سلطنة عمان تنفذ مشروعات لصون الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض

بلادنا الخميس ٠٣/مارس/٢٠٢٢ ١٧:١١ م
سلطنة عمان تنفذ مشروعات لصون الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض

مسقط - الشبيبة

تولي هيئة البيئة اهتماما كبيرا بالأنواع الفطرية النباتية والحيوانية بشكل عام، إضافة إلى الأنواع المهددة بالانقراض في سلطنة عُمان من خلال تنفيذ خطط العمل للأنواع الأكثر تعرضا للتهديد والعمل على حماية موائل الأنواع عن طريق الإدارة المستدامة للمحميات الطبيعية من خلال إصدار القوانيــن والتشــريعات الخاصــة بحمايــة الأنــواع المحلية المهــددة بالانقراض.

وأوضحت الهيئة ردا على أسئلة لوكالة الانباء العمانية بمناسبة مشاركة سلطنة عُمان اليوم دول العالم الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للحياة البرية الذي يصادف الثالث من مارس من كل عام، أن من أبرز المشروعات في مجال صون الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض في سلطنة عمان مشـروع صـون "المهـا العربيـة" الـذي تم مـن خلالـه إكثارها وإطلاقها إلـى البيئـة العُمانيـة، ومشـروع "حمايـة النمـر العربـي" من خلال دراسة مواقع انتشاره عن طريق وضع الكاميرات لتوثيق دورة حياته والتهديدات التي يتعرض لها وكذلك رفع مستوى الوعي لدى السكان المحليين حول أهمية المحافظة على النمر العربي وطرق التعامل معه في حالة مشاهدته في المنطقة، ومشروع إكثار الغزال العربي من خلال إنشاء حظائر لتربيته وزيادة أعداده في مراكز إكثار وتأهيل الحياة الفطرية، ودراســة الصقــر الأدهــم وتركيــب أجهــزة تعقــب عبــر الأقمــار الصناعية لصغــار هــذا النــوع مــن الطيــور الجارحـة، وتعد هــذه الدراســة أول دراســة علميــة لتتبــع صغــار الصقــر الأدهــم والتعــرف علــى مصيرهــا فــي مســار هجرتهــا بالتعاون مع عـدد مـن المؤسسـات المحليـة وخبراء دولـيين في مجال الطيور، ومشـروع مراقبــة الســلاحف البحريــة عــن بعــد عبــر الأقمــار الصناعية ، الــذي يهـدف إلـى دراسـة وصـون أنـواع السلاحف الموجـودة فـي سـلطنة عُمان واقتـراح خطـة لإدارة مواقــع التعشــيش والتغذية، وعمل برنامج البحث والصون لهذه الأنواع.

ويُحتفل هذا العام 2022 باليوم العالمي للحياة البرية تحت شعار " استعادة النظام البيئي الأيكولوجي من خلال استعادة الأنواع الرئيسة، وحفظها من خطر الانقراض "، الذي يركز على أهمية " حماية الأنواع الرئيسة لتعافي النظم الإيكولوجية " لجذب الانتباه والتعرف على حالة حفظ وحماية بعض أنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بشدة بالانقراض، إضافة إلى دفع المناقشات التي تهدف إلى إيجاد الحلول وتنفيذها وهناك أكثر من 8400 نوع من الحيوانات والنباتات البرية معرضة لخطر شديد، في حين أن ما يقرب من 30000 نوع آخر معرض للخطر وبناء على هذه التقديرات، هناك حوالي أكثر من مليون نوع مهددة بالانقراض.

وأضافت هيئة البيئة أن من بين المشروعات في مجال صون الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض في سلطنة عمان أيضا التي تم تنفيذها اســتزراع أشــجار القــرم ، الذي يهدف إلى إعادة تأهيل البيئات الساحلية المتدهورة بمختلف المواقع في السلطنة وزيادة مساحات غابات أشجار القرم، التي تعـد موئــلا يســتقطب أفواجــا كبيــرة مــن الطيــور المســتوطنة والمهاجــرة، وتدشين المبادرة الوطنية لزراعة عشرة ملايين شجرة برية في عام 2020م خلال الاحتفال بيوم البيئة العماني، وتم حتى الآن استزراع ما يقرب من 408 آلاف شجرة في مختلف المحافظات ونثر ما يقارب من مليونين بذرة للأشجار البرية في جبال محافظتي ظفار والوسطى وتم إنشاء وتأهيل المشاتل التابعة للهيئة وجارٍ العمل على إنشاء مشاتل جديدة.

وأشارت إلى أنه جارٍ العمل على تجهيز وتهيئة العديد من المسورات للاستزراع في مختلف المحافظات، حيث تم خلال السنوات الماضية توقيع اتفاقيات مع شركات القطاع الخاص المساهمة في تنفيذ تلك المبادرة وتم خلال تنفيذ المبادرة استخدام التقنيات الحديثة في نثر البذور وزراعة بعض الأشجار البرية باستخدام الصناديق المائية.

وحول موضوع إعداد قائمة الأنواع المهددة بالانقراض في مرحلتها الأولى والمتعلقة بإعداد قائمة أنواع الزواحف المهددة بالانقراض، أكدت هيئة البيئة أنها عملت في الأعوام السابقة على مشروع مسح الزواحف البرية العمانية في مختلف محافظات سلطنة عمان للحصول على فهم أفضل لعدد أنواع الزواحف ومكان انتشارها، وتعزيز أولويات ممارسات الصون والأساليب التي من شأنها تحسين فاعلية إجراءات الصون وتسعى الهيئة من خلال هذا المشروع إلى إصدار أطلس للزواحف البرية يوضح أنواع وأماكن وجود هذه الكائنات في سلطنة عُمان وكذلك توعية المواطنين والمقيمين بأنواعها وإرشادهم لكيفية التعامل الأمثل معها أثناء وحودهم بالقرب منها.

وأوضحت أن هذه الدراسة اسفرت عن وجود 101 نوع من الزواحف البرية في البيئة العمانية كما تم رصد مجموعة من الأنواع التي تم توثيقها لأول مرة على مستوى العالم ويبلغ عددها (20) نوعا وتم تصنيفها على أنها أنواع مستوطنة، وجارٍ العمل حاليا مع معهد الأحياء التطوري ببرشلونة والاتحاد العالمي لصون الطبيعة بهدف تقييم الأنواع المهددة بالانقراض، كما أن الهيئة تعمل خلال هذه السنة على استكمال المشروع المذكور أعلاه من خلال التركيز على الأنواع المهددة بالانقراض من الزواحف والاستعانة مع خبراء التصنيف العالميين للأنواع المهددة في منظمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) لإعداد القائمة الوطنية الحمراء للزواحف.

وأضافت أن "أطلس الزواحف البرية" الجاري إعداده يعد مصدرا علميا ومرجعا ذا أهمية كبيرة بالنسبة للباحثين والطلبة ومحبي البيئة حيث يوضح الأطلس مواقع انتشارها في سلطنة عُمان ونبذة عن كل نوع وصورة لكل نوع من الأنواع بما في ذلك الافاعي سواء السامة وغير السامة، حيث وقعت الهيئة مع شركة سي.سي. جي. انرجي ديفالومنت اتفاقية لتمويل الأطلس وهو حاليا قيد الانتهاء من التعديلات النهائية تمهيدا لطباعته وإصداره.

وقالت الهيئة: في إطار المساعي الحثيثة لتحديد المخاطر التي تهدد البيئة العمانية ومن ضمنها الأنواع الغريبة الغازية التي تعد أحد أبرز المهددات التي تشكل خطرا لمفردات الحياة الفطرية، عملت الهيئة وبالتنسيق مع الجهات المعنية على إعداد قائمة بالأنواع الغريبة الغازية شملت الثدييات والطيور والزواحف والنباتات وبعض أنواع الحشرات بهدف تقييم مخاطرها وحجم تأثيرها على البيئة العمانية ومفردات الحياة الفطرية.

كما قامت هيئة البيئة بتشكيل فريق عمل لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية بموجب القرار رقم (243 /2021 )ويهدف الفريق إلى إعداد قوائم بالكائنات التي يمكن أن تصنف ككائنات غازية ومهددة للبيئة العمانية بناء على المعايير الدولية الخاصة بهذا الشأن، ورصد وتقييم الأنواع الغريبة الغازية والأضرار الناجمة عنها في سلطنة عمان وإعداد خطة وبرنامج عمل تنفيذي لإدارة ومكافحتها حسب طبيعتها واقتراح التدابير والإجراءات المتعلقة باستخدامها وتداول تلك الأنواع للحد من تأثيراتها وانتشارها واقتراح تنفيذ الدراسات والبحوث الميدانية المتعلقة بها وطرق مكافحتها.