سيدني - ش
بين المتهمين بالارهاب وضحاياه تتعدد اشكال الماسي والجوهر واحد ... احتجاز وفقدان للحرية ومخاطر تهدد الوجود .جزيرة مانوس التي تقع في المحيط الهادي على بعد ثلاثة آلاف وخمسمائة كيلومتر من شمال سيدني لا تختلف كثيرا عن خليج جوانتانامو حيث تحتجز الحكومة الاسترالية في الجزيرة طالبي اللجوء . أكثر من ألفي شخص من طالبي اللجوء تحتجزهم الحكومة الأسترالية في مكان سري في المحيط الهادي، وذلك في إطار سياستها المثيرة للجدل في هذا المجال التي تقضي بأن يرحّل كل اللاجئين الذين يصلون بالقوارب إلى خارج البلاد.
ذكر تقرير إخباري أن نحو 400 شخص احتجوا في مدينة ملبورن الاسترالية ضد اعتقال طالبي لجوء خارج الاراضي الاسترالية، فيما لا يزال مستقبل مركز الاعتقال في "مانوس آيلاند" في بابوا غينيا الجديدة يكتنفه الغموض.وقالت حكومة بابوا غينيا الجديدة في وقت سابق من هذا الاسبوع إن مركز الاعتقال في جزيرة تقع على بعد 500 كيلومتر شمال برها الرئيسي سيغلق في أعقاب قرار من المحكمة.وقال اثنان من الاشخاص في المسيرة خارج مجلس بلدية ملبورن إنهم أصدقاء طالب لجوء إيراني، توفي بسبب حروق تعرض لها بعد أن أشعل النار في نفسه في جزيرة ناورو الاربعاء الماضي، طبقا لما ذكرته هيئة الاذاعة الاسترالية "إيه.بي.سي".
وفي تطور آخر، ربما تحتاج الحكومة الاسترالية إلى إيجاد شركة خاصة جديدة لادارة المخيمات في "مانوس آيلاند" وناورو. من جانبها قالت شركة فيروفيال الإسبانية إنها لن تعرض تقديم خدمة إدارة مراكز احتجاز اللاجئين الاسترالية في الخارج بعد أن اشترت حصة مسيطرة في الشركة الاسترالية التي تدير هذه المراكز. وكان احتجاز استراليا للساعين للجوء في مراكز في بابوا غينيا الجديدة وناورو قد أثار انتقاد الأمم المتحدة.
وقالت فيروفيال في بيان أصدرته إنها استكملت شراء 59 في المئة من أسهم شركة برودسبكترام المسجلة في استراليا. وأصدرت المحكمة العليا في بابوا غينيا الجديدة يوم الأربعاء حكما بعدم قانونية مركز احتجاز في جزيرة مانوس به أكثر من 800 لاجئ من الساعين للوصول إلى استراليا وقالت حكومة البلاد إنه ستغلقه. وتدير شركة برودسبكترام المنشأة.
وقالت فيروفيال في بيان "فيما يتعلق ببند الخدمات في مراكز التعامل الإقليمية في ناورو ومانوس.. فإن هذه الخدمات ليست جزءا أساسيا في تقييم العرض ومسببات الشراء كما أنها ليست نشاطا استراتيجيا في حقيبة فيروفيال." وتابعت "ترى فيروفيال أن هذا النشاط لن يشكل جزءا من خدماتها المعروضة في المستقبل." وتجمع مئات في ملبورن مطالبين حكومة استراليا بأن تحضر المحتجزين في جزيرة مانوس إلى مراكز على البر الرئيسي. وقال كريس برين من تحالف العمل من أجل اللاجئين إن حكم المحكمة العليا في بابوا غينيا الجديدة يتيح لرئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول الفرصة لتغيير سياسته.
وقال لرويترز "هذه المعسكرات غير إنسانية والآن صدر حكم بأنها غير قانونية. حان الوقت كي نغلقها." (اللاجئة سمر الزيني تحاول أن تساعد شقيقها فيصل الذي تم ترحيله إلى مركز احتجاز في جزيرة مانوس التي وصفها فيصل بأنها أشبه بمعتقل غوانتانامو الذي أقامته أميركا في كوبا. وتقول سمر إن شقيقها مُعرّض للموت هناك.خاطبت سمر رئيس الوزراء الأسترالي ووزير الهجرة, ولم يجبها أحد.تقع جزيرة مانوس في المحيط الهادي على بعد ثلاثة آلاف وخمسمائة كيلومتر من شمال سيدني، وهي واحدة من أبعد الأماكن في قارة آسيا، ويسكنها أكثر من ستين ألفا من الميلانيزيين الأصليين، وهي جنة استوائية خلاّبة، محاطة بالشعب المرجانية، لكنها أيضاً واحدة من أفقر المناطق في بابوا غينيا الجديدة، الدولة المصنفة ضمن الدول الأقل تنمية في العالم.
وقد تفاجأ سكان الجزيرة بقرار إرسال اللاجئين إلى هناك، مثلما تقول عمدة لورينغاو -المدينة الرئيسية في الجزيرة- روث ماندراكامو التي أشارت إلى أن القرار فُرض عليهم.وتزداد مخاوف السكان بشأن مراكز الاحتجاز تحديداً في موضوع إيجاد فرص العمل، لكن الحكومة الأسترالية تقول إنها تنفق أكثر من نصف مليار دولار لتطوير البنية التحتية في بابوا غينيا الجديدة لاستضافة طالبي اللجوء.
من جهتهم يشعر المحتجزون بحالات إحباط بسبب الانتظار الطويل، وفي وقت مبكر من هذا العام قاموا بأعمال شغب لمدة ليلتين, بعد إخبارهم أنهم قد يظلون هنا إلى أجل غير مسمى، وإثر ذلك فتحت قوات الشرطة الخاصة النار على المعسكر، تمّ سحْبُ طالبي اللجوء من غرفهم وضُربوا بواسطة حرّاس الأمن المحليّين.
ووسط هذه الظروف تطرح العديد من الأسئلة عن مركز الاحتجاز في جزيرة مانوس, وعن مصير طالبي اللجوء المحتجزين داخله، لكن المعلومات تتحدث عن خطط تجري لتوطين اللاجئين في بورت موريزبي عاصمة بابوا غينيا الجديدة، وهي الخطط التي تقودها العضوة السابقة في البرلمان في "بابو غينيا" دام كارول كيدو ويعارضها سكان محليون.
والخلاصة أن ترحيل اللاجئين إلى جزيرة نائية تجربةُ لكيفية مواجهة مشكلة عالمية متزايدة، حيث إنه مع فرار الكثيرين من الحرب والفقر, تحاول الدول في كل مكان إيجاد طريقة لوقف موجات اللاّجئين.