انطلاق فعاليات مؤتمر 'ليب' التقني بمشاركة 700 شركة دولية بالرياض

مؤشر الأربعاء ٠٢/فبراير/٢٠٢٢ ١٧:١٣ م
انطلاق فعاليات مؤتمر 'ليب' التقني بمشاركة 700 شركة دولية بالرياض

الرياض- الشبيبة 

انطلقت يوم أمس (الثلاثاء) بالعاصمة السعودية الرياض فعاليات مؤتمر ليب "LEAP" التقني ويستمر حتى غد (الخميس) بمشاركة أكثر من 700 شركة تقنية رائدة عالميا منها شركات عمانية مثل الصندوق العماني للتكنولوجيا وشركة بيمة وغيرها، ويعد أضخم مؤتمر ومعرض تقني يهتم بمستقبل التقنيات ودورها في ازدهار البشرية. ويتناول المؤتمر الذي يقام في نسخته الأولى عبر 6 منصات بمشاركة نحو 350 متحدثا دوليا ومحليا، مستقبل التقنية عبر أكثر من 380 جلسة حوارية، واستشراف متغيراته والعمل على استباقها عبر التقنية، بما يصنع واقعا أكثر ازدهارا يُعزز من حياة المجتمعات، ويليق بالطموحات.

وأعلن المؤتمر عن استثمارات تزيد عن 6.4 مليار دولار، بهدف دعم التقنيات المستقبلية وريادة الأعمال التقنية وتعزيز مكانة المملكة بصفتها أكبر اقتصاد رقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وينعقد المؤتمر بدعم من قيادة المملكة وانسجاماً مع توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، لدعم الاقتصاد الرقمي للمملكة تحقيقا لأهداف رؤية 2030. وتشمل الاستثمارات والمبادرات إطلاق صندوق بروسبيرتي7 (Prosperity7) الاستثماري التابع لشركة أرامكو فينتشرز بقيمة مليار دولار، إضافةً إلى استثمار شركة نيوم التقنية الرقمية القابضة بقيمة 1 مليار دولار والذي يركز على دعم التقنيات المستقبلية. وكجزء من استثمارها الضخم، أعلنت "نيوم" عن إطلاق تقنية الواقع الافتراضي الإدراكي ميتافيرس XVRS الأولى في العالم، والتي ستوفر الخدمات لسكان وزوار هذا المشروع الهائل والذكي. كما ستطلق الشركة أيضاً منصة إدارة البيانات M3LD، وهي منصة لإدارة البيانات الشخصية، والتي ستمنح المستخدمين إمكانية التحكم ببياناتهم من جديد. وأعلنت شركة الاتصالات السعودية stc عن "مينا هاب" (MENA Hub)، وهو استثمار هائل بقيمة مليار دولار في مجال الاتصالات والبنية التحتية الإقليمية. وسيدعم هذا المركز القطاع الرقمي وقطاع السحابة، والذَين يشهدان توسعاً سريعاً في المملكة.

وشهد أول أيام مؤتمر LEAP التقني أيضاً إطلاق The Garage، وهي منصة جديدة أطلقتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم الشركات الناشئة وتعزيز الاستثمار وريادة الأعمال، والتي ستوفر بيئة شاملة لخدمات الشركات الناشئة المحلية والدولية لمساعدتها على النمو لتصبح شركات التقنية الرائدة في المستقبل. كما أعلنت مجموعة J&T Express Group، إحدى أسرع شركات الخدمات اللوجستية نمواً في العالم، عن استثمارات بقيمة 2 مليار دولار بالتعاون مع شركة eWTP Arabia Capital وشركاء آخرين. وسيشهد هذا الاستثمار الكبير بناء J&T لمقرها الرئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مدينة الرياض وإنشاء شبكة واسعة من الخدمات اللوجستية الذكية ومنشآت التوزيع، والتي من شأنها توسيع نطاق وصول المملكة والارتقاء بها كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية المتطورة.

وتُعدّ المملكة أكبر سوق للتقنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يتجاوز حجم القطاع التقني فيها 40 مليار دولار. وتُعتبر الاستثمارات الجديدة التي تم الإعلان عنها خلال LEAP22 جزءاً من خطط المملكة المستمرة وسعيها للتحول إلى اقتصاد رقمي قائم على الابتكار، والذي أسهم بالفعل في جعل المملكة واحدة من أسرع الأسواق الجديدة نمواً في مجال التقنيات المالية والمحتوى الرقمي في المنطقة.

وقال معالي المهندس عبدالله بن عامر السواحه، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي: "تُعدّ هذه الاستثمارات والمبادرات تجسيداً لجهود المملكة المستمرة في دفع عجلة نمو الاقتصاد الرقمي لتحقيق الفائدة والتقدم للعالم أجمع ولتعزيز الازدهار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتُمثّل هذه الاستثمارات المرحلة التالية من توسع المملكة بصفتها أكبر سوق تقني ورقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

وخلال كلمته الافتتاحية في LEAP22، أشار معاليه إلى مكانة المملكة وريادتها إقليمياً في استقطاب المواهب التقنية، حيث تحتضن 318 ألف موظف في قطاع التقنية، إضافةً إلى ارتفاع معدل مشاركة المرأة في القوى العاملة بمجال تقنية المعلومات والاتصالات إلى 28% خلال السنوات الأخيرة.

وتُعدّ المملكة اليوم موطنًا لأضخم الاستثمارات في تقنية السحابة، حيث تستثمر الشركات الرائدة والمزودة لخدمات السحابة على نطاق واسع ومنها Google وAlibaba وOracle وSAP أكثر من 2,5 مليار دولار في تقنية السحابة بالمملكة. كما تشهد ريادة الأعمال ازدهاراً واضحاً، حيث تجاوز مجموع رأس المال الاستثماري في المملكة في عام 2021 إجمالي الاستثمار في عاميّ 2019 و2020 مجتمعَين.

ويأتي تنظيم السعودية هذا الحدث التقني الذي تتجه إليه أنظار العالم، تأكيدا وتعزيزا لمكانتها وريادتها الإقليمية والعالمية من النواحي التقنية والرقمية والابتكارية، وسعيها الحثيث لتحقيق مستهدفات "رؤية 2030" في المجالات التقنية والقطاعات الواعدة التي تحظى برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية

ويهدف "LEAP"، الذي يعد لقاء يجمع أفضل العقول البشرية في العالم. ويشارك فيه أكثر من 700 شركة تقنية رائدة عالميا وناشئة، إلى تعزيز مكانة السعودية دوليا بوصفها نقطة التقاء لقادة الفكر وصانعي التغيير من جميع أنحاء العالم والوجهة الحقيقية للابتكار التقني العالمي، وتمكين وتطوير واعتماد أحدث التقنيات العالمية.

ويناقش المؤتمر الذي يأتي بتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز وعدد من الجهات المحلية والعالمية تحت شعار: "عينٌ على المستقبل" موضوعات عدة، منها الاقتصاد الرقمي، وإنترنت الأشياء، والتقنيات البيولوجية والصحية، والعلوم الكمية، والتنقيب الذكي، والنظم غير المأهولة، والفضاء والأقمار الصناعية، والتقنيات المالية، والمصادر المفتوحة.

ويقام على هامش فعاليات المؤتمر مسابقة تضم 90 شركة تقنية ناشئة للمنافسة على جوائز بقيمة مليون دولار، حيث سيجتمع رواد الأعمال لتقديم عروضهم أمام لجنة من كبار المستثمرين العالميين، ليتأهل أفضل 10 رواد أعمال ويحصلوا على فرصة لعرض مزايا أعمالهم من خلال التركيز على مستوى الإبداع والابتكار والإمكانات والوظائف والتأثير على الأفراد والمجتمع.