اقتحام البرلمان العراقي.. مؤشر خطير على عجز السلطة السياسية

الحدث الأحد ٠١/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٣١ م

بغداد – ش – وكالات

صعد الشارع الاحتجاجي في العراق من وتيرة رفضهِ للعملية السياسية باقتحامه البرلمان، في مؤشرٍ خطيرة على عجز السلطة السياسية على إحداث توافق بين الكتل المختلفة، كما وتؤشر عملية الاقتحام واحتلال مبنى البرلمان لست ساعات، على وصول الأزمة السياسية في العراق إلى ذروتها.
العاصمة العراقية بغداد، وبعد ليلة متوترة، خضعت أمس الأحد لإجراءات أمنية مشددة، فيما تبادلت بعض الأطراف العراقية مسؤولية التدهور الأخير في المشهد السياسي.
وبدأ التحرك على اثر رفض النواب تشكيلة حكومية جديدة وبعد دقائق من مؤتمر صحافي عقده زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر في مدينة النجف ندد فيه بالمازق السياسي الذي تشهده البلاد، لكن من دون ان يأمر المشاركين في التظاهرات بدخول المنطقة الخضراء.
والمحتجون الذين كانوا يهتفون ويغنون ويرفعون اعلاما عراقية، احتلوا لساعات بعد ظهر أمس الأول البرلمان الواقع في المنطقة الخضراء التي تضم مؤسسات الدولة الرئيسية في بغداد.
وقام بعض المتظاهرين وبينهم عدد كبير من من انصار الصدر، بتخريب بعض محتويات المبنى والمكاتب في حين طالبهم اخرون بالتحرك في شكل سلمي وحاولوا الحد من الاضرار، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
وقال متظاهر "تحن نقود البلد حاليا! زمن الفساد ولى". واضاف آخر متوجها إلى اعضاء البرلمان "لن تبقوا هنا". وبقيت قوات الامن في مواقعها ولم تحاول منع المتظاهرين من دخول المبنى.
واتخذت الحكومة اجراءات على الفور لتعزيز الامن حول المنطقة الخضراء التي تضم ايضا مقار رئيس الوزراء والسفارات.
اما المتظاهرون فقد وضعوا اسلاكا شائكة على طريق مؤدية إلى احد مداخل المنطقة الخضراء ومنعوا بذلك بعض اعضاء البرلمان من الفرار.
وذكر مصور من فرانس برس ان المتظاهرين احتلوا البرلمان لست ساعات قبل ان يغادروا المبنى بدعوة من اعضاء في تجمع مقتدى الصدر، ويبدأوا اعتصاما في ساحة الاحتفالات في المنطقة الخضراء.
واكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان ان الوضع في بغداد "تحت سيطرة قوات الامن". ويسعى العبادي إلى تشكيل حكومة من وزراء تكنوقراط مستقلين لمحاربة الفساد وتحسين الخدمات في البلاد، لكنه يواجه معارضة الاحزاب الكبيرة التي تتمسك بالسيطرة على مقدرات البلاد.
اسامة النجيفي زعيم ائتلاف متحدون للإصلاح رأى أمس الأحد أن ما حدث من عملية اقتحام لمبنى البرلمان العراقي وما رافقه من احداث وتصرفات يعكس الاخفاق الحكومي والفشل في تحقيق انجاز حقيقي للشعب .
وقال النجيفي ، في بيان صحفي " ما حدث السبت من اقتحام لمجلس النواب العراقي وما رافق ذلك من أحداث وتصرفات يؤشر جملة من حقائق ينبغي الوقوف عندها بهدف معالجتها بدل الدوران في حلقة مفرغة لا تقود إلا إلى تدمير العراق وضرب وحدته وطعن أهداف شعبه ، يعكس الاخفاق الحكومي والفشل في تحقيق انجاز حقيقي للشعب والتردد في اتخاذ القرارات والتجاوز على الدستور والقوانين والأنظمة وغياب الرؤية الاستراتيجية القادرة على وعي المشكلات ومعالجتها".
وأضاف أن هذه المؤشرات" كلها سببت فقدان الثقة بقدرة الحكومة على النهوض بمسؤولياتها الدستورية وانعكس ذلك على إخفاق البرلمان في اقناع الشعب أنه القادر على تجاوز مصالح الكتل والأحزاب لصالح برنامج وطني عام ما أدى إلى انتقال التظاهرات والاعتصامات المشروعة دستوريا إلى مرحلة اقتحام المنطقة الخضراء ودخول مبني مجلس النواب والعبث بمحتوياته وتهديد بعض أعضائه وهو فعل يتجاوز المشروعية ليصب في اتجاه المساس بهيبة الدولة وتعريض الأمن العام إلى مخاطر جدية".
وأوضح أن ائتلاف متحدون للإصلاح يرى أن المسؤولية الحقيقية وواجب المواطنة يقتضيان الابتعاد عن محاولة ايجاد الأعذار والمسوغات للأداء السيء الذي امتازت به المرحلة الماضية ومحاولة إلقاء التهم على الآخرين والدفاع غير المبرر الذي يخفي رغبة التمسك بالسلطة .
وقال النجيفي "على رئيس مجلس الوزراء أن يتحمل المسؤولية ويكون واضحا وصريحا في طرح تشكيلته الوزارية ومشروعه الحكومي ومصير الاتفاقات السابقة والسقف الزمني لتنفيذها والعمل على تحقيق شراكة من شأنها تقوية الجهد ضد الإرهاب والفساد" .
وقال إن "المرحلة تتطلب القدرة على اتخاذ قرارات شجاعة واضحة عمادها مصلحة الوطن والمواطن أما التردد والبحث عن مكتسبات على حساب الشركاء فإنه لن يقود إلا إلى مزيد من التمزق والانهيار" .
وأضاف " يؤكد ائتلاف متحدون للإصلاح موقفه الثابت أنه مع الاصلاح مع اجراءات واضحة مقنعة وقوانين عادلة ويدعو الجميع إلى الحذر من استخدام لافتة الاصلاح في أمور بعيدة عن الاصلاح الحقيقي ويدعو إلى احترام الدولة ومؤسساتها وعدم التجاوز بأي شكل من الأشكال على المواطنين أو الممتلكات العامة والخاصة".