أهمية العلاقة بين الأم والطفل

مزاج الأحد ٠١/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٥٧ م
أهمية العلاقة بين الأم والطفل

مسقط-ش

يصبح الطفل في أولى مراحل حياته أشد تعلقا بالأم حيث تصبح الأم العالم الأول للطفل منذ قدومه إلى الحياة إلا أن المشاغل ومدى الظروف التي تمر بها بعض الأمهات قد تلعب دورا في بعد الأم وبشكل ملفت للطفل خاصة ما إذا كانت الأم عاملة حيث تضطر إلى التخلي عن بعض من واجباتها ومسؤولياتها تجاه طفلها ولو لساعات من اليوم إلا أن بعض الأمهات يقضين فترات طويلة بعيدة عن دائرة الاهتمام بالطفل ليوكلن بذلك مسألة الاهتمام بالطفل إلى المربية أو القريبة من الأم سواء الجدة أو الخالة من هنا تصبح العلاقة بين الأم وطفلها علاقة تفتقد للاهتمام والحب المتبادل ليصبح الطفل بعيدا عن أمه واهتمامها وحرصها الدائم.
وتعد علاقة الطفل بأمه أبعد العلاقات أثراً في تكوين الشخصية، إذ تبدأ حياة الطفل بعلاقات بيولوجية تربطه بأمه تقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية وتوفر له الحب والحنان.
وكشفت دراسة علمية أن الأطفال الذين يحصلون على قدر كبير من الرعاية والاهتمام من جانب أمهاتهم في سنوات ما قبل الدراسة يشهدون معدلات نمو أعلى في أجزاء المخ المرتبطة بالتعلم والذاكرة والثبات الانفعالي مقارنة بالأطفال الذين لا يحصلون على نفس القدر من الاهتمام من أمهاتهم.
وأظهرت الدراسة أن هناك مرحلة عمرية حساسة يستجيب فيها مخ الطفل لرعاية أمه، حسبما ذكرت جوان لوبي الباحثة في مجال علم نفس الطفولة في كلية طب جامعة واشنطن في مدينة سانت لويس الأمريكية.
وفحص فريق البحث مجموعة من صور أشعة المخ لمجموعة من الأطفال في مراحل عمرية مختلفة بداية من مرحلة ما قبل الدراسة حتى فترة المراهقة المبكرة، وتبين لهم زيادة كبيرة في حجم جزء من المخ يسمى "الحصين" عند الأطفال الذين حصلوا على دعم ورعاية امهاتهم في السنوات التي تسبق دخولهم المدرسة.
ويلعب هذا الجزء من المخ أهمية كبيرة في عمليات التعلم والذاكرة والتحكم في المشاعر.
وتلاحظ أيضا أن جزئية الحصين كانت تبدو أصغر حجما لدى الأطفال الذين عاشوا مع أمهات أقل دعما في مرحلة ما قبل الدراسة، حتى لو أبدت هؤلاء الأمهات اهتماما متزايدة بأطفالهن في مراحل متأخرة مثل مرحلة الدراسة الابتدائية وما بعدها، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني "ساينس ديلي" المعني بالأبحاث والدراسات العلمية.
وقالت الباحثة جوان لوبي إن "علاقة الام بطفلها في سنوات ما قبل الدراسة تنطوي على أهمية بالغة تفوق أهميتها عندما يبلغ الطفل مرحلة عمرية أكبر، ونعتقد أن السبب في ذلك يرجع إلى المرونة التي يتميز بها مخ الطفل في سنوات عمره المبكرة، وهو ما يجعله أكثر تأثرا بالتجارب الحياتية التي يمر بها في هذه الفترة من حياته".