«ليس العلم ما حُفظ إنما العلُم ما نفع»

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٧/مارس/٢٠٢٢ ٠٨:٤٠ ص
«ليس العلم ما حُفظ إنما العلُم ما نفع»

بقلم : محمد الرواس

1

بالأمس أختتم معرض مسقط الدولي للكتاب 26 ، حيث اسدل الستار على واحد من أهم المهرجانات الثقافية بالسلطنة اسدل الستار عن تظاهرة معرفية تأتي الينا كل عام لعدة أيام قلائل وترحل سريعاً ، تسطع خلالها شمس المعرفة وتزهر الوان الكتب بعناوين واغلفة زاهية كمثل ورود وازهار بالحدائق الغناء لكنها بستاتين معرفة وثقافة يستمتع بها الزائر ويقطف من ثمار المعرفة ما يحب ويختار من خلال تجواله بردهات المعرض واروقته المتعددة، لقد افردت وقدمت دور النشر والمكتبات خلال المعرض هذا العام أفضل ما لديها كتب وتسابقت لتقديم أحدث ما عندها من إصدارت حديثة ، هذا بجانب ما استمتع به زوار المعرض من محاضرات وندوات وفعاليات متنوعة ومشاركات من مؤسسات وجمعيات و مبادارات مجتمعية ، هذا بجانب المشاركة الرائعة لمحافظة جنوب الشرقية ضيف شرف المعرض هذا العام وذلك من خلال الون جميلة من الفعاليات المتعددة .

2

لقد كانت التغطية الإعلامية المتميزة سواء للتلفزيون أو الإذاعة العُمانية أو للقنوات الإذاعية الخاصة التي غطت مناشط المعرض بمهنية عالية بالغ الأثر في متابعة أنشطة وفعاليات المعرض الكثيرة والمتعددة ، وكانت تغطية استمتع بها وأشاد بها الجميع لما لدورها الكبير في إقبال مريدي المعرفة للمعرض خاصة في الأيام الأخيرة ، ولقد كانت الدشداشة العُمانية متواجدة وبكثرة بين ردهات المعرض واروقته وهذا أشد ما يثلج الصدر ويسعدنا جميعا ، فالقارئ العُماني شغوف بالفطرة بالقراءة وحب المعرفة يسجل حضوره بقوة دائماً بمعارض الكتب سواء بالسلطنة أو خليجياً أو عربيا أو عالمياً .

3

هذا العام كان لمعرض الكتاب خصوصية حيث جاء بعد انقطاع فترة زمنية بسبب جائحة كورونا ، فأطل علينا بحلة جديدة بهية واقبل عليه الزوار من كل حدب وصوب سعياً لاقتناء الجديد والمفيد من الكتب ، وبالأمس القريب طويت صفحات معرض مسقط الدولي للكتاب ورحل إلى  موعد جديد بإذن الله ، لكن رحلة الكتاب تواصل مسيرتها الخالدة في نشر الثقافة والمعرفة والأدب سواء بأرفف المكتبات العامة أو الخاصة ونهم القراءة وشغفها يدعونا لاقتناء الكتاب وصحبته ، لقد استمتع من حضر المعرض خلال أيامه القلائل حيث كان مهرجاناً معرفياً ، وملتقى ثقافياً اجتمع فيه الكّتاب والأدباء والاكاديميون والشعراء وأصحاب دور النشر ومحبو الثقافة بين ردهاته وفي ساحاته واركانه فكانت الحوارات الثقافية والمعرفية وتبودلت الإصدارات وتم توقيع الكتب الجديدة من مؤلفيها ، وتجاذب الحضور أطراف الحديث المفيد عن الكتاب الذي يعتبر الشغف الابدي للإنسان سواء كان ورقياً أو الكترونياً.

4

منذ أن كنت صغيراً كانت علاقتي بالكتاب علاقة حب وشغف ، ولقد امسكت بالكتاب الأول من خارج الكتب المدرسية عند زيارتي في الصفوف الابتدائية إلى (مكتبة ظفار) التي كانت ملاصقة للمدرسة السعيدية بصلالة من الجهة الجنوبية الشرقية ، وبعدها بفترة شغفت بسلسلة القصص البوليسية المغامرون الخمسة، واتذكر في إجازة المدارس الصيفية عندما كنت بالصف السابع أن اهداني والدي - رحمه الله - مجموعة كبيرة من الكتب عند عودته من أحد سفراته حيث سعدت كثيراً بهذه المجموعة المختارة من الروايات والكتب التي كانت المدخل الحقيقي لي لحب القراءة ، وكأنه رحمه الله يرشدني إلى إنشاء مكتبة بالمنزل وهذا ما فعلته وإن كان على مستوى ضيق ولكني حرصت عليه حتى أصبحت اليوم لدى مكتبة بالمنزل يمكن أن اطلق عليها مكتبة منزلية ، وأعتقد أن تلك هي نقطة التحول بحياتي التي اقبلت فيها على اقتناء الكتب وممارسة هواية القراءة.

لقد اقبلت بعدها على القراءة بشغف لما يقع بين يدي من عناوين كتب تثير فضولي وانتباهي، وفي سن الثانية عشرة كنت استعجل الوقت لتأتي الاجازة الصيفية لأذهب الى المكتبة القريبة من منزلنا (مكتبة العائلة) لكي اتصفح العناوين واختار بعض القصص التي تستهويني وخاصة القصص العالمية، ولا أزال أتذكر تلك الكنبة التي كنت اجلس عليها في صالة منزلنا بصلالة الوسطى قرب شارع النهضة مباشرةً في أيام الخريف الماطرة فأسترسل واستمتع بالقراءة واشاهد من خلال النافذة بين الفينة والفينة حركة المرور بالشارع القريب، ولقد استمر شغفي لحب القراءة وصاحبه عندي حب الكتابة.

5

كنت قبل العام 2018م ازور معرض الكتاب زيارات عابرة ، لكن علاقتي بمعرض مسقط الدولي للكتاب عن قرب كانت عند مشاركة صلالة ضيف شرف المعرض عام 2018م وخلال مشاركتي صدر لي ملحق بجريدة الشبيبة بعنوان «الجامع الكبير» وهو عبارة عن توثيق لأحد أهم مكونات منطقة البليد الاثرية بصلالة، ولقد صاحب تلك الفترة التزام مني يومي لحضور المعرض وخاصة ركن صلالة مما وطد علاقاتي مع مشرفي المعرض والكثير من الكتّاب والأدباء وأصحاب دور النشر، فكنت اتنقـــــل كثيراً في أروقة المعرض بكل سعادة وعيناي تبحثان دائماً عن عناوين جديدة.

وفي العالم التالي 2019م كانت البريمي ضيف شرف وحدث أن صدر لي كتيب صغير للشباب بعنوان «المعلم» وهو سيرة مختصرة للرحالة والمؤرخ العُماني أحمد بن ماجد تم توزيعه بدعم من مؤسسة مسقط للإعلام مشكورة ،واتذكر حينها ان تم إهداء 500 نسخة لمحافظة البريمي بمناسبة مشاركتهم ليقوموا بتوزيعها مجاناً لزوار ركن البريمي بمعرض الكتاب.