العمانية - الشبيبة
تستضيف دار الأوبرا السلطانيّة مسقط يومي 11 و12 فبراير الجاري "مهرجان عُمان العالمي للموسيقى الشعبية" السنوي بمشاركة فنانين من سلطنة عُمان ودول العالم لتواصل الدار دعم دور الفنون الشعبية الموسيقية، وتنمّي وتعمّق التفاهم الثقافي والوئام عبر رسائل يحملها مجموعة من المغنين والمؤدين والعازفين ضمن برنامجها الذي أعدّته للموسم الحالي 2022، الحافل بالعروض العالميّة المميّزة.
ويجتمع الفنانون ليقدموا فنون بلدانهم الشعبية العريقة بالمهرجان في رحلة تمثل التاريخ الغني والتقاليد التي تمتاز بها أوطان هؤلاء الفنانين، ففي عُمان التي تستضيف المواهب العالمية الرائعة هذه وتحتفي بالبراعة المذهلة والمهارة التقنية العالية وجمال عالم التعابير الحضارية عبر الموسيقى الشعبية.
وسيستمتع الجمهور بالأداء الاستعراضي في الساحة المذهلة لدار الفنون الموسيقية، ويلتقي في هذا المهرجان بثلاث فرق عالمية قدمت من بولندا وكوستاريكا وباشكورتوستان، تستعرض تقاليد موسيقية مميزة من موطنها الأم، وتنظمّ إليها فرقة محلية من سلطنة عُمان في مشهد عالمي رائع للفنون الموسيقية.
وتشارك من بولندا فرقة تسيميا بيدوسكا للغناء والاستعراضي إحدى أكبر وأعرق الفرق الشعبية في المنطقة الكويافية البوميرانية، وهي منذ عام 1958 تشارك في العديد من الفعاليات والحفلات والمهرجانات في المحافل الفنية المحلية والدولية؛ فالفرقة ضمن السفراء الثقافيين في المنطقة الذين يشجعون الفن والثقافة الشعبية البولندية، وتهدف إلى الحفاظ على التقاليد الوطنية وتطوير الوعي الثقافي الوطني والمدني، وتتألف الفرقة من قرابة 150عضواً، تشمل أعمالهم مجموعة أدائية وغنائية من العديد من مناطق بولندا.
ومن كوستاريكا تشارك فرقة انسبيراسيونيس كوستاريسنسيس التي تأسست عام 2006 لتمثل دولة كوستاريكا ولتعرّف العالم على التراث الشعبي الكوستاريكي، وتتألف هذه الفرقة من مؤدين وعازفين محليين معروفين ذوي خبرة فنية وتعليمية واسعة، ويكرم اسم الفرقة "انسبيراسيونيس كوستاريسينسيس" (الإلهام الكوستاريكي) التراث الموسيقي المعروف ببوبورّي المؤلف الموسيقي الكوستاريكي كارلوس جوزمان.
أما فرقة "ميراس" للغناء والأداء الشعبي القادمة من جمهورية باشكورتوستان (روسيا) فهي تشتهر بمهاراتها وموهبتها، وتمثّل جانبا مهما من الحياة الحضارية للعاصمة وجمهورية باشكورتوستان كافة؛ فالفرقة اتحاد لعدة فرقٍ مستقلة، وتعد فرقة استعراضية وكورال وأوركسترا وفرقة موسيقية شعبية في آن واحد.
وتُعرف هذه الفرق كأبرز المعالم الثقافية لمدينة أوفا عاصمة جمهورية باشكورتوستان، وفي كل إجازة تُقدم الفرقة استعراضاتها في المدن وفي الاحتفالات الجمهورية في روسيا وخارجها، وتشكلت عام 1992 واعتُرف بها رسميا عام 2007، وتتألف من مئة فنان، وتخرج جميع المؤدين بالفرقة من كلية بشكير للأداء الاستعراضي، بينما تخرج المغنون والفنانون من قسم الغناء بمعهد أوفا للفنون.
ومن سلطنة عُمان سيلتقي الجمهور مع فرقة بينونة الحماسية وهي تقدّم فنونا شعبية عُمانية من بينها فن العازي، وهو نمطٌ من الفنون الشعبية العُمانية التي يقوم الصوت فيها بدور أساسي حيث يُتغنى بالقصائد الشعرية الممتعة التي تُلقى دون لحن معزوف أو آلة إيقاعية ويعبر عن الاعتزاز بروح الفخر وقيم الولاء وحب والوطن ويُقدم عادةً للترحيب بالضيوف والمديح والإشادة بالإنجازات وذكرها.
أما فن الرزفة الحماسية فيُتبادل الغناء فيه بفاعلية ويتشكل هذا النوع الفني من صفين من الرجال حاملين عصي الخيزران أو البنادق أو السيوف، فيما يؤدون إيماءات متتالية يقدمون فيها رؤوسهم للأمام تارة وينزلونها تارةً أخرى، وينحنون انحناءات خفيفة، فتبدأ المجموعة بالغناء عندما يقف الشاعر الرزفة أمام أحد الصفوف ويلقنهم بيتين شعريين، ثم يعيد البيتين الشعريين باللحن، فيما يكرر الصف الآخر ما يغنيه الصف الأول إلى أن يصبح الغناء مشتركاً بين المجموعتين ويُتبادل الغناء بين المشاركين.
وترتكز القصيدة في فن الشلة على العاطفة وتُغنى بألحانٍ وكلمات تتفاوت من منطقة لأخرى، فعلى الرغم من أنه نشأ في القبائل البدوية إلا أنه انتشر مؤخراً بين ثقافات المدن، وأصبح حاضراً في كل مناسبة أو احتفال سواء أكانت رسمية أو شعبية أو خاصة، أما فن التغرود فهو فنُ تقليديٌ عُماني غير مادي وذو قيمة مهمة، فالتغرود فن بدوي، يُغنى على ظهور الجمال أثناء الرحلات الطويلة البطيئة التي يقطعها البدو عبر الصحراء، وكثيرا ما يؤدى التغرود أثناء جلوس البدو للسمر، ويؤدّى هذا النمط الغنائي بمختلف اللهجات المحلية في الأودية العُمانية التي تنتشر بين محافظات الباطنة والظاهرة والداخلية والوسطى وظفار.
وتؤكد الدار، لجمهورها في عروضها، وزيارتها، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية المتمثلة بوضع الكمامات، والحفاظ على التباعد في جميع أنحاء المبنى، تنفيذا لقرارات اللجنة العليا المكلفة بالتعامل مع فايروس كوفيد 19 للحدّ من تفشّي الجائحة.