سند نموذج للمبادرات الناجحة والمستدامة

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٠/مارس/٢٠٢٢ ٠٩:١٩ ص
سند نموذج للمبادرات الناجحة والمستدامة

بقلم: عيسى المسعودي

لاشك أن الجميع يعرف مراكز «سند» للخدمات وتخليص المعاملات والدور والعمل الذي تقوم به في مختلف محافظات وولايات السلطنة من خلال إنجاز المعاملات في مختلف المؤسسات الحكومية إلكترونياً ودون الحاجة لصاحب العلاقة من مراجعة المؤسسات الحكومية مما يعني توفير الوقت والجهد وإنجاز المعاملات بشكل أسرع وانت في ولايتك أو قريب من منزلك وبرسوم مقبولة ، أننا نستذكر بكل فخر انطلاقة هذه المبادرة قبل عدد من السنوات عندما تم الإعلان عنها في أحدى ندوات تشغيل القوى العاملة الوطنية التي كانت تنظم تحت الرعاية السامية لتبدأ مسيرة النجاح لهذه المراكز في كافة ولايات السلطنة تسهم في توفير مجموعة كبيرة من الوظائف للشباب العماني وأيضا في تعزيز مبدأ العمل الحر وريادة الأعمال بحيث اصبحنا اليوم نجد هذه المراكز منتشرة في مختلف الولايات مما يؤكد على نجاح هذه المبادرة وأهميتها حيث تشير الإحصائيات خلال العام الفائت إلى أن عدد المراكز في السلطنة بلغت أكثر من 800 مركز موزعة على مختلف المحافظات مع احتمال كبير أن يكون هذا العدد قد ارتفع خلال الفترة الفائتة وأن إجمالي عدد المعاملات الإلكترونية المنجزة عبر مراكز «سند» للخدمات قد تصل إلى أكثر من مليون معاملة في العام كذلك الإحصائيات تشير إلى نجاح هذه المراكز منذ انطلاقتها في توفير أكثر من 2300 فرصة عمل للمواطنين حتى نهاية يونيو 2021 كل هذه المؤشرات والإحصائيات تؤكد أن مبادرة « سند « كانت من أهم المبادرات في مجال تشغيل القوى العاملة الوطنية وفي مجال تعزيز مفهوم الحكومة الإلكترونية وأنها مبادرة انطلقت لكي تستمر وتتطور وتحقق النجاحات.

اليوم لم تصبح مراكز « سند « مجرد مكاتب لتخليص وإنجاز المعاملات وأنما أصبحت واجهة مشرفة تبرز وتؤكد نجاح وإقبال الشباب العماني للعمل في مختلف القطاعات حيث بادر العديد من المواطنيين منذ تدشين هذه المبادرة للتفرغ وفتح مراكز واستقطاب الشباب العماني للعمل في هذه المكاتب التي أصبحنا لانستغنى عنها في إنجاز العديد من المعاملات وخاصة المتعلقة على سبيل المثال بالخدمات التي تقدمها شرطة عمان السلطانية ووزارة العمل وغرفة التجارة وبالتالي ساهمت هذه المراكز في التقليل من الازدحام في هذه المؤسسات وفي نفس الوقت إنجاز المعاملات بشكل أسرع وإلكترونياً كذلك يمكن لهذه المراكز حالياً من إنجاز معاملات للعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى فهي مؤهلة لذلك مع وجود كوادر وطنية تشرف عليها من الشباب والشابات الذين يتمتعون بكفاءة عالية مع استخدام وسائل وأنظمة حديثة فكلما تم دعم هذه المراكز والتي تعتبر مؤسسات صغيرة أو ناشئة فان ذلك سيسهم في تنميتها وتطويرها وبالتالي يمكن إضافة العديد من الخدمات والتسهيلات التي يمكن أن تقدمها لمختلف القطاعات وفي نفس الوقت هذا يضمن استدامتها وتعزيز دورها في توجة الحكومة الإلكتروني وهذا يقودنا إلى  توجيه رسائل للمؤسسات الحكومية وأيضا الخاصة للاستفادة من مراكز «سند» بشكل أكبر وطرح مختلف الخدمات إلكترونياً من خلال التعامل مع هذه المراكز المنتشرة في مختلف المحافظات والولايات والتي اثبتت نجاحها الكبير في إنجاز المعاملات بجودة وسركة كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية .

أن النجاحات التي تحققها مراكز «سند» كمبادرة رائدة في مجال تشغيل القوى العاملة وتعزيز مفهوم الحكومة الإلكترونية تجعلنا نسلط الضوء على هذه المبادرات التي تواصل تحقيق النجاحات من مختلف النواحي بداية من التخطيط ودراسة طرح مبادرات جديدة تساهم في توفير فرص عمل للشباب العماني خاصة في مجال ريادة الأعمال بحيث تكون مبادرات أو برامج قابلة للتطبيق والاستدامة وأيضا برعاية المؤسسات المعنية التي تصدر القرارات المشجعة وتقدم التسهيلات والمزايا والحوافز لتطبيق المبادرة فبدون المساندة من هذه المؤسسات لن تنجح مثل هذه المبادرات وهذا ماحدث لمراكز سند للخدمات التي يجب أن نضعها نموذج ناجح يحتذى به كذلك من الأمور المهمة تذليل الصعوبات والتحديات التي قد تواجه في بعض الأحيان تطبيق مثل هذه المبادرات فمثلا المتتبع لانطلاقة مسيرة مراكز «سند» يجد أن هذه المراكز والقائمين عليها من الشباب والشابات واجهوا في البدايات العديد من الصعوبات والتحديات ولكن بعزيمتهم ورغبتهم في الاستمرار وتحقيق النجاح ومع رعاية و أهتمام المؤسسات الحكومية في ذلك الوقت كوزارة القوى العاملة (سابقاً) وخاصة المسؤولين فيها على دعم المبادرة وضمان تحقيق أهدافها نجحوا جميعاً في استدامة المبادرة وهذا هو المطلوب مع كل مبادرة يتم اطلقها الاهتمام والمتابعة المستمرة وتذليل الصعوبات لتحقيق النجاح ،أننا نتطلع ونامل خلال الفترة المقبلة أن نشهد ونتابع طرح العديد من البرامج والمبادرات في مجال تشغيل القوى الوطينة على غرار مراكز « سند « او افضل منها أيضا حيث كما يعلم الجميع أن توفير فرص العمل والتحول في تقديم الخدمات الحكومية والخاصة إلكترونياً هو هاجس الجميع وعلينا التعاون والتكاتف وتبادل الأراء والأفكار لطرح مبادرات تحقق لنا هذه الأهداف وتساهم تعزيز وانجاح رؤية عمان 2040.