قضى بالحكم على الشاب البريطاني الذي قتل المبتعثة السعودية ناهد المانع، ورجل آخر بريطاني أيضاً، بالسجن 27 عاماً، أسدل الستار على الشق القانوني في القضية لكن الشق الإنساني الذي خلّفه غياب الضحيتين مازال يؤرّق أسرتيهما، لاسيما وأن جلسة الحكم عليه كشفت لماذا أقدم الجاني على ارتكاب الجريمة.
أسرة ناهد المانع طبقاً لمسؤولين من السفارة السعودية حضروا المحكمة. وقد تحدّث شقيقها في بيان عن شعوره تجاه وفاتها ملقياً باللوم على نفسه لأنه لم يستطع إنقاذها. تحدث شقيقها–والذي كان يدرس في بريطانيا هو الآخر- يوم وقوع الحادث قائلاً "لقد كنت متفائلاً للغاية، لكني عدت هذا المساء في أسى وحزن بالغين". وقال بأن القاتل قد سلب أخته حقها في الحياة وفي الزواج وفي أن تكون أماً، حسب ما نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية، السبت 30 أبريل/ نيسان 2016.
والد ناهد
وقالت عائلتها بأنهم "دُمِّروا" بعد قتلها. وقالوا "كانت ناهد شخصية رائعة ولطيفة وكانت محبوبة. لقد كانت هادئة. واختارت متابعة دراستها الأكاديمية والعمل على الحصول على شهادة الدكتوراه. لقد قررت أن تلتزم بتراثها وتقاليدها في إنجلترا وقد ظهر ذلك في ثيابها وتصرفاتها. عدد الناس الذين حضروا جنازتها يدلّ على كم كانت تحظى باحترام الآخرين".
الضحية الثانية
والدة الضحية الأخرى
أما والدة جيمس أتفيلد الضحية الأخرى فقد قالت في المحكمة اليوم أنها لم تستطع العمل بسبب حزنها واضطرت لبيع منزلها. وقالت بأنه على عائلتها أن تعتاد على الحياة من دون ابنها، وأنها ستتذكر ابنها على أنه "مهرّج محبٌّ للمرح".
كان أتفيلد أباً لأربعة أطفال، وتعرض لتلف في الدماغ إثر حادث سيارة عام 2010 مما سبب له صعوبات في الكلام ومشاكل تتعلق بالذاكرة.
بماذا ردّ القاتل عن الحكم عليه
وبعدما حكم القاضي عليه بالسجن 27 عاماً كحدٍّ أدنى تمتم فيرويذر قائلاً "أنا لا أهتم لذلك". وكان فيرويذر قد أشار لأمه من قبل من خلف قفص الاتهام بمحكمة أولد بيلي في لندن قائلاً لها "أبقي رأسكِ مرفوعاً" ولكنها انهارت في البكاء بعدها مباشرة.
وخلال جلسة الحكم تبيّن أن فيرويذر كان متهماً بسرقة تحت تهديد السكين في 26 مارس/ آذار 2014 وحُكِم عليه بخدمة المجتمع. بعدها بثلاثة أيام، قام فيرويذر بطعن جيمس أتفيلد البالغ من العمر 33 عاماً 102 طعنة وترك جثته مُلقاة في حديقة عامة.
والدة القاتل
بعد ذلك بثلاثة أشهر، قام فيرويذر بمهاجمة المبتعثة السعودية ناهد المانع البالغة من العمر 31 عاماً بينما كانت تسير في ممشى سالاري بروك بمدينة كولشستر وقام بطعنها في عينيها. وكان فيرويذر يجوب المنطقة باحثاً عن ضحيته الثالثة قبل أن توقفه الشرطة أخيراً في مايو / أيار 2015.
عند القبض عليه، كان فيرويذر يرتدي قفازات وكان يحمل سكيناً، وقد تمّ استجوابه بعد وقت قصير من جريمته الثانية ولكن دون اتخاذ أي إجراء.
ألعاب عنيفة مارسها
لعب فيرويذر الذي يعاني من التوحّد ألعاباً عنيفة على الكمبيوتر مثل كول أوف ديوتي وGTA مذ كان عمره 13 عاماً فقط. كما شاهد العديد من أفلام الرعب مثل سلسلة Wrong Turn والتي تحتوي على حالات قتل مثل التي قام هو نفسه بتنفيذها، كما كان لديه شريط فيديو عن سفّاح إنجليزي شهير يُدعى بيتر ساتكليف نفّذ جرائمه في سبعينيات القرن الماضي.
وتحدث القاضي روبن سبنسر قبل النطق بالحكم قائلاً "اليوم يُنطق بالحكم عليك نتيجة جريمتي قتل وحشيتين ساديتين ارتكبتهما عندما كان عمرك 15 عاماً. ما دفعك لارتكاب هذه الجرائم هو العنف والسادية وهوسك بالسفاحين. لقد اندمجت في ذلك لعدة شهور، تقرأ عن القتلة المتسلسلين على شبكة الإنترنت وفي الكتب وتشاهد أقراص الفيديو الرقمية".
وأضاف القاضي "يبدو لي أن فيرويذر كان مهووساً، هذا الهوس بالقتلة المتسلسلين كان له بعض التأثير على الجرائم التي ارتكبها".
واعترف فيرويذر بالقتل بحجة المسئولية المنقوصة، حيث ادّعى أنه سمع هلوساتٍ اضطّرته للقتل. لكن المحكمة أدانته بالقتل بعد أن رفض أحد الخبراء حجة الهلوسات واصفاً ذلك بأنه يبدو كشيء شاهده في أحد أفلام الرعب.
2
مليون جنيه كلفت البحث عن القاتل
الطالبة السعودية
تعتبر عمليات البحث عن القاتل واحدة من أكبر التحقيقات التي قامت بها شرطة إسيكس حيث كلفت الشرطة حوالي 2.6 مليون جنيه إسترليني.
وفي مقطع فيديو بعد القبض على فيرويذر، كان يشرح للشرطة كيف طعن ضحيته الأولى جيمس أتفيلد عدة مرات. وفي الفيديو الذي تبلغ مدته 38 ثانية أخبر فيرويذر الشرطي "الأصوات كانت تتحدث معي، ويجب عليك أن تقوم بتضحية وإلا سيأتون إليك، كان عليّ فعل ذلك. لقد رأيته أمامي نائماً على العشب (وقام بتمثيل كيف كان أتفيلد نائماً) وكان سكران وسمعت الأصوات 'إنه هو، فلتفعلها، فلتفعلها' لذلك ذهبت نحوه". بعد ذلك قام فيرويذر بتمثيل كيف طعن الضحية مراراً في بطنه.
وقضت المحكمة على شاب بريطاني بالسجن مدى الحياة إثر جريمة قتل مزدوجة ارتكبها قبل عامين. جيمس فيرويذر كان عمره 15 عاماً فقط عندما قام بهجومين مروعين أسفرا عن مقتل كلٍّ من جيمس أتفيلد وناهد المانع في كولشستر بمقاطعة إسيكس بالمملكة المتحدة.
ماذا وجد في منزله؟
وأشارت المحكمة إلى العثور على كتاب "أسوأ الجرائم في العالم" والذي يذكر طعن "سفاح يوركشاير" الشهير، بيتر سوتكليف، لإحدى ضحاياه في أعينهم لأنها تبقى مفتوحة بعد قتل الجريمة.
إشترك عبر خدمة أخبار “الشبيبة “ على الواتساب لتصلك آخر و أهم الأخبار.
للإشتراك أرسل كلمة “ أشترك “ على الأرقام التالية:
تواصل معنا لعرض مشكلتك
