شم النسيم.. موسم تناول الأسماك لدى المصريين

مزاج الأحد ٠١/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٥٩ م
شم النسيم.. موسم تناول الأسماك لدى المصريين

مصر- د ب أ

يتناول الملايين من المصريين اليوم الإثنين مئات الأطنان من الأسماك بكل أنواعها وذلك خلال احتفالهم بأعياد الربيع وشم النسيم، وهو اليوم الذى يخرج فيه المصــريون من مسلمين واقباط إلى الحدائق والمتنزهات وشاطئ نهر النيل، وشواطئ البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وبحيرة قارون وبحــر يوسف، وغيرهـــا مـن المجــاري المائيــة، بطول البلاد وعرضها.

ويرجع تاريخ حرص المصريين على تناول الأسماك، وبخاصة الأسماك المملحة منها، في ذلك اليوم، إلى عهود الفراعنة، الذين جعلوا من قدوم فصل الربيع، عيدا شعبيا، واقاموا له احتفالات عظيمة.
وشهدت أسواق بيع الأسماك الطازجة والمملحة رواجا كبيرا خلال الأيام الفائتة، في إطار اســتعداد المصريين، للاحتفال بعيد عيد شـــم النســــيم، الذي يعقب احتفال الأقباط في البلاد، بعيد القيامة المجيد، وختام الصوم الكبير، الذى يخرجون منه، وهم في شوق لأكل الأسماك واللحوم التي حرموا من تناولها لمدة 55 يوما، في إطار الصوم عن تناول أي مأكولات تكون مكوناتها من اللحوم والأسماك والألبان.
لكن أكثر ما يُقبِلُ المصريون على تناوله من الأسماك خلال احتفالاتهم بشم النسيم وقدوم فصل الربيع، هو الأسماك المملحة، التي تعرف اليوم باسم «الفسيخ» وفى المناطق الريفية باسم «الملوحة»، وهي عادة فرعونية، لاتزال باقية في مصر حتى اليوم، حيث عرف قدماء المصريين تناول الأسماك المملحة في بداية فصل الربيع، بجانب الكثير من أنواع الأسماك التي عرفتها مصر القديمة.
وقال عالم المصريات، والمدير العام الأسبق لآثار الأقصر ومصر العليا، سلطان عيد: إن مصر الفرعونية كانت من أكثر البلاد الغنية بالأسماك، التي تنوعت أشكالها ومسمياتها، حيث كانت تنتشر برك الأسماك في المنازل المطلة على نهر النيل والترع والمستنقعات، والبحيرات الساحلية، وبحر الفيوم.
وكانت الأسماك تنتشر بغزارة في تلك البرك والمستنقعات والبحيرات، حتى وصفت بعض النصوص الفرعونية، غزارة الأسماك وكثرتها بالقول: «الأسماك هناك أكثر وأغزر من الرمال على الشواطئ».
ويشير سلطان عيد إلى أن معابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، تسجل نقوشها ورسومها لوحات لصيد الأسماك، التي يوجد بعضها حتى اليوم، مثل البوري والبلطي والشبوط والبياض، وغيرها.