بقلم : خميس البلوشي
بعد غياب دام اكثر من عِقدين من الزمان عن اللقب الأغلى محلياً عاد نادي السيب ليحقق اللقب الرابع في مسابقة كأس مولانا المعظم لكرة القدم متغلباً على شقيقه الرستاق بهدفين نظيفين في واحدة من أجمل النهائيات لهذه المسابقة الكبيرة وخاصة من حيث الحضور الجماهيري وإثارة الدقائق الاخيرة ..عاد السيب وعادت الفرحة باحتضان هذه الكأس الذهبية بعد فراق طويل في ليلة كان القمر يكتمل فيها ليزداد بهاءً ويزيح كل الظلام.
————————-
يوم الخميس حيث ليلة الخامس عشر من شعبان واكتمال القمر في السماء كان لاعبو السيب وكل المحبين يحتفلون بالذهب ويكملون فرحة هذا الكيان العريق وجماهيره الكبيرة باليوبيل الذهبي حيث مضت خمسون عاماً لهذه المؤسسة الرياضية الصلبة التي تسجل حضورها على منصات التتويج من موسم لآخر وفي مختلف الألعاب ،خمسون عاماً وهذا النادي الكبير يتألق ويحصد الألقاب وتكفينا الاشارة إلى أنه النادي الأكثر فوزاً بكأس جلالة السلطان المعظم للشباب وبرقم قياسي ..
اكتمل القمر ليصبح أجمل واكتملت أفراح السيب وعادت الكأس الغالية لمقر الامبراطور بعد رحلة بحث طويلة وشاقة وسنوات من العمل والعطاء..
———————-
لم يخيب الفريق الكروي الأول بنادي السيب آمال جماهيره الوفية التي زحفت باكراً في النهائي الكبير لمساندتهم فصنعوا لهم ومعهم تلك الفرحة المستحقة وكان من بين أغلب الجماهير شباب لم يعيشوا فرحة الثلاثية في التسعينيات ولذلك كانوا ينتظرون هذه اللحظات وكانوا حريصين على التواجد والدعم فالانتماء والولاء لهذا الكيان بات مغروساً في قلوبهم وحب الامبراطور شيء خاص تتناقله الأجيال وبكل ثقة متمسكين بمقولتهم المعروفة " عمره السيب ما يدمّع" .
—————
الجمهور السيباوي شريك أصيل في النجاح ليس لأن الفريق فاز بالدوري والكأس مؤخراً وإنما لأن هذه الجماهير صبرت كثيراً على خطة ادارة النادي في جعله بيئة لكل الرياضات لا كرة القدم فقط ..وكانت هذه الجماهير -رغم عتبها على وضعية فريق الكرة في السنوات الماضية- متفهمة للأمر وكذلك المبدأ ووقفت تسانده حتى جعلته في المقدمة يداً بيد من الادارة وكل المحبين ..الجماهير السيباوية علامة فارقة في مدرجات ملاعبنا وهي تستحق أن تعيش هذه الأفراح وتتباهى بناديها في كل وقت.
—————
لا يمكن أن يأتي ذكر نادي السيب من غير أن يكون مقترناً بالإسم الأهم والرمز الكبير والرئيس الذي أراد لهذا" الامبراطور" ان يصبح شامخاً متسلحاً بالثقة وحديث الرياضة العمانية في كل الألعاب ..هذا الرجل الذي بنى مؤسسة رياضية مكتملة الاركان ومنظومة عمل ترتكز على مبادىء راسخة وقوية قوامها أن الأساس القوي يصنع مستقبلاً أفضل وأن العمل الإداري الناجح في الأندية يحتاج لصبر طويل ورؤية عميقة وخطة عمل واضحة لجعل النادي بيئة شبابية مناسبة لكل المواهب وفي مختلف الألعاب ..الرجل الذي آمن بأهدافه وبفريق عمله وكان السند القوي ولا يزال لكل ركن من أركان النادي ؛صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد الرجل المُلهِم قليل الكلام كثير العمل الذي قاد نادي السيب إلى كل هذه النجاحات ولا يزال يمضي بكل ثقة نحو المنصات .
————
قبل الختام شكراً للرستاق فالخسارة ليست النهاية والقادم سيكون أجمل .