتكون من أخصائي نطق وأخصائي تربية خاصة وأخصائي علاج طبيعي وأخصائي اجتماعي.
وفي السياق ذاته يؤكّد نجيب بن عبد الرزاق العوادي، اختصاصي علاج وظيفي بالجمعية العمانية لمتلازمة داون على أهمية الدور الذي يقوم به اختصاصي العلاج الوظيفي وذلك بتعديل البيئة العلاجية لتحسين ضمان تأهيل الفرد كما يقوم بالتشاور مع ولي الأمر بقصد توجيهه ورسم أهداف مشتركة سعيًا منهم إلى تنمية قدرات الفرد وضمان استقلاليته.
وبينت إشراف بنت عبد الله الماجرية، اختصاصية علاج طبيعي بالجمعية العمانية لمتلازمة داون أنّ الخلل الكروموسومي لذوي متلازمة داون يتسبب في ارتخاء بالعضلات ومرونة بالمفاصل مما يسبب تأخيرا في اكتساب المهارات الحر كية والنمو الحركي كالتحكم بالرأس والحبو والجلوس مضيفةً أنّ التمارين والتدريبات تعمل على تقوية العضلات لتسريع اكتساب المهارات والتقليل من أوضاع الجسم غير الطبيعية التي تظهر على المدى الطويل.
وتحدثت عفاف بنت عبداللطيف العزابية اختصاصية التربية الخاصة قائلة: "هناك عدة أساليب تعليمية فردية وطرائق تربوية تُساعد بدورها الأطفال المصابين بمتلازمة داون في تحفيز قدراتهم العقلية والجسدية التي يمتلكونها لأكبر عدد مُمكن ومساعدتهم على تحقيق ذاتهم وتكّيفهم مع البيئة المحيطة بهم".